صدى العرب : مصر تقود القارة السمراء (طباعة)
مصر تقود القارة السمراء
آخر تحديث: الأحد 24/02/2019 09:22 م
أماني الموجي أماني الموجي

‎تسلم الرئيس عبدالفتاح السيسي، مؤخرا رئاسة الاتحاد الأفريقي لعام 2019، من الرئيس الرواندي بول كاجامي، في نجاح جديد يضاف إلى سجلات مصر على مستوى أفريقيا، تقود من خلاله القارة السمراء لعام جديد.

‎بطبيعة الحال هذا النجاح يعزز مكانة القاهرة قاريًا مع الأشقاء الأفارقة، بالتزامن مع الجولات المكوكية التي يجريها الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى مختلف الدول الأفريقية لتعزيز التعاون والشراكة في مختلف المجالات، وتكللت هذه الجولات بالنجاح مع حرص القيادة السياسية على استعادة دور مصر على المستوى الأفريقي، وانتهت أيضًا بوضوح علاقات الثقة وبذا ذلك واضحا في اكتساح مصر للتصويت على تنظيم بطولة أمم إفريقيا هذا العام بعد سحبها من الكاميرون، بـ16 صوتا لصالح القاهرة مقابل صوت واحد لجنوب أفريقيا.

‎اهتمام الرئيس السيسي بالقارة السمراء، ظهر في العديد من المحافل التي شارك بها وأكد خلالها على دعمه الكامل تجاه القارة وحرصه الدائم على تحقيق الأمن والاستقرار في جميع دولها، كما جاء في كلمته خلال منتدى أفريقيا 2018، أن مصر ستظل دوما داعمة لتعزيز التعاون الأفريقي في إطار الجهود التي تبذلها القاهرة لتحقيق التنمية المستدامة بالقارة السمراء.

‎وتعتمد استراتيجية مصر السيسي على ضرورة الحلول للقضايا ذات الاهتمام الأفريقي المشترك، وفي مقدمتها القضاء على النزاعات، والفقر، بهدف حدوث التنمية لدول القارة، ومشاركة مصر في قوات حفظ السلام بالقارة، والتصدي لمحاولات استقطاب الشباب للفكر المتطرف، بجانب تسخير كل الإمكانيات لتلبية احتياجات شعوب الدول الإفريقية.

‎من يتابع الجولات الأخيرة للرئيس السيسي على مستوى أفريقيا، يجد أنه يحظى بتقدير كبير من القادة الأفارقة، وبالطبع فإن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي ستكون إضافة كبيرة للقارة لخبراتها الكبيرة وقدرتها على مواجهة تحديات الشعوب الأفريقية التي رسخت في عهد القيادة السياسية الحالية، سواء على المستوى السياسي في مواجهة الصراعات التي تشهدها بعض الدول ودمرت مواردها، أو الأفكار التكفيرية التي تحاول من ورائها نشرها كالسرطان في القارة السمراء، ناهيك عن الجانب الاقتصادي باستغلال الثروات الكبيرة لهذه الدول لتحقيق التنمية المستدامة، وبرنامج للإصلاح الاقتصادي الطموح على غرار برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري الذي نال شهادة المؤسسات الدولية وحقق طفرة على المستوى المحلي.

‎ما يؤكد قدرة مصر على قيادة أفريقيا، أنها نجحت خلال الأعوام الأربعة الماضية في تحقيق نجاحات كبيرة في الوقت الذي طن فيه البعض أن مصر انتهت، بعد أن ركّعت الإرهاب الذي مثّل خطرا كبيرا على الدول المجاورة ودمر أوطانا كانت تعيش استقرار واضحا، وأنهت القاهرة الموقعة بالانتصار الساحق رغم الدعم المادي الكبير من بعض الدول التي سخرت منابرها لتدمير الدولة المصرية، فضلًا عن ما حققته من نجاح كبير على المستوى الاقتصادي بعد أن كان على حافة الهاوية.

‎وبالطبع أيضًا فإن مصر ستجني أيضا ثمارا كبيرة من استضافتها للاتحاد الأفريقي الذي يضم 55 دولة على المستويات كافة، بتعزيز التعاون وتوطيد العلاقات مع دول القارة السمراء، وأرى أنها ستنتهي بفتح آفاق واسعة من الناحية الاقتصادية في تبادل التجارة وإقامة استثمارات مشتركة، وخاصة بعد عفد مؤتمر الاستثمار في أفريقيا بمدينة شرم الشيخ، ديسمبر من العام الماضي.

‎إذن هناك مصلحة مشتركة للاستفادة من جميع الموارد والثروات التي تتميز بها القارة تؤدي إلى فتح خطوط تواصل جدية في بناء المجتمعات الأفريقية، ستكون أعظم بكثير من أي اختلافات سابقة أعاقت إمكانية المشاركة لسنوات طويلة.

‎شاء من شاء وأبى من أبى، لا يستطيع أحد إنكار النجاح الكبير للرئيس السيسي في استعادة مكانة مصر أفريقيًا وإقليميًا وعالميًا، ولأن بطبيعة الحال النجاح يولد الأعداء ومن يفقد القدرة على اللحاق بك ستجد طعون من الخلف لعدم القدرة على المواجهة، وأقصد هنا الحادث الإرهابي بمنطقة الدرب الأحمر، الذي أظهر البطولة الكبيرة لرجال الشرطة وحجم التضحية العظيمة لهؤلاء الأبطال الذين سقط منهم 3 شهداء من أجل الوطن وحماية المواطنين لتضاف بطولاتهم إلى سجلات التاريخ بعد أن كتبوها بدمائهم الطاهرة.

‎وفي النهاية لا يسعني إلا أن أقول أننا نسير بخطى ثابتة نحو الطريق الصحيح، وأننا لدينا أجهزة أمنية على أعلى مستوى قادرة على التصدي لأي خطر قد يهدد أمننا، خاصة وأن الإرهابي الذي يدعى الحسن عبدالله، منفذ حادث الدرب الأحمر، هو نفسه الذي حاول استهداف قوة أمنية بمحيط مسجد الاستقامة بالجيزة مؤخرا، ونجحت الأجهزة الأمنية في تحديد هويته، ما يكشف حجم الجهود الكبيرة التي تبذلها هذه الأجهزة الأمنية.