صدى العرب : المستجير بعمرو عند كربته (طباعة)
المستجير بعمرو عند كربته
آخر تحديث: الأربعاء 17/08/2022 12:22 م
السفير: خليل الذوادي السفير: خليل الذوادي
هو شعر وقول مأثور نردده كلما طرأت علينا طوارئ نلجأ حينها إلى أقرب الناس إلينا علنا نجد الخلاص والنجاة مما نحن عليه، وقد نطلق هذا البيت من مخزون ذاكرتنا الشعرية التي حرص الأجداد والآباء تلقيننا إياها، وإذا جئنا إلى المراحل المتقدمة من الدراسة النظامية بات الشعر نموذجًا للاقتداء به، واللجوء إليه للتخفيف عما أصابنا من ظروف قد تكون قاسية، وتترك مرارتها على النفس مما تستلزم منا اختيار الأشخاص المناسبين لحل ما يواجهنا من مشاكل.

أتذكر أنه مرت عليّ في دراستي الجامعية بدولة الكويت في الفترة 1968-1972 بكلية الآداب قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية وبحكم التخصص مراحل الشعر المتعددة الجاهلي والإسلامي والعصر الأموي والعصر العباسي إلى الشعر الأندلسي، فالشعر العمودي والشعر الحر أو الحديث أو شعر التفعيلة، واساتذتنا كانوا على وعي وشغف بالشعر ومدارسه، وكان يحلو لهم الحديث عن مدارس الشعر ومؤلفاتهم المتعددة فيه أو تحقيق ما ورد في كنوزنا الأدبية والثقافية العربية وأخص منهم المحقق الأستاذ الدكتور المرحوم عبدالسلام هارون من جمهورية مصر العربية والمرحوم الدكتور عبدالحميد طلب من دار العلوم المصرية، والمرحوم الدكتور يوسف خليف مؤلف كتاب «الشعراء الصعاليك» والمهتم بالتاريخ الأدبي من مصر، والمرحوم الأستاذ الدكتور أستاذ النقد الأدبي محمد زكي العشماوي ابن الإسكندرية، والأستاذ الدكتور الناقد محمد حسن عبدالله من مصر، والأستاذ الدكتور عبدالقادر القط من مصر وأستاذ الأدب العربي الدكتور إبراهيم عبدالرحمن من مصر، بالإضافة إلى الأستاذ الزائر المرحوم الدكتور شوقي ضيف من مصر، إلى أن جاءتنا الشاعرة الدكتورة نازك الملائكة من العراق، ورائدة الشعر الحديث، بالإضافة إلى حضورنا أمسيات شعرية لمحمود درويش وعبدالوهاب البياتي وصلاح عبدالصبور ومحمد مهدي الجواهري والشاعر نزار قباني والمرحوم الشاعر الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة والمرحوم الشاعر عيسى بن راشد آل خليفة والمرحوم الشاعر غازي عبدالرحمن القصيبي والشاعر سمو الأمير خالد الفيصل، خصوصًا في أمسية الشعراء الثلاثة غازي، والأمير خالد الفيصل، والشاعر عبدالرحمن رفيع، بنادي الخريجين في المنامة.

كان هؤلاء الشعراء وغيرهم على امتداد وطننا العربي من الخليج العربي إلى المحيط يؤكدون على أهمية الشعر في حياتنا وكانت إصداراتهم يتم تداولها بين القراء على امتداد المعمورة والبعض نال شهرة دولية وترجمت أعماله إلى لغات أخرى كجبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وسميح القاسم ومحمد الفيتوري. والشاعر السوداني التجاني حاج موسى، كان صديقنا المرحوم الطيب صالح الأديب والروائي يستشهد بالشعر في كتاباته الأدبية وكان في كل أعماله ووظائفه الإعلامية يولي عناية فائقة للشعر العربي.

كانت أجيال من الأدباء والشعراء والمؤرخين والمفكرين الذين آمنوا بمكانة الشعر في حياتنا، وكانت الثقافة الموسوعية لديهم تحرك فيهم هذه الرغبة بالتعمق في أدبنا وثقافتنا العربية، والثقافة في حياتنا هي نسيج مجتمعنا الذي يجب أن نحرص عليها وندعمها ونعكف على دراسة مكوناتها وتأثيرها وهذا لا يعني عدم الالتفات إلى ما يزخر به مجتمعنا من تطور تقني وإفرازات الحضارة المعاصرة، فنحن بقدر حاجتنا إلى الفكر والعقل والتمعن العلمي والتكنولوجي نحن بحاجة أيضًا للثقافة ومكنوناتها فهي غذاء الوجدان وغذاء النفس التي ترتاح للقول الحكيم وتطمئن لكل بارقة أمل يصنعها الإنسان لأخيه الإنسان، ولذلك فقد تم الاهتمام بالموسيقى سواء كانت ما يسمى بالموسيقى البحتة والتي هي تناغم وتوافق بين الآلات الموسيقية وما تفرزه من إمكانات وطاقات، وبين القول الجميل في الغناء والصوت الشجي والكلام النابع من القلب بصدق وشفافية وإحساس إنساني يخاطب العقل والوجدان على حد سواء...

والحمد لله أننا في بلادنا نفخر بمن بقي من شعرائنا الذين يعطون الكثير كالشاعر حسن سلمان كمال، والشاعر علي عبدالله خليفة، والشاعر علي الشرقاوي، والشاعر إبراهيم الأنصاري، والشاعرة فتحية عجلان، والشاعرة ظمأ الوجدان، والشاعر علوي الهاشمي، والشاعر راشد عبدالله النجم، والشاعر عمرو العماري، والشاعر محمد هادي الحلواجي، والشاعر عبدالله المنصور، والشاعر سليم عبدالرؤوف، والشاعرة الدكتورة نبيلة زباري، والشاعرة الدكتورة هنادي الجودر، والشاعر الغنائي يونس سلمان عوض، وكوكبة من شعراء الأغنية العاطفية والوطنية.

بالإضافة إلى المبدعين في مجال الموسيقى كالغناء والتلحين والتوزيع الموسيقي والتأليف الغنائي، وستظل ثقافة مملكة البحرين زاخرة بالعطاء ونأمل أن يكون هناك مواسم نقدر فيها المبدعين ونسمح بمساحة من العطاء الثقافي والإبداعي وبما يعود على ثقافتنا عمومًا بالخير إن شاء الله.


وعلى الخير والمحبة نلتقي..