صدى العرب : مواقف راسخة (طباعة)
مواقف راسخة
آخر تحديث: الجمعة 20/04/2018 09:39 ص
ياسـر هـاشـم ياسـر هـاشـم
ستظل مصر، قلب العروبة النابض وصمام أمان للوطن العربى کله، كما أنها دائمًا حريصة على دعم الأمن والسلم الدوليين، فى الوقت الذى تموج فيه منطقة الشرق الأوسط بالكثير من النزاعات الإقليمية، وتقوم بدور المعالج للعديد من ملفات المنطقة الساخنة لتجنبها ويلات الحروب.
كان لمصر على الدوام دور ريادى ومؤثر بقوة فى المنطقة العربية، لضرب كل المخططات المستمرة لتخريب أمن واستقرار المنطقة، وهذا ما تؤكده مواقفها الثابتة والمبدئية فى الأزمة السورية منذ اشتعالها قبل 7 سنوات.
الرئيس عبدالفتاح السيسى أكد فى عدة مناسبات أن مصر لن تستعيد عافيتها إلا بانتشال الدول العربية من أزماتها، خاصة سوريا، وأن المخرج الوحيد الممكن من الأزمات التى تعانى منها المنطقة العربية هو التمسك بإصرار بمشروع الدولة الوطنية الحديثة.
وتأتى الأزمة السورية على جدول أولويات الرئيس السيسى خلال تحركاته على المستوى الإقليمى والدولى، وذلك للتوصل لحل سياسى للأزمة ووقف نزيف الدماء والحرب التى دمرت البنية التحتية للدولة السورية.
وفى القمة العربية التى عقدت مؤخرًا فى مدينة الظهران بالمملكة العربية السعودية، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن سوريا أرض عربية ولا يجوز أن تعالج مشكلاتها إلا وفقًا لرغبات شعبها، مشيرًا إلى أنه قد آن الأوان لوقف نزيف الدم السورى.
وتابع الرئيس خلال كلمته التى ألقاها فى القمة العربية أنه لا بد من مواجهة الأطماع الخارجية، خاصة أن الأمن العربى القومى «كل لا يتجزأ»، مشيرًا إلى أن مصر ومنطقنا تواجه أقوى أزمة منذ استقلالها.
وقد امتازت طبيعة العلاقات المصرية- السورية على مدار التاريخ بالتميز والتعاون المشترك على كافة الأصعدة
وتعد سوريا جزءًا لا يتجزأ من تاريخ مصر وأمنها القومى.
وأكد الرئيس السيسى- خلال كلمته الأخيرة بالجمعية العامة للأمم المتحدة- أن المخرج الوحيد الممكن من الأزمات التى تعانى منها المنطقة العربية، هو التمسك بإصرار بمشروع الدولة الوطنية الحديثة، التى تقوم على مبادئ المواطنة، والمساواة، وسيادة القانون، وحقوق الإنسان، وتتجاوز بحسم محاولات الارتداد للولاءات المذهبية أو الطائفية أو العرقية أو القَبَلية.. وأن طريقَ الإصلاح يمر بالضرورة عبر الدولة الوطنية، ولا يمكن أن يتم على أنقاضها.
وشدد الرئيس فى كلمته على أنه لا خلاص فى سوريا الشقيقة، إلا من خلال حل سياسى يتوافق عليه جميع السوريين، ويكون جوهره الحفاظ على وحدة الدولة السورية، وصيانة مؤسساتها، وتوسيع قاعدتها الاجتماعية والسياسية لتشمل كل أطياف المجتمع السورى، ومواجهة الإرهاب بحسم حتى القضاء عليه.
ووجه الرئيس عبدالفتاح السيسى عددًا من الرسائل المهمة للدول الإقليمية والدولية، مشددا على أن الطريق لتحقيق الحل السياسى فى سوريا هو المفاوضات التى تقودها الأمم المتحدة، والتى تدعمها مصر، مؤكدا رفض الدولة المصرية أى محاولة لاستغلال المحنة التى تعيشها سوريا.
وشدد الرئيس على أن يكون لمصر دور إيجابى فى دعم أى جهد سياسى لإيجاد مخرج فى إطار الحفاظ على الأراضى السورية ووحدتها واحترام إرادة الشعب السورى فى اختيار مصيره.