صدى العرب : حرباً باردة على الأبواب.. هجوم "سكريبال" يؤجج التوتر بين لندن وموسكو .. والقوى الدولية تساند بريطانيا (طباعة)
حرباً باردة على الأبواب.. هجوم "سكريبال" يؤجج التوتر بين لندن وموسكو .. والقوى الدولية تساند بريطانيا
آخر تحديث: السبت 17/03/2018 07:12 م محمد الحلفاوى

أثارت أزمة هجوم سكريبال جدلا واسعا فى كل أرجاء العالم بداية من طرفى الأزمة وصولا إلى القوى العظمى وكأنها القشة التى قصمت ظهر العلاقة بين روسيا وبريطانيا بريطانيا تتهم موسكو بأنها المحرضة ان لم تكن الفاعل و القوى الدولية تؤيد بريطانيا فى اتهامها والخبراء يتوقعون حربا بارده على الابواب.

من هو "سكريبال"

عمل "سكريبال" كولونيل سابقاً في الاستخبارات العسكرية الروسية، وسُجن في بلاده بتهمة الخيانة لحساب جهاز الاستخبارات البريطاني "إم آي 6"، وحصل على عفو، ثم انتقل إلى بريطانيا في إطار صفقة تبادل جواسيس بين روسيا والولايات المتحدة في 2010.

بداية الأزمة

ولا يزال العميل المزدوج، في حالة حرجة في المستشفى مع ابنته يوليا بعد العثور عليهما في حالة انهيار على مقعد أمام مركز تسوق، الأحد، في مدينة سولزبري بجنوب غربي إنجلترا.


وإتهمت السلطات البريطانية المخابرات الروسية بتسميم سكريبال وابنته بغاز "نوفيتشوك" السام المشل للأعصاب، فيما تنفي موسكو جملة وتفصيلا أي ضلوع لها في الحادث.


و نفت روسيا أي علاقة لها بالهجوم، وأكدت أنها لم تطور أبدا برنامج "نوفيتشوك"، وطالبت بريطانيا بالاطلاع على العينات التي جمعها المحققون، فيما لا يزال الغموض مخيما على عملية التسمم، التي تتعدد التكهنات بشأنها.


وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، إنه من المرجح جدا أن يكون بوتين نفسه اتخذ قرار استهداف العميل الروسي السابق على أرض إنجلترا.

ورد روسيا كان واضحا فى بيان صادر عن الكرملين وصفت فيه تصريحات "جونسون" بالصادمة وغير المبررة، وذلك بعدما حمل جونسون الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، مسؤولية الهجوم على سكريبال، مشددا على أن أي تهديدات بفرض تدابير عقابية بحق روسيا لن تمر دون رد، وأنه على الجانب البريطاني أن يعي ذلك.



من جانبها، سارعت الحكومة البريطانية بالإعلان عن طرد 23 دبلوماسيا روسيا على خلفية واقعة التسمم، فردت موسكو بأنها أيضا ستطرد دبلوماسيين بريطانيين، وأكد الكرملين أن روسيا ستعلن في أي لحظة عن إجراءات أخرى للرد على بريطانيا.

ومع تفاقم التوتر الدبلوماسي، تبادلت موسكو ولندن للإهانات والاتهامات، إذ قال وزير الدفاع البريطاني غافين ويليامسون، إن "روسيا يجب أن تختفي وتصمت".

فردت وزارة الدفاع الروسية بالقول إنه عقيم فكريا، وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن ويليامسون ينقصه التهذيب.


ردود الفعل الدولية 

تجنب الرئيس الفرنسي ماكرون  القسم الروسي في معرض باريس الدولي للكتاب، وأكد في بيان صدر عن القصر الرئاسي أنه لن يتوجه إلى الجناح الروسي في معرض الكتاب لأداء القسم،وتضامنا مع حليفته بريطانيا في "قضية سكريبال" .

وأعلنت كل من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي تأييد لندن في ظل تصاعد حدة الأزمة الدبلوماسية مع استدعاء وزارة الخارجية الروسية السفير البريطاني لديها.

وتوالت ردود الفعل الغربية المؤيدة لبريطانيا حيث أعربت واشنطن عن "ثقتها الكاملة" بالتحقيق البريطاني. وقال الرئيس الاميركي دونالد ترامب "ان الامر يبدو وكأنه عمل روسي".

وقال ترامب للصحافيين في البيت الابيض "يبدو لي الأمر وكأنها روسيا، استنادا الى كل الادلة التي بحوزتهم" مضيفا "ستتحدث تيريزا ماي إلي اليوم، وما ان نحصل على الوقائع، اذا اتفقنا معهم، سندين دور روسيا".

وأكد  الاتحاد الأوروبي أنه على موقفه الموحد الذي "لا يتزعزع" والداعم لبريطانيا، بحسب ما أفاد نائب رئيس المفوضية الأوروبية فرانز تيمرمان.

وفى السياق، أعرب الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ الاثنين عن قلق منظمته "الشديد" ازاء الاعتداء على سكريبال في حين ذكرت صحيفة "ذي ديلي تلغراف" أن بريطانيا تشاور نظراءها في الحلف بشأن تفعيل المادة الخامسة من معاهدة بالدفاع المشترك.


و ذكرت وزارة الخارجية الروسية، اليوم السبت، أن رد فعل الغرب الغاضب إزاء هجوم بغاز الأعصاب في بريطانيا مرتبط بالحرب في سوريا.

وأنكرت الناطقة باسم الوزارة، ماريا زاخاروفا، ضلوع روسيا في تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغى سكريبال وابنته، كما نفت وجود غاز الأعصاب "نوفيتشوك" الذي قالت بريطانيا إنه استخدم في الهجوم.