صدى العرب : رئيس اتحاد الغرفة التجارية المصرية والافريقية والمتوسطية (طباعة)
رئيس اتحاد الغرفة التجارية المصرية والافريقية والمتوسطية
آخر تحديث: الإثنين 16/04/2018 04:24 م ياسر هاشم

بسم الله الرحمن الرحيم

معالى الدكتورة ايناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة السيد الاستاذ اسامة هيكل، رئيس لجنة الاعلام بالبرلمان السيد الاستاذ ابراهيم ابو ذكرى، رئيس الشعبة السيدات والسادة قيادات الانتاج الاعلامى والحضور الكريم

اسمحوا لي في البداية أن اشكركم جميعا لتشريفنا فى المبادرة الرائدة للشعبة العامة للاعلام ومنتجى التلفزيون والاذاعة والسينما والمسرح، وان ارحب بكم باسم اكثر من 4,3 مليون تاجر وصانع ومستثمر ومؤدى خدمات، منتسبى الغرف التجارية، ابناء مصر الاوفياء، دعامة الاقتصاد المصرى باكثر من 86% من نتاجه المحلى الاجمالى، خالقى فرص العمل لابنائنا باكثر من 82% من الوظائف.

هذا النشاط الذى ولد على ارض مصر، حيث قام كهنة معبد أمون في مدينة طيبة في مصر القديمة بفن تشخيص الروايات والقصص الأدبية بصورة مدعومة بالشعر والموسيقى وأمام جمهور من الصفوة (الأمراء والنبلاء والحكام) وذلك قبل بلاد اليونان بقرون عديدة.

فقد عثر العالمان كورنتس 1932 وكورت 1938 على برديات تحوي نصوص مسرحية لعروض كانت من 40 مشهد، في صورة اقرب ماتكون للشعر لتصوير مأساة ايزيس وبحثها عن زوجها في ربوع البلاد
وتطور المسرح فى العصر الرومانى واذدهر بالاسكندرية، ثم العصر المملوكى متنامى مع الحملة الفرنسية ثم فى عهد الخديوى اسماعيل بانشاء دار الاوبرا اثناء افتتاح قناة السويس، ليبدا لمسرح فى شكله الحديث عام 1867 على يد يعقوب صنوع.

وبالمثل، بدأت علاقة مصر بالسينما في نفس الوقت الذي بدأت في العالم، فبعد أول عرض سينمائى تجارى في العالم فى باريس فى ديسمبر 1895، وكان فيلما صامتاً للأخوين "لوميير"، وبعد هذا التاريخ بأيام قدم أول عرض سينمائى في مصر في مقهى (زوانى) بمدينة الإسكندرية في يناير 1896 م، وتبعه أول عرض سينمائى بمدينة القاهرة في 28 يناير 1896 م في سينما (سانتى)، ثم كان العرض السينمائي الثالث بمدينة بورسعيد في عام 1898 م.

افتتحت‏ ‏أول‏ ‏(سينما‏ ‏توغرافي)‏ ل"‏لوميير"‏ ‏بالأسكندرية‏ ‏و ذلك‏ ‏في‏ ‏منتصف‏ ‏يناير‏ 1897 م. ‏و حصل على ‏حق‏ ‏الامتياز‏‏ "هنري‏ ‏ديللو‏ ‏سترولوجو" ‏، ‏و استقر‏ ‏علي‏ ‏المكان‏ ‏الواقع‏ ‏بين‏ ‏بورصة‏ ‏طوسون‏و ‏تياترو ‏‏الهمبرا ‏,‏ ووصل‏ ‏إلي‏ ‏الأسكندرية‏ ‏المصور‏ ‏الأول‏ ‏لدار‏ ‏لوميير‏‏ "‏بروميو‏" ‏الذي‏ ‏تمكن‏ ‏من‏ ‏تصوير‏ " ‏ميدان‏ ‏القناصل ‏" ‏بالأسكندرية وميدان‏ ‏محمد‏ ‏علي‏...‏، ويعد‏ ‏هذا‏ ‏أول‏ ‏تصوير‏ ‏سينمائي‏ ‏لبعض‏ ‏المناظر‏ ‏المصرية‏ ‏تم‏ ‏عرضها‏ ‏بدار سينما‏ ‏لوميير‏، واعتبر‏‏ 20 ‏يونيو 1907 م. هو‏ ‏بداية‏ ‏الإنتاج‏ ‏السينمائي‏ ‏المصري‏.

و هكذا‏ ‏ظهرت‏ ‏الأفلام‏ ‏المصرية‏ ‏الإخبارية‏ ‏القصيرة التسجيلية، وكان‏ ‏أول‏ ‏فيلم‏ ‏روائي‏ ‏ ‏ ‏في‏ ‏سنة‏ 1917 م. ‏و أنتجته‏ (‏الشركة‏ ‏السينمائية‏ ‏الإيطالية‏ - ‏المصرية)‏ ‏حين أنشأ المخرج محمد كريم بمدينة الإسكندرية شركة لصناعة الأفلام وعرضها،  وفى عام 1932 تم انتاج عرض ‏فيلم (أولاد‏ ‏الذوات)‏ و‏هو‏ ‏أول‏ ‏فيلم‏ ‏مصري‏ ‏ناطق.
‏ ‏  ‏‏
وكان‏ ‏أول‏ ‏فيلم‏ ‏مصري‏ ‏يعرض‏ ‏في‏ ‏خارج‏ مصر هو (وداد) من بطولة أم‏ ‏كلثوم ‏, ‏وكان‏ ‏أول‏ ‏فيلم‏ ‏ينتجه‏ (‏أستوديو‏ ‏مصر) الشركة التي احدثت لاحقا تأثيرا في صناعة السينما المصرية.

وكان إنشاء(ستوديو مصر) عام 1935 نقلة جديدة في تاريخ السينما المصرية بالإضافة لإستوديوهات كإستوديو النحاس، وظل (إستوديو مصر) محور الحركة السينمائية حتى نشوب الحرب العالمية الثانية،  
و بعد الحرب العالمية الثانية تضاعف عدد الأفلام المصرية من 16 فيلماً عام 1944 إلى 67 فيلماً عام 1946  
وفي الستينيات أممت صناعة السينيما، حيث أنشئت فيه المؤسسة العامة للسينما لإنتاج الأفلام الروائية الطويلة، التي تتبع القطاع العام في مصر، مما أدى إلى انخفاض متوسط عدد الأفلام من 60 إلى 40 فيلمًا في السنة، كما أنخفض عدد دور العرض من 354 دارًا عام 1954 إلى 255 دارًا عام 1966،
و على مدى أكثر من مائة عام قدمت السينما المصرية أكثر من أربعة آلاف فيلم تمثل في مجموعها الرصيد الباقى للسينما العربية والذي تعتمد عليه الآن جميع الفضائيات العربية تقريبا ً. وتعتبر مصر أغزر دول الشرق الأوسط في مجال ‏الإنتاج‏ السينمائي حيث انتجت مصر 55 فيلمًا في 2016، و42 فيلمًا بنهاية 2017.
وكانت مصر من اولى الدول فى فى التلفزيون حيث أجرت الشركة الفرنسية لصناعه الراديو والتليفزيون أول تجربة للارسال التليفزيوني بالقاهرة في 1951 لتصوير المهرجانات التي اقيمت بمناسبة زواج الملك فاروق، ورغم أن قرار بدء إرسال التلفزيون المصري قد اتخذ في أواسط الخمسينيات، إلا أن العدوان الثلاثي على مصر اخر التنفيذ حتى عام 1959   وكان أول بث تلفزيوني مصري فعلى في 21 يوليو 1960.  بقناتين، ثم بدات القنوات الاقليمية فى 1988 لتصل الى 8 قنوات وتلاها القنوات الفضائية فى 1990 لتدخل مصر فى عالم القنوات المشفرة المدفوعة فى 1996.

وكان انشاء مدينة الانتاج الاعلامى واطلاق القمر الصناعى نايل سات بمثابة نهضة للانتاج الاعلامى بكافة انواعه  وانطلاقة ثانية نحو العالمية
والسينما والمسرح والتلفزيون المصرى عكسوا صورة الواقع الاجتماعى والسياسى المصرى وتناولوه بطريقة رصينة وجادة قضاياه الحيوية المتمثلة فى عده قضايا منها الفقر ومشكلات المهمشين فى المجتمع ومشكلات المرأة والشباب والمخدرات وقضايا الشرف والإنجاب ومشكلات الأسرة وقضايا الإقطاع وفساد القطاع العام.  كما عالجوا أيضا الكثير من القضايا السياسية التى شهدها المجتمع على طول تاريخه المعاصر منذ فترة ماقبل ثورة يوليو عام 1952 حتى اليوم، مثل قضايا الاستعمار والتعبير عن الرأى وحرية الإبداع، مراكز القوي، الجاسوسية والتخابر مع الجهات الأجنبية، النقابات العمالية والمهنية، ممارسة الحقوق السياسية ، وقضية حق المواطنة وحرية العقيدة. 
والاهم هو كون الانتاج المصرى سلعة تصديرية هامة على مر العقود، يجب حمايتها، وتنمية صادراتها، ودعمها بكل السبل لتزدهر وتنموا لتحقق العائد الاقتصادى الذى تستحقه
واليوم، نتحاور جميعا فى مواضيع من اهم ما يمكن، وهى تراخيص البث الفضائى، وحقوق الملكية الفكرية، واقتصاديات القطاع، والتوازن بين الاعلان والاعلام
وسيسعى الاتحاد لحل المشاكل وازالة المعوقات، وتيسير اداء الاعمال، وترجمه توصيات مؤتمرنا هذا الى خطة عمل ناجزة تحقق الامال المرجوة.
وذلك فى اطار الثورة التشريعية التى قادها ممثلونا، البرلمان المصرى، الذى اصدر اكثر من 335 مشروع قانون من 4440 مادة خلال دورات الانعقاد الثلاثة الماضية بخلاف مراجعة وتعديل واقرار 342 قرار بقانون خلال ال 15 يوم الاولى فقط، وذلك فى شراكة كاملة مع اتحاد الغرف الذى شارك فى مئات من جلسات الاستماع لينقل رايكم من خلال العديد من اللجان الداخلية بالغرف والاتحاد. 
فلنتعاون جميعا اليوم بشراكة وطنية حقيقية، من اجل مصر -- لقد مضى قطار الحديث ، وحان وقت العمل 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته