صدى العرب : المزاد وما بعده (طباعة)
المزاد وما بعده
آخر تحديث: الأحد 07/05/2017 10:12 ص
القبطان محمود المحمود القبطان محمود المحمود

نشرت الصحف الأسبوع الفائت خبر تسليم وزارة المالية، إيرادات المزاد العلني الأول للأرقام المميزة الذي عقد بتاريخ 13 أبريل الماضي وبلغت 1.72 مليون دينار، ولقد نجح المزاد في بيع الأرقام بأعلى سعر، في مشروع غير مسبوق بالمملكة.

ويمكن عبر التجربة الناجحة لمزاد أرقام السيارات، استنساخها وتطبيقها على أشياء أخرى، فعلى سبيل المثال لا الحصر، هناك أرقام البطاقات السكانية والجوازات المميزة والتي بالتأكيد ستجد من يرغب بشرائها، كما يمكن إدخال بعض أراضي الدولة ضمن معروضات شركة «مزاد» التي يجب أن تتوسع ولا يقف نشاطها بانتظار مجموعة أخرى من أرقام السيارات المميزة، فالقائمون على الشركة من الشباب الذين نتوسم فيهم الإبداع والابتكار.

كما تستطيع شركة مزاد بيع أسماء بعض الشوارع لأشخاص يرغبون في أن يطلق أسماء عائلاتهم عليها، مع مراعاة خصوصية كل منطقة والاعتبارات الاجتماعية والسياسية، وأيضا توسعة أعمال الشركة لتصبح وكيلاً إقليميًا مختصًا ببيع تحف ومقتنيات أثرية لمن يرغب، وهناك الكثير من الأفكار التي يمكن تطبيقها في شأن المزادات.

ورغم كل هذا النجاح في الفكرة إلا أننا نبحث عن مشروعات وأفكار تسهم في استدامة الموارد المالية للدولة، لأن المزاد لا يمكن وصفه بمصدر دخل مستدام، بل هو عائد ريعي يخضع لظروف لا يمكن وصفها بالموسمية حتى، بل إنها فرصة اقتنصتها الحكومة، ولا تأخذ طبيعة التكرار والاستدامة والنمو، وإذا ما كانت الدولة تبحث عن استدامة للموارد المالية، فيجب أن تضع نصب أعينها المشروعات ذات الدخل المستدام والمتنامي والتي تسهم في خفض معدلات البطالة بتوفير فرص عمل للشباب، وما أكثرها من مشروعات.

ولإقامة مشروعات ذات دخل مستدام وحقيقي، نحتاج إلى تحقيق ثلاثة شروط، أولاً: دراسة جدوى واختيار المشروع الأنسب للمملكة، ثانيًا: الجرأة على اتخاذ القرار، ثالثًا وليس أخيرًا: اختيار الأشخاص الأنسب لتشغيله.

وإحقاقًا للحق في فكرة المزاد أود الإشارة إلى أن فكرته أطلقها المجلس التشريعي السابق وكنت شاهدًا عليها، كمقترح خلال دور الانعقاد الأخير له، وما تم الآن لم يكن إلا تجسيد للمقترح الذي تبنته الحكومة مشكورة وقدمته لشركة ممتلكات فيما بعد.

وفي النهاية، نشيد بالمزاد وفكرته، ولكن نطالب بمشروعات تدر ربحًا مستدامًا، وتوفر فرص عمل، وتخرجنا من دائرة الاعتماد على النفط والأرقام المميزة وغيرها، فما زال الكثير من المسؤولين يفكرون بأسلوب ريعي بعيد عن التنمية والاستدامة، وما فكرة المزاد والعائد منها إلا نفس فكرة استخراج النفط وبيعه، باعتباره موردًا مؤكد النضوب في يوم ما، مثله مثل الأرقام المميزة.