صدى العرب : «مراكش» المغربية.. والنجاح بالتنظيم (طباعة)
«مراكش» المغربية.. والنجاح بالتنظيم
آخر تحديث: السبت 07/03/2020 05:10 م
أشرف كــاره أشرف كــاره
لا شك أن وعى وتقدم الشعوب لا يأتى إلا برفع مستوى إدراكهم لأهمية مقومات بلادهم السياحية وكذلك استغلالهم لعوامل جذب أحداث ثقافية أو رياضية لدولهم.. كان هذا هو أهم ما شغل تفكيرى خلال زياتى الأخيرة للمملكة المغربية وبالتحديد مدينتها السياحية العريقة «مراكش» لحضور جولتها العالمية من بطولة العالم للفورميلا الكهربائية (formula e)... الأمر الذى أعاد إلى ذاكرتى ما فعلته حلبة جيبلى رايسواى الدولية للكارتينج بشرم الشيخ عندما استطاعات استقبال عدد ثلاث بطولات للعالم برياضة الكارتينج بأعوام 2004، 2009 و2010 على التوالى، وما كان أثر ذلك على الحركة السياحية والخدمية لمدينة شرم الشيخ بتلك الفترات.

ومع ملاحظتى خلال الأيام الأربعة التى قضيتها بالمدينة السياحية العريقة (مراكش) وعدم وجود أية حفر أو مطبات «مطلقًا» بشوارعها من جانب، ومدى اهتمام الجهات الرسمية باطلاع النشء الصغير وطلبة المدارس على تكنولوجيا المستقبل برياضة وصناعة السيارات الكهربائية– وما لذلك من أثر فى رفع وعى وثقافة هذا الشباب– من جانب آخر، وبعودتى لتأمل الموقف الجارى أثناء وجودى هناك، نمى إلى مخيلتى السؤال الذى قد يتبادر لأى مواطن مصرى مهتم ببلده: ماذا لو استطعنا أن نستقطب إحدى جولات هذه البطولة الواعدة– التى أرى أنها المستقبل برياضة السيارات– خاصة أنها لا تتطلب الاستثمار فى إنشاء حلبات باهظة التكلفة شأن الفورميلا 1 (والتى قد تصل تكلفة حلباتها الآن لما يقرب من مليار دولار.. بغض النظر عن أرباحها السنوية الهائلة أيضًا)، فسباقات الفورميلا الكهربائية (formula e) يتم تنظيمها على حلبات مؤقتة بشوارع المدن– بالطبع بعد عمل اللازم لها من كافة صور التأمين والسلامة، وهو الأمر الذى نستطيع أن نقوم به بالعديد من مدننا المصرية سواء الساحلية السياحية الشهيرة شأن شرم الشيخ، الغردقة أو المدن التاريخية شأن الأقصر وأسوان.. أو حتى المدن الجديدة شأن العاصمة الإدارية الجديدة أو مدينة العلمين الجديدة.. وغيرها.

الأمر بغاية البساطة يا سادة (وبغاية التعقيد بنفس الوقت).. بغاية البساطة أن نجتمع على قلب رجل واحد فى رغبتنا بأن نقوم بمثل هذا الأمر جميعًا وعلى مستوى كافة الجهات بدءًا من سلطات الجوازات والجمارك المصرية وانتهاءً بالشباب الذين يشاركون بالقيام بأعمال المساعدة والتوجيه والنظافة.. نعم قد يتطلب الأمر قرارًا سياسيًا على أعلى المستويات، لكن المهم بالأمر أن يكون التنفيذ على أفضل المستويات أيضًا، وألا نختلق سبلًا للتعطيل والتبطىء المهلكة والتى قد تؤدى بالنهاية للفشل.. قد أذكر مثالًا واحدًا فقط (والأمثلة لا حصر لها) فبطولات السيارات هى بطولات الـ(جزء من الثانية)، فلو تخيلنا أن أحد الموظفين «عباد البيروقراطية» قد أوقف عضوًا من أعضاء إحدى الفرق المشاركة بالبطولة أو تم تعطيل إحدى شحنات الفرق من سيارات أو معدات أو خلافه.. فماذا سيكون مصير تنظيم الجولة التى تستضيفها الدولة على الأرض؟ (كارثى ولا شك) وهو ما كان مقصودًا به «وبغاية التعقيد بنفس الوقت».

فهل نستطيع أن نبرع فى تنظيم مثل هذا الحدث على أرض دولتنا الحبيبة؟– التى أرى أن مصر تملك أضعاف المقومات التى تمتلكها المملكة المغربية، ومن ثم القدرة على النجاح؟– نعم، ولكن الأمر يحتاج منا الكثير والكثير.