صدى العرب : ‎تكريم الرئيس الأسبق (طباعة)
‎تكريم الرئيس الأسبق
آخر تحديث: السبت 07/03/2020 05:13 م
أماني الموجي أماني الموجي
تابعنا مؤخرًا جنازة الرئيس الأسبق حسنى مبارك، الذى وافته المنية عن عمر ناهز 92 عامًا، فى مشهد كشف عظمة الدولة المصرية، ومثّل انعكاسًا واضحًا للقيم التى وضعتها الحكومة على عاتقها خلال السنوات الأخيرة، وعدم تجاهل أبناء مصر الذين قدموا الكثير لها وسعوا إلى أمنها واستقرارها.

‎وقدمت الدولة نموذجًا عظيمًا فى التعامل مع وفاة الرئيس الأسبق حسنى مبارك، بعدما أقيمت جنازة عسكرية تليق بتاريخه العسكرى، تقدمها الرئيس عبدالفتاح السيسى ومسؤولى الحكومة، وعدد كبير من قيادات القوات المسلحة، وإعلان الحداد لمدة 3 أيام، ليقدم مشهد الجنازة حلقة جديدة من مسلسل "وفاء الدولة لأبنائها" الذى اعتدنا عليه فى المناسبات وبدا واضحا بتكريم رجال الجيش والشرطة الذين ضحوا بأرواحهم فداءً للوطن.

‎ليس غريبًا على مصر أن تنعى "مبارك" بل يرجع ذلك للعقيدة الراسخة فى الدولة لتكريم أبنائها تقديرًا لعطائهم، خاصة أن مبارك أحد أبطال حرب أكتوبر الذى كتب اسمه فى سجلاتنا التاريخية كقائد خاض أقوى الحروب وشارك فى تحقيق أعظم انتصارات فى العصر الحديث، وهو ما أكده نعى رئاسة الجمهورية الذى كشف معدن الدولة الأصيل بعدما نعت ببالغ الحزن وفاة الرئيس الأسبق، لما قدمه لوطنه كأحد قادة وأبطال حرب أكتوبر المجيدة، وتوليه قيادة القوات الجوية أثناء الحرب التى أعادت الكرامة والعزة للأمة العربية.

‎ولعل ما قدمته الدولة من تكريم لـ"مبارك" يكشف قيم الأصالة التى تبث رسائل روح الوطنية والانتماء للوطن، وإرساء الرئيس عبدالفتاح السيسى لقيم ومبادئ الإنسانية بعدما ضرب مثلًا عظيمًا فى التحلى بالأخلاق بتكريم من ساهم فى استعادة الأرض وحفظ السلام، لتضاف هذه اللفتة إلى السجلات التاريخية لمواقف الرئيس السيسى النبيلة التى ترسخ أسمى معانى الوطنية، خاصة بعد إطلاق أسماء رؤساء مصر السابقين على عدد من المنشآت العسكرية.

‎أما القوات المسلحة فنعت الرئيس الأسبق ووصفته بأنه ابن من أبنائها وقائد من قادة حرب أكتوبر المجيدة وتقدمت لأسرته ولضباط القوات المسلحة وجنودها بخالص العزاء.

‎وعلى المستوى الشعبى، تحولت منصات مواقع التواصل الاجتماعى إلى دفتر عزاء، ووسط حالة من الحزن والأسى نعت الجماهير المصرية رئيسها الأسبق حسنى مبارك، كرمز من رموز القوات المسلحة، وشخصية قدمت الكثير فى الدفاع عن أمن مصر بدءًا من المشاركة فى معركة العبور بطلًا للضربة الجوية حتى تحرير طابا ورفع العلم المصرى عليها، ليقدم المصريون أروع صور الوعى والتى لم تؤثر فيه حملات التضليل بعد إبراز تعاطفهم مع "مبارك" كنوع من الشكر لما قدمه من بطولات.

‎وستظل صورة "مبارك" الرجل العسكرى حاضرة فى الأذهان كونه بطلًا من أبطال حرب أكتوبر تلك الذكرى التى يحتفل بها المصريون سنويًا ويتذكر خلالها الضربة الجوية التى قادها وحققت أهدافها ومهامها القتالية بكفاءة عالية ومهدت الطريق للانتصار العظيم، فضلًا على أنه أعلن صراحة قبل تخليه عن الحكم أن سيموت فى مصر وصدق فى قوله بعدما واجه صعوبات كبيرة عقب يناير 2011.

‎فى النهاية الرئيس الأسبق الراحل حسنى مبارك قائد عسكرى قاد معركة القوات الجوية فى حرب أكتوبر، فسياساته فى حوزة التاريخ يحللها كيفما شاء بما له وما عليه، أما شرف العسكرية المصرية لا يعرف النكران لأبنائه وأبطاله، بل يُكرموا على ما قدموا فى مسيرتهم العسكرية.