صدى العرب : أمينة الصالح بين أروقة التعليم (طباعة)
أمينة الصالح بين أروقة التعليم
آخر تحديث: الأربعاء 22/03/2023 02:43 م
السفير: خليل الذوادي السفير: خليل الذوادي
أهدتني المربية الفاضلة أمينة سعيد الصالح كتابها بعنوان «بين أروقة التعليم هكذا رأيت» والكتاب احتوى ستة فصول في ثنايا كل فصل تجربة مهنية وإنسانية وحكاية تروي، ففي الفصل الأول تكلمت عن عائلتها وكيف تربت في كنف عائلتها الحضن الدافئ الولادة والنشأة، والتعليم في كل مراحلة المعروفة حتى إتمام المرحلة الثانوية والإلتحاق بجامعة القاهرة، ومن المعروف أن طلبة وطالبات البحرين كان مقصدهم لإكمال الجامعة في مصر وسوريا، وبغداد وبيروت والأردن والسعودية وفي مراحل متقدمة جامعة الكويت، وجامعة الإمارات وجامعة السلطان قابوس، إضافة إلى جامعات الدول الغربية وأمريكا، وفي كل الفصول التي أوردت الأستاذة أمينة الصالح تجربتها في مراحل التعليم لم تنسَ شخصيات من مجتمعنا ودورهم وعطائهم في مسيرة التعليم بمملكة البحرين، فالتعليم بالنسبة للمرأة البحرينية بدأ مبكرًا، والمؤلفة أفردت فصلاً لشخصيات ومواقف بحرينية أسهمت في دعمها، وهذا موقف مقدر فالأستاذة أمينة الصالح اعتبرت هذه الشخصيات ممن صنعت تاريخها التعليمي والتربوي ومنهم معالي الشيخة مي بنت محمد بن إبراهيم آل خليفة ومعالي السيدة فوزية بنت عبدالله بن يوسف زينل والشيخة مرام بنت عيسى آل خليفة وسعادة الأستاذة هالة بنت محمد جابر الأنصاري وسعادة الدكتورة مريم عذبي الجلاهمة وسعادة الدكتورة ندى بنت عباس حفاظ، والسيدة إلهام إبراهيم عبدالله حسن، والمهندسة منى علي الهاشمي بالإضافة إلى شخصيات أسهمت في رفدها بالمعلومات والمشورة العلمية أو الفنية أو التربوية أو ملاحظاتهم عبر مقترح أو تعديل أو إضافة. 

وقد انفتحت إدارة المدرسة التي تديرها المؤلفة على مجتمع البحرين، ودعت شخصيات لحضور حفل تخرج المدرسة التي تديرها كضيوف شرف، ومن بينهم الأستاذة فائقة خليل المؤيد والأستاذة عائشة خليفة مطر، والأستاذة بهيجة محمد الديلمي والدكتورة صفية محمد دويغر والشيخة لولوة بنت محمد بن عبدالله آل خليفة والأستاذ حسن إبراهيم المحري، والدكتور إبراهيم جمال الهاشمي والبروفيسور محمد بن جابر الأنصاري والشيخ عيسى بن محمد بن عبدالله آل خليفة والأستاذ خليل إبراهيم الذوادي، ومعالي الأستاذ علي بن صالح الصالح والدكتورة بهية جواد الجشي ومعالي الشيخة مي بنت محمد بن إبراهيم آل خليفة. وكانت الكاتبة صادقة في إيراد المواقف التي مرت في حياتها العائلية والمهنية والطلابية.

إن عطاء أي مواطن لا يتوقف حتى وإن أصبح في عداد المتقاعدين، فالأستاذة أمينة أصبحت عضوًا في اللجنة العليا لمعرض البحرين الدولي للحدائق، وشاركت في ورش العمل والاستشارات التربوية، ومنها أيضًا دراسة التجويد والمهارات الفنية الأخرى. والمؤلفة أشارت إلى التكليف الكريم من قبل صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة حفظها الله لعضوية المؤلفة ضمن اللجنة العليا للمرأة، وقد حظيت المؤلفة على وسام الكفاءة، ومن الدرجة الأولى من لدن صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه تقديرًا من جلالته ليوم المرأة البحرينية الأول الذي صادف الثامن من شهر ديسمبر 2008 وبمناسبة العيد الوطني المجيد.

والمؤلفة استعانت بالكثير من الصور الفوتغرافية في مناسبات شتى وكان لها الإسهام المميز في مجتمع البحرين الذي يقدر المرأة البحرينية وعطائها الإنساني والاجتماعي والثقافي والحضاري والكتاب في فصوله المتعددة لم تنسَ المؤلفة تلك المواقف الإيجابية التي حصلت عليها من المجتمع البحريني، ولعل المساعي الحميدة التي اختصتها المرأة البحرينية تنهض دليل على فعالياتها المجتمعية والعلمية والتربوية.

إن الرسالة الإنسانية التي توجهت بها الأستاذة الفاضلة أمينة الصالح في كتابها وأقتبس «التقاعد هو فرصة لإعادة اكتشاف الذات والمواهب الكامنة من خلال البحث عنها، التقاعد يتم فيه مراجعة النفس ويستشعر المتقاعد عما لديه من طاقات مخزونة والبدء بإظهارها، وبحسب قناعتي الشخصية بألا يؤخذ مفهوم التقاعد سواء العادي أو المبكر أنه النقطة التي يتوقف الشخص فيها عن العمل تمامًا، بل هي مرحلة انتقالية إيجابية تعمل على النظر إلى ذات المتقاعد، وتحقيق أحلامه التي ربما تم تأجيلها بسبب ضغوط العمل، وعدم توافر الوقت، ولكي يكون الفرد عضوًا فاعلاً بعد التقاعد، ويجعل حياته مشرقة ومتفائلة أن يضع أمامه أهدافًا ونظرة مستقبلية مستنيرة تضيء له دروب الحياة الآمنة المطمئنة لصحته وذهنه وقدراته ومهاراته، ولنأخذ من تلك الجوانب جزءًا منها لتكون نبراسًا مضيئاً لمسيرته».

وأحسنت صنعًا الأستاذة أمينة سعيد الصالح في إيراد في كتابها الصور الناطقة والشهادات المتعددة التي تستحقها نظير خدماتها التربوية والاجتماعية، والصور كما نعلم شاهدة على عصر كل واحد منا... والكتاب في مضمونة وفي المعلومات الواردة فيه يسجل تاريخًا لا غنى لنا عنه في دور المرأة البحرينية وعندما أطلق المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة حفظها الله إستراتيجية تمكين المرأة وتطبيق كل ما ورد فيها ينهض دليلاً على أن الدراسة والعلم والسعي الحثيث لتطبيق ذلك من شأنه أن يدفع بدور المرأة البحرينية إلى الأمام، فتحية وتقديرًا لصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة رئيسة المجلس الأعلى للمرأة والشيخة الدكتورة مريم بنت حسن آل خليفة نائبة الرئيسة والأستاذة هالة محمد جابر الأنصاري الأمين العام للمجلس وأعضاء المجلس الأعلى للمرأة على تلك الجهود الخيرة للمرأة وقضاياها المتعددة.

فشكرًا للأستاذة أمينة سعيد الصالح لهذا السفِر من المعلومات الشخصية، لكنها تعطي انطباعاً صادقاً وأميناً عن دور المرأة في مجتمعنا وسعيها الحثيث لخدمة مجتمعها.. وقد ورد ذلك أيضًا على لسان من خدمت معهم أو تعاملت مع المراكز التي يشغلونها. 

 

وعلى الخير والمحبة نلتقي