صدى العرب : السلطان قابوس المعظم.. راعي نهضة عمان.. أرض الخير والسلام (طباعة)
السلطان قابوس المعظم.. راعي نهضة عمان.. أرض الخير والسلام
آخر تحديث: الأحد 26/11/2017 12:43 م
أحمد المرشد أحمد المرشد


ينتظر العمانيون يومم الثامن عشر من نوفمبر من كل عام لتتواصل احتفالاتهم

 بالعيد الوطني، وقبل أيام احتفلالشعب العماني بالعيد السابع والأربعين،

 ولم يفوتهم كلمة السلطان قابوس بن سعيد الذي رعي استعراضا عسكريا

 ضخما أقيم بهذه المناسبة التاريخية..ومع حلول العيد الوطني في السلطنة،

 يتم تتويج انجازات أهم وأزهي مراحلالتاريخ العماني الحديث علي مدي 

سنوات ينعم فيها الشعب العماني بمناخ حضاري يسوده السلام الاجتماعي 

والاستقرار والأمن والأمان.


 

وبينما يحتفل العمانيون بعيدهم الوطني، تشهد السلطنة أرقي صور احترام 

الإنسان وصون حرياته وكفالة جميعحقوقه، في ظل تفعيل مستمر لمفاهيم 

دولة المؤسسات وسيادة القانون.




ولعل ما نركز عليه هنا هو محور السياسة الخارجية للسلطنة، فهذا المحور

 يرتكز علي الأصعدة الخليجية والإقليمية والعربية والعالمية، فيما يستند 

هذا المحور علي عدة أسس مثل دعم التعايش السلمي بين جميع الشعوب،

وخطاب سياسي يتميز بالمصداقية يشمل العديد من المبادئ المهمة علي رأسها

 عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ومراعاة المواثيق والمعاهدات والالتزام

 بقواعد القانون الدولي.. ومن هذا المنطلق، لا تتواني السياسة الخارجية العمانية

 عن دعم قضية نشر ثقافة السلام والتعاون والتفاهم، إيمانا من عقيدة مسقط بأن

 تبني هذه النهج يؤدي الي اقتلاع معظم أسباب الإرهاب وعدم الاستقرار في العالم.


 


وانطلاقا  من تلك العقيدة العمانية في التعامل الدولي، يعبر السلطان قابوس في خطبه

 عن مواقف السلطنة الثابتةعلي مدي عقود، وتشمل تلك  المواقف تبني مبادرات تاريخية

 تسهم في ترسيخ مبادئ حسن الجوار، في ظل العملعلي تحقيق الاستقرار في

 منطقة الخليج وصون السلام العالمي، مع إدانة التطرف ومساندة جهود تجفيف 

منابعالإرهاب العالمي


 


وانطلاقا من قناعات صادقة أيضا، تحرص سلطنة عمان علي تفعيل العلاقات الثنائية مع

 مختلف البلدان، وفي مقدمتها دول مجلس التعاون الخليجي..ولهذا تتمتع السلطنة بعلاقات

 طيبة ومتنامية مع دول العالم، خاصة وأنهاتدعم كل جهد يعود بالفائدة علي دول المنطقة

 وحل أية تحديات أو مشاكل إقليمية ودولية تواجه شعوبها بالحوارالسلمي.. 

ويتضح دورالسياسة الخارجية العمانية أكثر إذا اقتربنا من أدائها في الأمم المتحدة،

 حيث تتعامل عمان مع كافة القضايا المحورية التي تؤرق العالم، تعبيرا عن نهج

 ورؤي السلطان قابوس التي تستلهم حكمة التاريخ لتعكسالاهتمام بتفعيل التعاون الدولي

وقد كانت كلمة السلطنة في الاجتماعات الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة

انعكاسا لهذه الرؤية، حيث تضمنت خريطة طريق وخطة انقاذ،  لتتجاوز شعوب

 العالم الكثير من التحديات التي تواجهها علي الأصعدة الساسية والاقتصادية،

 فضلا عن المخاوف المتزايدة من انتشار أسلحة الدمار الشامل ومن ظاهرة 

الإرهاب العالمية.


 


كما وجهت سلطنة عمان رسالة سلام من علي منبر الأمم المتحدة عبرت عن عدة 

مرتكزات مهمة من أبرزها الدعوة الي ضرورة الحوار والتعاون الوثيق والالتزام

 بمبادئ الحق والعدل والمساواة وفض النزاعات بالطرقالسلمية.


 


ولم يفت سلطنة عمان خلال كلمتها في  اجتماعات اليونسكو الأخيرة، الدعوة الي 

 نشر ثقافة التسامح ونبذ التطرف واحترام التعددية الثقافية، الأمر الذي يجسد القوة

 الناعمة العمانية الايجابية، بما يبرز  الدور الرائد لمسقط في نبذالشقاق وتأكيد

 المبادئ الإنسانية السامية.


 


سيظل يوم الثامن عشر من نوفمبر يوما  تاريخيا في حياة سلطنة عمان دولة

 وشعبا ومجتمعا، حيث انطلقت البلادفي هذا اليوم مفعمة بحكمة القيادة وبعد

 نظرها وبخبرة التاريخ العريق نحو استعادة مكانتها البارزة وإسهامها الإيجابي

 والملموس في كل ما يعود بالخير والسلام على شعبها وكل الشعوب الشقيقة

 والصديقة من حولها، كمايحمل هذا اليوم لكل أبناء السلطنة

 معاني ودلالات ومشاعر فياضة نحو السلطان قابوس عرفانا وحبا وولاء.


أحمد المرشد

كاتب ومحلل سياسي بحريني

[email protected]