صدى العرب : كلب ليلى (طباعة)
كلب ليلى
آخر تحديث: الخميس 30/06/2022 03:01 م
الكاتب الصحفي: الحسيني عبدالله الكاتب الصحفي: الحسيني عبدالله
هل يقتل الحبيب حبيبته؟ أو هل تقتل الحبيبه حبيبها؟ سؤال طرح نفسه بقوة على الأحداث  في الشارع بعد جريمة القتل البشعة بالمنصورة حيث إدعي القاتل إنه قتل بدافع الحب والحقيقة الثابتة في كل العصور  والازمان إن الحب لم يكن قاتلا ابدا ولعل قصة مجنون ليلى مع الكلب خير دليل على ذلك فقد 
رأى "قيس بن الملوح" كلب "ليلى" فأسرع خلفه حتى يدله على مكان محبوبته، فمرّ في طريقه بقومٍ يصلون، ولما رجع استوقفوه وسألوه : "قد مررت بنا ونحن نصلي، فَلِمَ لَمْ تُصَلِّ معنا؟"
قال: والله مارأيتكم، ووالله لو كنتم تحبون لقاء الله كما أحب لقاء ليلى لما رأيتموني، لقد كنتم بين يدي الله ورأيتموني، وكنت بين يديّ كلب ليلى ولم أَرَكُمْ، أعيدوا صلاتكم يرحمكم الله!!!

فهذة القصة خير دليل على كذب القاتل الذي اقدم  على ذبح   زميلته بالمنصورة أمام مرئي ومسمع من الطلاب وهو ما يوضح حالة التردي الأخلاقي التي وصل اليه المجتمع. ولعل كلمته التي وجهها رئيس محكمة جنايات المنصورة الدائرة الرابعة المستشار 
 بهاء المر ئ  للمجتمع والأسر والقاتل قد لخصت 
المشهد العبثي المجتمعي في ظل غياب كل الأدوار تقريبا  والتى قال فيها
- دُنيا مُقبلةٌ بزخَارفِها، وإنسانٌ مُتكالبٌ على مَفاتِنها.

- ماديةٌ سَيطرَت، فاستلبَت العُقولَ وصارَ الإنسانُ آلة.

- يَقينٌ غابَ، وباطلٌ بالزَّيف يَحيَا، وتَفاهاتٌ بالجَهر تَتواتَر.

- وبَيتٌ غابَ لسببٍ أو لآخر.

- والمؤنسِاتُ الغالياتُ صِرن في نظر المَوتُورينَ سِلعة، والقواريرُ فَواخير.

- ونَفسٌ تَدثَرت برداءِ حُبٍ زائفٍ مَكذوب. تأثرت بثقافةِ عَصر اختَلطت فيه المَفاهيمُ.

قاضي محاكمة نيرة أشرف: الرغبةُ صَارت حُبًا.. والقتلُ لأجلهِ انتصارًا
- الرغبةُ صَارت حُبًا، والقتلُ لأجلهِ انتصارًا، والانتقامٌ شَجاعةً، والجُرأةَ على قِيَم المُجتمع وفُحشِ القَولِ والعلاقاتُ المُحرَّمةُ، تُسمَّى حُريةً مَكفولة.

- ومن هذا الرَّحم وُلدَ جَنينًا مُشوَهًا.

- وَقُودُ الأمَّةِ صارَ حَطبَها.

- باتَ النشءُ ضَحيةَ قُدوةٍ مُشوهة، وثقافاتٍ، مَسمُوعةٍ ومَرئيٍّةٍ ومقروءة، هذا هو حالُها.

- ومن فَرْطِ شُيوعهِ، واعتباره من قبلِ كثيرين كشفًا لواقع، زُيِّنَ لهم فَرأَوهُ حَسنًا، فكان جُرمِ اليوم له نِتاجَا.

- أفََتذهبُ نَفسُنا عليهم حسَرات؟!

- إنَّ هذا الخَللَ، إنْ لم نأخذ على أيدي المَوتورينَ ومُروِّجيهِ؛ استفحَلَ ضَرَرُه، وعَزَّ اتقاءُ شَرِّه، واتسَع الرَّتقُ على الراتق.

نداء من محكمة جنايات المنصورة إلى المجتمع
- ولكلِّ ما تَقدمَ، تُطلِقُ المَحكمةُ صَيحَة:

- يَا كُلَّ فِئاتِ المُجتمعِ لابُدَّ مِن وَقفَة.

- يا كُلَّ مَن يَقْدرُ على فِعلِ شَيءٍ هَلُمُوا.

- اِعقدوا مَحكمةَ صُلحٍ كُبرَى بين قُوَى الإنسانِ المُتابينةْ، لنُنَمِّيَ فيهِ أجملَ ما فيه.

- أعيدُوا النَشءَ المُلتوي إلى حَظيرةِ الإنسانية.

- عَلِموهُم أنَّ الحبَّ قَرينُ السلامْ، قَرينُ السَكينةِ والأمانْ، لا يَجتمعُ أبدًا بالقتلِ وسَفكِ الدماء.

- أنَّ الحبَّ ريحٌ من الجَنةِ، وليس وَهَجًأ من الجَحيم.

- لا تُشوهوا القُدوةَ في مَعناها فتَنحلَّ الأخلاقْ.

- عَظِمُوها تَنهضُ الأمَّة.

- هكذا يكونُ التناولَ، بالتربيةِ، بالموعظةِ الحَسنَةِ، بالثقافةِ، بالفَنِون، بمنهجٍ تكونُ الوَسَطَيةُ وسيلتَه، والتَسامُحُ صِفتَه، والرُشدُ غايَتَه.

كلمة إلى الآباء والأمهات
- وإلى الآباء والأمهات نقول:

- لا تُضيِّعوا من تَعُولون.

- صَاحِبُوهم، ناقِشُوهُم، غُوصُوا في تفكيرهم.

- لا تتركُوهُم لأوهامِهم. اغرسُوا فيهم القِيَم.

كلمة من المحكمة إلى القاتل
- وإلى القاتلِ نقول:

- جئتَ بفعلٍ خَسيس هزَّ أرضًا طيبةً أَسَرَت لويس.

- أَهرَقتَ دَمًا طاهرًا بطعَناتِ غَدرٍ جَريئة.

- ذبَحتَ الإنسانيةَ كلها، يومَ أنْ ذبَحَتَ ضَحيةً بريئة.

- إنَّ مَثَلَكَ كمَثلِ نَبتٍ سامٍ في أرضٍ طيبة.

- كُلما عَاجَلَهُ القَطعُ قبلَ أن يَمتدَ، كان خيرًا للناسِ وللأرضِ التي نَبتَ فيها. 
انتهت الرسالة  التي جاءت بمثابة  دروس لكل من يعيش في المجتمع يجب تنفيذها بكل حزم 
 قبل أن تضيع الرحمة  ويكون سيف العدالة صارما  ، بعدما أصاب المجتمع  الصدمة ، مما وصل الية حالنا. فقد اصبنا في اخلاقنا، "نعم " اصبنا في اخلاقنا. ومشاعرنا بشئ من التبلد . فضاعت الشهامة والجدعنة والنخوة . واصبحنا اشباه رجال. لا نكترث بما يدور حولنا . بل لا نصدق  ما يدور وهو ما يحتاج لسن قوانين رادعة ومحاكمات ناجزة لكل من تسول له قتل نفسا بغير نفس او فسادا في الأرض ولكن قبل ذلك لابد من الإجابة لماذا تغيرات الاخلاق؟  حتي تقع جرائم قتل  بهذا الشكل الغريب والعجيب "
ولعل هذة الجرائم  تجعلنا نعيد النظر في عدد من الامور تتمثل في .                                                اعادة النظر في اساليب التربية داخل البيت والمدرسة والجامعة والشارع  . حتي نخلق جيلا قادر علي الحفاظ علي اخلاق المجتمع .                                                                                                                                                                            عودة الفن الي دورة الحقيقي كقوة ناعمة تهدف الي غرس القيم في الشباب ومنع افلام البلطجة والاستهتار والمخدرات وانتاج افلام تعلي القيمة الوطنية وتزرع روح الانتماء .

عودة وسائل الاعلام المختلفة الي دورها التنويري والتثيفي من خلال رسالة اعلامية تركز علي الشباب والاطفال بانتاج برامج واعمال خاصة لهم .

عودة مراكز الشباب الي دورة في استخراج الطاقات داخل الشباب من خلال ممارسة الرياضة مع اقامة دورات تثقفية للشباب

لابد ان تضع وزارة الثقافة خطة ثقافية تعلي من قيمة الاخلاق

 غرس انواع من الرقابة الذاتية علي الجوانب الاخلاقية في المجتمع من خلال برامج  توعوية داخل الحرام الجامعي .

لابد من خضوع الطلاب داخل الجامعات لكشف وتحاليل دورية للمخدرات كل تيرم  دراسي 

يا سادة لابد من وضع حلول مجتمعية حكومية للحد من الجرائم التي أصبحت تورق المجتمع بشكل يثير الرعب والفزع داخل الأسر والمجتمع على حد سواء حتى نستطيع 
 منع التحرش والمعاكسات . وارتقاع نسب الطلاق .والتنمر وكل السلوكيات الخاطئة .قبل ان نندم اشد الندم علي ضياع الاخلاق والمجتمع معا .فكل يوم ستجدون عشرات الجرائم  ما بين  قتل سحل وتحرش وسرقة بالاكراة وممارسة الدعارة . واخيرا يقول أمير الشعراء احمد شوقي في قصيدتة المعلم

وإذا أُصـيـب القـــوم في أخـلاقـهــــم * فـأقـــمْ عـلـيـهـــم مـأتـمـــاً وعــويــلا