صدى العرب : كلمة ولو جبر خاطر (طباعة)
كلمة ولو جبر خاطر
آخر تحديث: الأربعاء 15/02/2023 10:30 ص
السفير: خليل الذوادي السفير: خليل الذوادي
من الأغاني السعودية المتميزة أغنية المطرب عبادي الجوهر من كلمات عبدالرحمن بن سعود، وألحان محمد سعد عبدالله وتقول كلمات الأغنية:

كلمة ولو جبر خاطر 

والا سلام من بعيد 

والا رسالة يا هاجر 

بيد ساعي البريد 

أنا في انتظارك تقابلني 

وتسمع قصتي حتى النهاية 

وأنت اختيارك تسامحني 

إذا حبيت أو تنسى هواية 

حرام كسر الخواطر كُتر الجفا ما يفيد 

كلمة لو جبر خاطر والاسلام من بعيد 

إيش من ذنب عندي 

استاهل عليه هجرك والعناد 

يلي خنت عهدي 

بعت الود ليه من بعد الوداد 

حرام ما دمت صابر تهجرني تبعد بعيد 

كلمة ولو جبر خاطر والا سلام من بعيد 

وتختم الأغنية بالكلمات:

إن كنت ناوي تعذبني 

أنا راضي بتعذيبك وأحبك 

مين منك أنت يقنعني 

ومين يقدر يخليني أحبك 

حرام كسر الخواطر.. وذا الجفا ما يفيد 

كلمة ولو جبر خاطر.. والا سلام من بعيد 

خطرت في بالي وأنا أتأمل حال الأمة أو بالأحرى حال الأمم كيف أصبحنا «مكسوري الخاطر» نتيجة ما آلت إليه الأوضاع السياسية والإقتصادية والتجارية والمالية والاجتماعية والثقافية والمناخية، وبتنا كل يوم نواجه متغيرات كثيرة تبعث في نفوسنا القنوط وربما اليأس، رغم أننا نؤمن إيمانًا راسخًا أن دوام الحال من المحال، ولا بد أن نتفاءل ونزرع الأمل في بيوتنا وطرقنا وقرانا ومدننا، فنحن بني البشر أصحاب عقيدة راسخة تفرض علينا أن نعمل من يومنا لغدنا، وأن نتفاءل بالخير، وكمال يقال: تفاءلوا بالخير تجدوه، وعلينا أن نؤمن بالقضاء والقدر؛ فإرادة الله فوق كل الإرادات، ونحن كبشر مكلفون بأن نزرع الأمل في النفوس المتعبة ونتفاءل إلى أقصى حدود التفاؤل، ونعلم أن هناك من يريد شرًا بالأمة ولا تغمض له عين إلا وقد تحقق ما يصبو إليه من تعكير حياتنا والتقليل من شأننا ودق أسفين الخلافات وتباين وجهات النظر، ليس للخير وإنما لبذر بذور الشر والفتنة، كلما تمعنا في مجريات الحياة وجدنا أن فرص أن نكون على قلب رجل واحد متاحة، ولكننا أو لنكن واقعيين هناك من لا يريد لنا الخير ويسعى جاهدًا لإضعافنا وتشتيت تفكيرنا، فبدلًا من أن نفكر في الأمور المبدعة والتي يعود مردودها خيرًا، يشغلوننا بأمور من شأنها أن تصرف جهودنا ومساعينا للخير، وننشغل بحل المشاكل والغوص في أتونها منفردين، إننا بحاجة إلى تكاتف الجهود، ويقينًا أن ما يمر به العالم يتفاوت الناس في التعامل معه، فهناك من أخذ اليأس منه مأخذًا، وهناك من هو متفائل إلى أبعد الحدود ويقينًا عنده أن الأمور ستتغير، ونحن على قناعة راسخة بأن دوام الحال من المحال، ولا بد أن نبذل الجهود المضنية لخير مجتمعنا وأوطاننا ومشاكل الحياة لا حصر لها وهي أمام الضعفاء تجد طريقها إلى قلوبهم ونفوسهم وبالتالي إلى تراجع إنجازاتهم وتحقيق ما يتطلبه مجتمعهم. أشفق على أجيالنا الحاضرة من أن تمتد إليهم يد الخذلان واليأس ونشعر أن من واجبنا غرس روح التفاؤل والأمل في نفوسهم، فهم خلقوا لزمان غير زماننا كما قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجهه. لقد أثبتت واقعة الزلزال المدمر الذي حدث في سوريا الشقيقة وتركيا الصديقة أن إرادة الله فوق أي إرادة، والقضاء والقدر لا راد له، وإيماننا بذلك يزيد من تلاحمنا وتكاتفنا، فانطلقت ولله الحمد الدعوات الرسمية والشعبية لتقديم العون والمساعدة في هذه الكارثة وتراجعت كل العوائق في سبيل تقديم يد العون للأشقاء في سوريا والأصدقاء في تركيا، والإرادات السياسية أدركت عمق العلاقة بين الشعوب المحبة للخير والصلاح، ولعل في ذلك الدروس والعبر، فنحن أمة يحتم علينا واجب العيش المشترك أن نبذل كل ما في وسعنا لخير الإنسان وأمنه وأمانه وعيشه في ظروف آمنة مستقرة ينعم بالخير والصلاح له ولمجتمعه وأمته، ونحن في مملكة البحرين نشعر بواجب تقديم الشكر والتقدير لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه الرئيس الفخري للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، على مبادرات جلالته الإنسانية المستمرة في مساعدة الأشقاء والأصدقاء وإغاثة المنكوبين ومد يد العون لهم في مختلف بقاع العالم، وقد وجّه جلالته بتشكيل لجنة وطنية لدعم ضحايا الزلزال في تركيا وسوريا برئاسة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس مجلس أمناء المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية من أجل توحيد الجهود المشتركة، وقد ثمن سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة الدعم الذي تحظى به المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية من قبل الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله. 

إن التفاؤل مطلوب منا جميعًا، والإيمان بالقضاء والقدر حتمي ونحن مأمورون به، وإن تكاتفنا وتلاحمنا في كل الأوقات والظروف يحتم علينا أن نجبر بخاطر بعضنا بعضًا ونقول كل ما يطيب خاطرنا ويزرع الأمل في نفوسنا المتعبة، لأن مسيرة الأوطان تتطلب التكاتف والتعاون والمؤازرة لما فيه الخير للجميع والبشرية على العموم.

 

وعلى الخير والمحبة نلتقي..