صدى العرب : "صدي العرب" ينشر نص التحقيقات فى وفاة ولاء «صيدلى حلوان» (طباعة)
"صدي العرب" ينشر نص التحقيقات فى وفاة ولاء «صيدلى حلوان»
آخر تحديث: الثلاثاء 22/11/2022 06:55 م تحقيق- طارق إسماعيل
‎النيابة تتهم أسرة زوجة الصيدلى بالبلطجة والاحتجاز المصحوب بالتعذيب البدنى

‎التحقيقات تكشف سر سقوط المجنى عليه من شرفة منزله.. وعائلته: «زوجته السبب»


‎حصلت جريدة "صدي العرب" على نص تحقيقات قضية الصيدلى ولاء زايد الذى ألقى نفسه من الطابق الخامس بمحل سكنه بحلوان ولقى مصرعه فى الحال.

‎وتبين من التحقيقات استعراض زوجة المجنى عليه وأسرتها وأصدقاء شقيقها القوة تجاهه وتسببهم فى وفاته فى سبتمبر الماضى.

‎وأكدت النيابة العامة فى تحقيقاتها - حصل السوق العربية على نسخة منها- على زوال شبهة القتل العمد فى حق المتهمين؛ لعدم توافر الأدلة على ذلك، وأن الأقوال التى أثارت تلك الشبهة من شهادة بعض الشهود كانت أقوالًا مرسلة لم يؤيدها أى أدلة أو قرائن أخرى فى التحقيقات.

‎وذكرت أن تحريات الشرطة أيدت عدم تورط المتهمين فى دفع المجنى عليه من الشرفة، وأن الثابت فى حقهم يقينًا ارتكابهم جرائم البلطجة والاحتجاز المصحوب بالتعذيب البدنى على نحو ما انتهت إليه تحقيقات النيابة العامة.

‎قالت زوجة صيدلى حلوان أمام النيابة: "المتوفى جوزى، وأنا متجوزاه من ٢٠١٦، وكان بيشتغل صيدلى فى المملكة العربية السعودية، وأنا قعدت معاه فى السعودية من ٢٠١٦ إلى ٢٠١٩، وأنا رجعت عشان ابنى يونس كان كبر وأنا عندى شغل هنا، وكان فيه خلافات زوجية زى اللى بتحصل فى كل البيوت زى مصروف البيت، وده حصل لما اكتشفت إن هو اتجوز عليا".

‎وأضافت الزوجة المتهمة: "انا اكتشفت جوازه ده لما جه مصر وجالى يوم ٢١ سبتمبر اللى فات قالى إن هو اتجوز واحدة ثانية، وعرفت بعديها إن هو اتجوز من يوم ١٦ سبتمبر وإنه كان على علاقة بواحدة من أربع شهور، وأنا اتوجعت من اللى عمله ورافضة إن أنا أكون زوجة تانية، وقولتله هجيب بابايا ونقعد نحل القصة ديه وحددنا مواعيد كذا مرة وهو كان بيخلف، وأنا كنت بحسه إن هو متردد فى موضوع إن هو يطلق التانية وكنت حاسة ان هو مش مقتنع بيها كزوجة، وأنا اتفقت مع أبويا إن هو هييجى تانى يوم الواقعة عشان يتكلم معاه ويشوفلنا حل فى القصة ديه، وكان معاه اخواتى على وعمر".

‎وأكملت: "هما قعدوا يتكلموا مع بعض واتفقوا إن هو يطلقنى، وهما ما اتفقوش والموضوع ابتدا يتطور ما بينهم لدرجة إن هما ابتدوا يشتموا بعض بألفاظ بذيئة ويضربوا بعض، وهما كانوا بيزقوا فى بعض ولما ابتدوا يضربوا بعض اخواتى ابتدوا يتدخلوا وضربوا ولاء عشان يدافعوا عن أبوهم عشان اتزق قدامهم على الكنبة، ومهاب جه وابتدا برضه يزق ويسلك ما بينهم، وكل ده حصل فى حوالى ربع ساعة لحد ما "محمد ع" جه، وهو فض الدنيا ما بينهم وقالهم نتكلم بهداوة، و"محمد ع" قعد يتكلم معانا عشان نهدى الدنيا لغاية ما الدنيا هديت خالص وسیف جه".

‎وأكدت:"جوزى ولاء كان مخضوض من الموقف بس محدش عمله حاجة، وعلاقتى الأثمة مع المدعو "محمد.ع" هو كان بيقولى بحبك على الواتس أب وأنا كنت بقوله أنا ست متجوزة وقفلت الموضوع ده، وجوزى طلقنى قبل كده لأن أنا كنت على علاقة بواحد وهو عرف فانفصلنا.. وعرف أهله بعد كده رجعنا بعد سبع شهور، والشخص ده اسمه محمود وكان فيه شات ما بينا على التليفون".

‎وقالت الزوجة المتهمة عن حوارها مع زوجها صيدلى حلوان المجنى عليه: "إحنا كنا متفقين إن هو يطلقنى ويدينى حقوقى الشرعية، وإحنا دخلنا فى الأوضة واتكلمنا مع بعض شوية، ولما دخلنا اتكلمنا فى حاجات زوجية، وقالى إن أنا هطلق الزوجة الثانية، وهو كلمها فى التليفون وقالها إنتى طالق لأنها ساكنة فى المنوفية وكنت عايزها تيجى عشان يطلقها دلوقتى وهو طلقها قدامى أنا فى التليفون، قالها إنتى طالق وهى سكتت وبعد كده قالتله ماشى يا ولاء وقامت قافلة، وبعد كده بعتنا نجيب أكل من بره وكان معايا والدى وولاء، وبعديها بحوالى نص ساعة وصل الأكل وساعتها حصل مشكلة، ولما أنا جيت أحاسب ملقتش الفلوس فى الدولاب اللى كنت شايلاه تحت هدومى فى دولابى، وهم ٢٥ ألف جنيه، وهو مفيش فى البيت غيرى أنا وولاء، وواجهت جوزى أنه هو اللى سرقهم وهو قالى أنا معرفش حاجة عن الفلوس، وإحنا قعدنا بنزعق واتخانقنا مع بعض وصوتنا على وبعد كده سألته أنت أخدت الفلوس؟ قالى لا وبعدها هدينا عشان أكل ابني".

‎وتابعت :"أنا طلعت لأبويا وم. ع، فى الصالة علشان أكل ابنى، وفجأة وإحنا قاعدين سمعنا صوت هبدة، ومعرفش هو صوت هبدة عملت بوم، وأنا جريت عشان أشوف إيه اللى حصل، ووقفت فى الشباك لقيت جوزى واقع فى الأرض، وأنا لقيته واقع على الأرض والناس شلته وخدوه ودوه على المستشفى وإخوتى كانوا واقفين تحت، وأنا نزلت على البيت عند أمى عشان أودى ابنى.. عشان ميشوفش منظر أبوه ده وقعدت أتابعه بالتليفون، وتواصلت مع والدى وإخواتى الاتنين، عشان اطمّن على جوزى، لحد ما لقيت ضابط مباحث جيه البيت عند والدتي".

‎وأوضحت: "كان زوجى على علم بأن والدى سيحضر صباح يوم الواقعة، وكان معاه إخواتى على وعمر، هما كانوا بيزقوا فى بعض ولما ابتدوا يضربوا بعض إخواتى ابتدوا يتدخلوا وضربوا ولاء عشان يدفعوا عن بابا عشان ابوهم اتزق اودامهم على الكنبة".

‎ووجهت النيابة سؤالاً حول ما قولها فيما قرره شقيقها بتحقيقات النيابة العامة أنهم قاموا بتكبيل المتوفى على الأريكة؟، قائلة المتهمة: "هما فعلا كتفوه على الكنبة، وحول وجود خدوش بمنطقة الصدر، قالت: هى ممكن تكون حصلت من المشادة بتاعت الصبح".

‎وأظهرت التحقيقات اعتراف أرملة الصيدلى ولاء زايد، بعلاقاتها مع أحد الأشخاص، موضحة أن هذه العلاقة تسببت فى طلاقها

‎كما أظهرت التحقيقات أن أرملة الصيدلى ولاء زايد على علاقة عاطفية تجمعها بأحد المتهمين ويدعى م. ع.أ، وفقما أفادت تقارير المباحث العامة، وأوضحت التحقيقات أنه بمواجهة المتهمة، نفت هذا الإدعاء، وقالت: هو كان بيقولى بحبك على الواتساب وأنا كنت بقوله أنا ست متجوزة وقفلت الموضوع دا.

‎فى ختام التحقيقات، أمر النائب العام بحبس ٧ متهمين هم زوجة صيدلى بحلوان ووالدها وشقيقاها وثلاثة من أصدقائهما؛ لاتهامهم باستعراض القوة، والتلويح بالعنف، والتهديد بهما، واستخدامهما ضد الصيدلى المجنى عليه بقصد ترويعه وتخويفه بإلحاق الأذى به والتأثير فى إرادته؛ لفرض السطوة عليه وإرغامه على القيام بعمل، وكان من شأن ذلك الفعل والتهديد إلقاء الرعب فى نفس المجنى عليه وتكدير سكينته وطمأنينته وتعريض حياته وسلامته للخطر، فضلًا عن حجزهم المجنى عليه بدون وجه حق وتعذيبه بدنيا؛ وذلك على إثر خلافات بينهم وبين المجنى عليه تطورت إلى ارتكابهم تلك الجرائم فى حقه، وانتهت بسقوطه من شرفة مسكنه ووفاته.

‎كانت النيابة العامة قد تلقت إخطارًا من الشرطة أول أمس بسقوط الصيدلى من شرفة مسكنه ووفاته ونقله لأحد المستشفيات، وذلك بالتزامن مع ما رصدته وحدة الرصد والتحليل بإدارة البيان بمكتب النائب العام من تداول عدة منشورات حول الواقعة، والتى منها ما أشار إلى اتهام المتهمين بقتله عمدًا، فباشرت النيابة العامة التحقيقات.

‎واستهلت النيابة تحقيقاتها بالانتقال لمسكن المتوفى ومعاينته والتحفظ عليه، وناظرت جثمان المتوفى وما به من إصابات، وسألت النيابة العامة عددًا من الشهود هم شقيقة المتوفى ووالدته وزوجته الثانية واثنان من جيرانه وحارس العقار محل سكنه، والذين خلصت روايتهم مجتمعة إلى وجود خلافات بين المتوفى وبين زوجته الأولى انتهت بزواجه من أخرى، ثم يوم الواقعة أرسل المجنى عليه إلى شقيقته وزوجته الثانية يستنجد بهما لحضور أشخاص إلى مسكنه من طرف زوجته الأولى لإكراهه على تطليقها وتطليق زوجته الثانية، فنقلت شقيقة المجنى عليه استغاثته لوالدته التى طلبت من حارس العقار محل سكنه إغاثته، فاصطحب الأخير أحد الجيران وصعدا لاستطلاع الأمر، فعلما بوجود خلافات أسرية بين المجنى عليه وبين ذوى زوجته الأولى يسعون لإنهائها، ثم فوجئا عقب انصرافهما بسقوط المتوفى من شرفة مسكنه صريعًا.

‎واطلعت النيابة العامة على رسائل الاستغاثة التى أرسلها المجنى عليه لشقيقته وزوجته الثانية من هاتفيهما، وسألت ابن المتوفى -خمس سنوات- فقرر سقوط والده من شرفة المسكن دون أن يشهد المشادة بين والده وبين المتهمين، كما لم يشهد أيًّا منهم دفعه لإسقاطه من الشرفة، وقد قررت النيابة العامة تسليم الطفل لجدته لأبيه بناء على توصية خبير المجلس القومى للأمومة والطفولة.

‎وبطلب النيابة العامة تحريات الشرطة حول الحادث أسفرت عن إلقاء المجنى عليه نفسه من شرفة مسكنه إثر الضغط النفسى والإكراه الذى تعرض له من المتهمين يوم الواقعة بعد نشوب مشادة بينهم يومئذ للخلافات القائمة بين المجنى عليه وبين زوجته الأولى، والتى تطورت إلى تشابك بالأيدى وإحكام السيطرة على المتوفى وإجباره على تطليق زوجته الثانية هاتفيًّا.

‎وباستجواب النيابة العامة المتهمين اجتمعت روايتهم على تفاجئهم بسماع صوت ارتطام المتوفى عقب سقوطه من شرفة المسكن على إثر المشادة التى دارت بينهم، حيث طلبوا من المجنى عليه خلالها تطليق زوجته الثانية، فانصاع لطلبهم، بينما انفرد أحد المتهمين برؤيته إصابة بالمجنى عليه قبل وفاته وتألمه من تعدٍّ وقع عليه فى حين كان أحد المتهمين ممسكًا بعصا حينها.

‎وعثرت النيابة العامة بهاتف الزوجة المتهمة على رسالة تلقتها من والدتها تطلب الأخيرة منها تصوير المتوفى أثناء التعدى عليه وإهانته، كما عثرت النيابة العامة بالهاتف المحمول الخاص بأحد المتهمين على محادثة بينه وبين متهم آخر يطلب منه الاستعداد لإعانته إذا ما نشب شجار مع المتوفى بمسكنه.

‎وفى سبيل تحقق النيابة العامة من كيفية وفاة المتهم وبيان حقيقة الشبهة المثارة حول قتله؛ ندبت مصلحة الطب الشرعى لإجراء الصفة التشريحية على جثمانه لبيان سبب الوفاة وكيفية حدوثها، كما ندبت الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية لمعاينة مسكن المجنى عليه؛ لبيان ما إذا كان هناك عنف جنائى قد وقع فيه، وجارٍ استكمال التحقيقات.