صدى العرب : دعــوة.. لإعـــــادة التأهيـــــل؟! (طباعة)
دعــوة.. لإعـــــادة التأهيـــــل؟!
آخر تحديث: الأربعاء 10/01/2018 11:57 ص
أشرف كــاره أشرف كــاره

لاشك أننا جميعاً نعلم أن مستوى قيادة الكثيرين بالقطر المصرى تقترب (عفواً) لمستوى قيادة (الحناطير) ... قد يكون هذا هو الإنطباع العام الذى يمكن الخروج به إذا ما تعرض الإنسان للقيادة لفترات طويلة على الطرق المصرية وبخاصة بالقاهرة الكبرى ، فالأمر أصبح أشبه بسيرك (غير قومى) يفعل فيه كل من يشاء ما يشاء...
فمع قيادتنا بالعديد من أحياء القاهرة الكبرى سواءأكانت راقية أو الشعبية منها لدراسة ردود أفعال المارة وقائدى المركبات على الطرق المصرية ... لننستطع الخروج بإنطباع نحو المارة سوى بغياب الوعى بشكل كبير ... إلا أن الطامة الكبرى ستأتى مع (سائقى العديد من المركبات) ، سواء الخاصة (الملاكى) ، الأجرة ، المايكروباص والنقل بأنواعه... وهو ما خرجت عنه بالإنطباعات الصارخة التالية:

-السيارات الخاصة:بشكل عام يعد قائديها الأفضل فى الخلق ، إلا أن الكثير منهم يفتقد معنى القيادة الصحيحة لدرجة تصل إلى الجهل التام بأبسط القواعد المرورية ، الأمر الذى يهيىء الفرصة للتسبب فى الحوادث بشكل يسير، ومن ثم فمن الأفضل لهؤلاء إعادة إختبارلقيادتهم بطرق أكثر تطوراً وعلى المقاييس العالمية وبدون أية محسوبيات... 

-سيارات الأجرة (التاكسى):وهو ما تعجبت له فى أن الكثير منهم يتسم بنفس مواصفات قائدى السيارات الخاصة ولكن مع نوع من الإصرار على إرتكاب بعض الأخطاء بشكل متعمد ومستفز إعلاناً منهم بأنهم الأحق بالطريق (أوليس هم الذين يقودون طوال النهار على هذه الطرق ؟؟!!) وهو ما يستلزم بلا شك إعادة تامة لتأهيلهم حيث أنهم يحملون بين أيديهم العديد من الأرواح بصفتهم وسيلة نقل عامة بالنهاية.

-سيارات المايكروباص:والذين عُرفوا سابقاً بعفاريت الأسفلت، إلا ان الواقع المؤلم الآن قد إضطر لسحب هذا اللقب منهم مقابل منحم لقب (بلطجية الأسفلت) ، وبالتالى فهم يرون أن لهم الحق التام بكافة الأخطاء ، بل ولا يمكن إلا أن نرفع لهم القبعة لتحيتهم على كل ما يرتكبونه من تجاوزات فى القيادة والأخلاق ... وإلا سيندم من يحاول الدخول معهم ولو فى حوار ... فهل من رادع لهم ؟ الواقع المؤلم أنه لا يوجد رادع حيث تمكن الكثيرين منهم فى (التكامل بالمصالح) مع مطبقى القانون (المرور) ومن ثم لا يمكن إلا تأكيد التحية لهم على كل (مصائبهم).

-النقل والشاحنات:شأن (بلطجية الأسفلت) لا يمكن إلا الإبتعاد عنهم حيث أنهم " أسياد الطريق" والقريب منهم مفقود والبعيد عنهم مولود ، والبعض منهم يلزم له الإعدام بميدان عام. 

-الباصات والنقل العام:هم الأكثر إحتراماً (بشكل عام) بين الجميع لأنهم بأغلب الأحيان يكونون على دراية تامة بأهمية ما يحملون معهم من أرواح ، علاوة على صرامة تدريباتهم فى القيادة بالمقارنة النسبية بالآخرين... إلا أن مشكلة بعضهم الوحيدة هى عدم الإلتزام بالحارة المرورية اليمنى بالطريق.

-أما التكاتيك والدراجات البخارية: فهم (مجانين الأسفلت) وأشدد على التحذير من الإقتراب منهم لأنك لا تعرف الخطوة القادمة لفاقد العقل... ومن ثم فهم فى حاجة ماسة لتأهيل متكامل (عقلى ، وخلقى ، وفنى).

وعليه...لا يمكن التعليق على كل تلك التجاوزات من كافة هذه الفئات من قائدى (المركبات بمختلف نوعياتها) إلا بقولنا أنهم جميعاً بحاجة لـ (كتالوج القيادة) لإعادة تأهيلهم للقيادة الصحيحة والتى طالما سمعنا بالمثل الشعبى القائل (زى الكتاب ما بيقول) ، وإلا الإستمرار فى هذا السيرك الغريب وصولاً لنقطة الإنهيار.