صدى العرب : قناة السويس.. والوعي الحقيقي (طباعة)
قناة السويس.. والوعي الحقيقي
آخر تحديث: الجمعة 09/09/2022 04:47 م
ياسـر هـاشـم ياسـر هـاشـم
افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي الوحدات البحرية الجديدة لقناة السويس وتطوير الأسطول البحري والقرية الأوليمبية لهيئة قناة السويس والقطاع الجنوبي .. مشروعات جديدة تضاف إلى سجل الإنجازات الحافل، الذي تشهده مصر خلال ثماني سنوات.

لعل أكثر ما لفت انتباهي هو حديث الرئيس الذي عهدناه يتحدث بصراحة وشفافية وجرأة لم نعدها من قبل، لكن أبرز ما جاء في تصريحاته الجديرة بالاهتمام، عندما خاطب المصريين بقوله: "ما يهمنا أن نتحدث ونرد على جميع التعليقات السلبية بشأن المشروعات القومية لقناة السويس.. هما عايزين يخوفوكم وكل موضوع بنتكلم فيه ليه خلفية وناس بتتكلم عنه في مواقع التواصل الاجتماعى". 

تلك التصريحات تدعونا إلى التوقف أمامها، ولتكن خطة عمل للفترة المقبلة، بالتركيز على زيادة الوعي وتحصين المجتمع، نظرًا لخطورة تلك الشائعات المغرضة والتعليقات السلبية على المشاريع الضخمة، لما لها من تأثير مجتمعي ينعكس على الوطن وأمنه واستقراره.

قناة السويس الجديدة أكبر رد علي كل من يشكك في إنجازات الدول، ساهمت بشكل كبير في العبور الأسرع للسفن وتوفير الوقت واستهلاك الطاقة، مما ادي إلي زيادة عائد القناة وبالتالي زيادة الدخل القومي للبلاد، هي الأوفر الأمن والأسهل والأقصر للربط بين دول العالم،

إننا بالفعل نحتاج إلى استراتيجية وطنية حقيقية، تعمل على توحيد الجهود الرسمية والمجتمعية، لحشد جميع الإمكانيات، وترجمة الأهداف القومية إلى إجراءات فعلية ملموسة على أرض الواقع، تساهم في رفع الوعي لدى الناس.

وبما أن المرتكزات الأساسية لنهوض أي مجتمع، تعتمد بالأساس على تعزيز الوعي، فإن أي مجتمع حيٍّ متفاعل، لا يمكن أن ينهض بجميع مقوماته وتطوره بين الدول، دون أن يكون هناك وعي حقيقي لأفراده.

من هذا المنطلق، أصبحنا على قناعة راسخة بأن الأساس لتقدم أي شعب، هو مدى انتشار الوعي بين أفراده.. ونقصد بالوعي هنا السلوك والتصرف المبني على اقتناع وثقافة صاحب هذا السلوك، تجاه القضايا الوطنية والمصيرية.

لذلك، فإن السلوك الذي يُظهره الفرد هو انعكاس لثقافة المجتمع بأكمله.. فالفرد في سلوكه مع أفراد أسرته يعطي صورة حقيقية لحياته التي يعيشها في منزله، ثم تتسع تلك الدائرة لتشمل الجميع، وبالتالي ينعكس ذلك على المجتمع بأكمله.

عندما نتطرق إلى مصطلح الوعي فإننا ندرك أنه يأتي من الشخص نفسه، ولذلك من المفترض أن يكون فِطريًا أو مكتسبًا من سلوك من هم حوله، ولذلك يقع على مؤسسات الدولة ومعها كافة الجهات المعنية، الدور الأكبر والمهم في تنمية الوعي الإيجابي.

كما أن عملية بناء الوعي هي منظومة متكاملة تتكاتف فيها كافة أدوات ما يسمى بالقوة الناعمة في الدولة، تكون مهمتها إنارة الطريق أمام الشعب، ورسم سياج حول العقل، ليعمل كحائط صدٍّ أمام دعوات الهدم والتخريب وانتشار الشائعات.

إننا نعتبر قضية تعزيز الوعي، ضرورة تحتمها الظروف، لتحصين المجتمع، في زمن تغزو فيه التكنولوجيا ومِنَصَّات التواصل الاجتماعي حياتنا، بإرادتنا أو رغمًا عنَّا.. ولذلك بات من الضروري أن نعزز هذا الاتجاه ليكون الوعي هو السلاح الأول والأهم للتصدي لتغييب العقول أو تسطيح الفكر.