صدى العرب : من "محمد صلاح" إلى "عبد الرحمن حسين".. مرحبا بالتفوق (طباعة)
من "محمد صلاح" إلى "عبد الرحمن حسين".. مرحبا بالتفوق
آخر تحديث: السبت 06/01/2018 10:26 ص أ.ش.أ
في الوقت الذي يشتعل فيه العالم من حولنا بصراعات دامية وشعوب نازحة ودول ممزقة، ينشغل الشعب المصري وقيادته بمهمة مغايرة عنوانها "إعداد أجياله الجديدة للمستقبل".
ومن جائزة أذكى طفل فى العالم ودعت بها مصر العام المنصرم إلى جائزة أفضل لاعب كرة قدم فى إفريقيا استقبلت بها عامها الجديد ، تظهر بجلاء قدرة شباب مصر وأطفالها على التفوق رغم التحديات..علامة مضيئة يتوقف أمامها العالم وفى مقدمته القوى العظمى بكثير من الإهتمام والمتابعة.
الطفل المصرى النابغ عبد الرحمن حسين الذى فاز فى مسابقة أذكى طفل فى العالم التى أقيمت بماليزيا فى الأسبوع الأخير من ٢٠١٧ ، والشاب المصرى اليافع محمد صلاح الذى فاز بجائزة أفضل لاعب فى إفريقيا فى الأسبوع الأول من العام الحالى ،أيقونتان آخريان يتصدران أيقونات باتت لا تعد ولا تحصى تظهر مجددا وبجلاء قدرة شعب مصر على التفوق .. ولم يكن من قبيل الصدفة أو المجاملة الدبلوماسية أن يسترعى هذان الموهوبان إنتباه الولايات المتحدة وبريطانيا القوتين العظميين فى العلم والرياضة رغم أن الصحافة والإعلام العالمى سبقاهما فى الإهتمام برصيد مصر المتجدد من أبطال العلم والإبتكار والرياضة.
إهتمام لاحظناه فى أوساط الإعلام الدبلوماسى ولاحظنا وتيرته المستمرة على مدى أكثر من عامين ، وتيرة متابعة مستمرة من سفارات الدول العظمى وبخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا ومثلهما الاتحاد الاوروبى للمتفوقين من شباب وأطفال مصر .
وبينما كانت سفارة بريطانيا تغرد على "تويتر" متباهية بفوز محمد صلاح أو " أبو صلاح" كما أطلقت عليه ، كانت السفارة الامريكية تتحدث على"فيس بوك " عن العقل الذهبى عبدالرحمن الذى فاز بمسابقة أذكى طفل فى العالم.
وبين هذين النموذجين على قدرة الإنجاز فى العلم والرياضة ، جاء حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على إستقبال أبطال مصر الرياضيين ..ليكشف عن المتغير الذى أعطى للشباب ولأجيال مصر الجديدة الأمل فى المستقبل ، المتغير الذى خلق من التحديات - التى يواجهها الشباب وأطفال مصر النابغون - فرصة بعد ما كان يدفع بهم فى عقود بل وسنوات قليلة سابقة إلى الإحباط.
رعاية الرئيس الحاسمة للشباب وفى القلب من ذلك رعايته للمتفوقين والمبتكرين والأبطال كانت لافتة لكل من يتابع الشأن المصرى، الإرادة الحاسمة لدى قيادة الدولة فى رعاية الشباب والنشء وتشجيع الموهوبين والمتفوقين والمبدعين منهم بشكل خاص جاءت لتوفر الحاضنة الحقيقية التى تخلق بيئة طالما أنتظرها شباب مصر.
إيمان الرئيس السيسى ومن ورائه أجهزة ومؤسسات الدولة بقوة مصر وعنفوانها لم ينعزل عن إيمان لا يقل قوة بنبوغ أصحاب المواهب والعقول والرياضيين الذين يحرص الرئيس على رعايتهم وتشجيعهم فى المناسبات كافة بإعتبارهم القدوة وأحد ركائز فخر مصر.
الرئيس السيسي أستهل عام 2018 بتكريم 39 رياضيا حققوا إنجازات عالمية فى 2017، فضلا عن 9 مدربين وعدد من رؤساء الإتحادات..وأعرب عن تطلعه إلى مزيد من الإنجازات الرياضية لتصل مصر إلى المكانة التي تستحقها إقليميًا ودوليا، مشيرًا إلى ما يمثله أبطال مصر الرياضيون من قدوة للشباب المصري فى المثابرة والعمل الدؤوب لتحقيق الإنجازات.
وبعد يومين على هذا الإستقبال ، هنأ الرئيس الشعب المصري بالحصول على ثلاث جوائز فى كرة القدم الإفريقية.. مشيرا إلى أن حصول المنتخب الوطني لكرة القدم على جائزة أحسن فريق فى أفريقيا يأتي إنعكاسا للمستوى المتميز الذي ظهر به خلال عام ٢٠١٧، وأن ابن مصر البار اللاعب محمد صلاح الذى فاز بجائزة أفضل لاعب كرة قدم فى أفريقيا، أصبح مثلًا يحتذى به فى الإخلاص والإجتهاد لبلدنا العزيز مصر في المحافل الدولية.
"شباب مفعم بالإنسانية والطموح لصناعة المستقبل لوطنه والبشرية على أسس السلام والتنمية" ، هكذا وصف الرئيس السيسى الشباب المصرى خلال منتدى الشباب بشرم الشيخ ؛ وقال الرئيس حينها " أسجل فخرى وإعتزازى بشباب وطنى الممتلىء بالحماس، والذى يسعى لتحقيق إرادته وصناعة الغد الذى يتسق مع آماله وطموحه التى تتجاوز حدود الوطن لتشمل الإنسانية جمعاء".
وإدراكا من القيادة السياسية لأهمية العلم والمعرفة كسلاح لمستقبل الوطن وإيمانا بقدرات المواطن المصرى ، يحرص الرئيس السيسي دوما على تشجيع أصحاب الإبتكارات ، فقد كلف - خلال حفل خريجى مبادرة رواد تكنولوجيا المستقبل- الحكومة فى أكتوبر الماضى بتشكيل لجنة لدراسة أفكار المخترعين الشباب.
وقال الرئيس: "نريد العمل على إنتقاء وفرز أفضل عقولنا لتأهيلها ودفعها إلى المقدمة، وسنضاعف عدد المبادرات لتأهيل الشباب".."لدينا عقول نيرة والمصريون على درجة عالية من النباهة والذكاء". كما أعلن آنذاك مضاعفة ميزانية المبادرة الرئاسية لرواد تكنولوجيا المستقبل إلى 400 مليون جنيه.
وإيمانا من الدولة بان المواهب المصرية لا تتوقف وإدراكا لأهمية اكتشافها وإحتضانها وإتساقا مع رؤية سياسية واعية لم يكن مستغربا دخول هيئة الرقابة الإدارية العين الساهرة على مكافحة الفساد - رغم مهامها الجسام - على خطوط التماس وكأنها أخذت على عاتقها مهمة إضافية لا تقل أهمية وهى التصدى لحزب أعداء النجاح، ودشنت مشروعا قوميا لإكتشاف ورعاية الموهوبين رياضيا وإعداد "بطل أوليمبي"، وذلك بالتعاون مع وزارتى الشباب والرياضة والتربية والتعليم.
ويهدف المشروع لإكتشاف الموهوبين رياضيا فى كل الألعاب الرياضية وقيام الدولة برعايتهم فى سن صغيرة بدءا من الإكتشاف والتدريب والمتابعة وتوفير الأماكن والبيئة اللازمة للتدريب لصناعة بطل قومى أوليمبى يمثل مصر فى المحافل الدولية والمسابقات العالمية.
وبالتوازى مع الجهود على المستوى الرئاسى والحكومى لفرز ورعاية وتكريم الموهوبين والمبدعين من أطفال وشباب مصر، تنشط سفارات الدول الكبرى لإكتشاف ثروة مصر وكنزها الحقيقى والذى وضع الرئيس السيسى عقله ويده عليه فى مشروعه لمستقبل الوطن ، الأطفال والشباب النابغ فى شتى المجالات وفى القلب منهم متحدى الإعاقة .
وفى الوقت الذى تركز فيه الحكومة والسلطة التتفيذية على دعم الأشخاص ذوى الإعاقة وتخصيص هذا العام لهم، أطلقت السفارة البريطانية فى ديسمبر المنصرم مبادرة "زيي زيك" من خلال فعالية خاصة بالإحتفال بإنجازات المصريين من متحدي الإعاقة والمنظمات التي تدعهم لتحقيق إمكاناتهم. 
نماذج ملهمة من ذوى الإعاقة تحدث عنها جون كاسن السفير البريطانى الذى قال "لقد آن الأوان للتركيز على القدرات والإمكانيات، وليس فقط الإعاقات والعقبات التي تعيق الناس لأن البلدان الناجحة في القرن الحادي والعشرين ستكون البلدان التي تتيح الفرص للجميع".
ويقول السفير البريطاني لدى مصر جون كاسن " إن الذي يجعل مصر دولة عظمى في القرن الـ21، ليس فقط النفط والغاز، وليست فقط الآثار، إنما هو القدرات الذهنية للشباب المصري الموهوب الطموح " ، مستشهدا على مقولته عمليا بأن مصر أحتلت المركز الأول على مستوى إفريقيا وضمن الـ10 الأوائل عالميا في الحصول على الشهادات الأكثر تفوقًا في إمتحانات الشهادة الدولية العامة للتعليم الثانوي "آي جي سي إسإي". 
‏ ومن الرياضة إلى العلم.. لا تقف السفارة الامريكية بعيدا عن نظيرتها البريطانية فقد حرصت على مواكبة التفوق بين أطفال وشباب مصر سواء علميا أو رياضيا على مدى العام المنصرم ، وفتحت العديد من النوافذ لفرز ورعاية وتكريم المبدعين الشباب والمتفوقين علميا ورياضيا وثقافيا وفنيا.
واختتمت السفارة الأمريكية عام ٢٠١٧ قبيل إسدال أستاره ،مبرزة حصول الطفل المصرى عبدالرحمن حسين على لقب "أذكى طفل في العالم" ووصفته بالعقل الذهبى بعدما تمكن من حل 230 مسألة رياضيات بالغة الصعوبة في ثماني دقائق فقط. 
ونشرت السفارة الأمريكية بالقاهرة تغريدة ألقت من خلالها الضوء على الطفل المصرى الأذكى فى العالم بقدراته الخارقة على التفوق فى المسائل الحسابية.
وحصد عبدالرحمن ذو الـ 13 عاما جائزة أذكى طفل في العالم ، في المسابقة العالمية التي أقيمت في ماليزيا وشاركت فيها أكثر من 70 دولة بثلاثة آلاف متسابق .
مصر التى تضع يدها منذ تولى السيسى قيادة الدولة على كنوزها الكامنة تحت ثراها ومياهها من الذهب إلى الغاز الطبيعى ، هى مصر التى أدركت مثلما أدركت قبل آلاف السنين أن ثروتها التى لا تنضب هى عقول أبنائها النابغة وقلوبهم الشجاعة. وبات واضحا للعدو قبل الصديق أن مشروع مصر المستقبل سيكون طموحا بقدر إمكانات مصر البشرية قبل المادية وأن الإنسان المصرى هو من يمزج عبقرية الجغرافيا والتاريخ مثلما يمزج مبادىء العلم والإيمان ليصوغ منها مصر الجديدة. 
وفيما يتبارى العالم سعيا وراء كنز مصر البشرى ، فإن كل يوم يمر يحمل معه يقينا متجددا لدى شعبها بأن عهد التفوق يطرق بابها وأن عهد التمثيل الشرفى ولى ، ويحمل يقينا متجددا بأن قوة جيشها بكل عناصره عددا وعدة..عقيدة وتدريبا ، وإن قوة جهازها الأمنى، وتماسك شعبها وراء قيادته هو الضامن بإرادة الله لحماية كنوزها ومشروعها للمستقبل.