صدى العرب : «عهد التميمى».. مناضلة فى وجه الاحتلال (طباعة)
«عهد التميمى».. مناضلة فى وجه الاحتلال
آخر تحديث: الخميس 21/12/2017 08:58 م أحمد المصرى

تصدت للجنود الصهاينة وصفعت أحدهم واعتقلت ظلمًا

والدها اعتقل 9 مرات ووالدتها 5 مرات وفقدت أقاربها فى مواجهات "استعادة الأرض"



"عهد التميمى" فتاة فلسطينية، تبلغ من العمر 16 عاما، تتمتع بوجه ملائكى، ومنحها الله قدر كبير من الجمال.. ولدت "عهد" فى قرية النبى صالح بالضفة الغربية بقطاع غزه، تحت وطأة الاحتلال الصهيونى البغيض.

وقفت الفتاة فى وجه جنود الاحتلال الإسرائيلى، مثلها مثل آلاف الفلسطينيين، للدفاع أن أرضهم ضد المحتلين، ولم تخف من أسلحة العدو الصهيونى، وضربت مثلا رائعا فى الوطنية والصلابة، عندما صفحت أحد جنود الاحتلال على وجهه.

اقتحم جنود الاحتلال منزل "عهد" وقاموا ببعثرة محتوياته، ومصادرة الأجهزة الإلكترونية المتواجدة بداخله، وأظهر مقطع فيديو المناضلة الفلسطينية، وهى تدفع أحد جنود الاحتلال، رافضة أساليبهم الخسيسة.

وتصدر هذا المشهد بعض وسائل الإعلام العبرية، ففى مقابلة مع الوزير الإسرائيلى نفتالى بينيت، قال إن عليها أن تقضى حياتها في السجن، أما ليبرمان، وزير أمن إسرائيل فقال إن مهاجمى الجنود سوف يعتقلون.

وقررت محكمة عسكرية إسرائيلية، بطلب من النيابة العامة، تمديد اعتقال الفتاة الفلسطينية عهد التميمى إلى يوم الاثنين المقبل، وذلك على ذمة التحقيق.

وقال باسم التميمى، والد "عهد" إنها طلبت تغيير ملابسها قبل الاعتقال، فدخلت معها مجندتان إلى الغرفة، مضيفًا أن الجيش صادر كل الإلكترونيات في البيت من كاميرات وأجهزة كمبيوتر وهواتف، وأن والدتها ناريمان ذهبت لتسأل عنها فاعتقلت.

وكانت المرة الأولى التى نُشرت فيها صور "التميمى"، فى وسائل الإعلام، عندما ظهرت وهى تهاجم أحد جنود الاحتلال أثناء اعتدائه على أخيها الطفل محمد التميمى، البالغ من العمر 12 عامًا، فى قرية "النبي صالح" غربى رام الله، ورغم قوة الجندى والسلاح المدجج به، لم يستطع الصمود فى وجه الطفلة عهد، فاضطر إلى الانسحاب تاركًا الطفل فى حال سبيله.

وتسلمت عهد التميمى، جائزة "حنظلة للشجاعة" عام 2012، من قبل بلدية "باشاك شهير" فى أسطنبول، لشجاعتها فى تحدى الجيش الإسرائيلى، والتقت فى حينه برئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان، رئيس الجمهورية الحالى.

نشأت "عهد" فى أسرة مناضلة ضد الاحتلال، والدها تم اعتقاله 9 مرات، أما والدتها فاعتقلتها سلطات الاحتلال 5 مرات، واعتقل شقيقها مرتين، بخلاف ما عانته من فقدان للعم والخال على يد الاحتلال.

ويقول ناجى التميمى، منسق حركة المقاومة الشعبية الفلسطينية فى قرية النبى صالح غربى رام الله، إن الظروف التى عاشتها عهد كوّنت شخصيتها القوية، فقد شاهدت والدها وهو يتعرض للضرب والعنف والاعتقال أمام عينيها، فضلًا عن أنها من أسرة تتعرض لعمليات اعتقال وتفتيش واقتحامات مستمرة من قبل الاحتلال.

وتبنى المحامى الشهير فريد الديب، الدفاع عن "عهد التميمى"، وأكد ذلك فى اتصاله بالرئيس الفلسطينى محمود عباس، وقال الديب: "تطوعت للدفاع عن عهد التميمى لإيمانى الشديد ببراءتها، والظلم الذى وقع عليها وأسرتها من الاحتلال الإسرائيلى، باعتقالها لمجرد الدفاع عن النفس، وطالبت الرئيس أبو مازن، بتأمين وصولى إلى فلسطين، واتخاذ إجراءات تكفل دفاعى عنها، وهو ما وافق عليه على الفور، وكان سعيدًا للغاية لمبادرتى التى وصفها بالوطنية"، وتابع: "أنا معجب بعهد التميمى ومقاومتها للاحتلال منذ الصغر، وأظن أننى قادر على مواجهة التهم الملفقة لها، لأنها كانت في حالة دفاع شرعى عن نفسها وأسرتها المهددة بالطرد من المنزل".

 وأوضح الديب، أن السلطة الفلسطينية تبدأ من الآن إجراءات تمكنه من الدخول إلى مدينة رام الله، للدفاع عن عهد، وتابع قائلًا: "سعيد بدفاعى عن بنت بألف رجل، وهى فخر للفلسطينيين والعرب جميعًا".