صدى العرب : أطفال بدون قسوة (طباعة)
أطفال بدون قسوة
آخر تحديث: الأربعاء 04/10/2017 03:45 م
د. هبة شعوط د. هبة شعوط

تربية الأطفال مسؤلية كبيرة على كلا الوالدين لما فيها من صعوبات ومشاكل.
 إن  لجؤ الأهل إلي الضرب دون التدرج في الوسائل التربويه المختلفة يعود إلي الإعتقاد السائد أن الضرب له نتائج سريعة لتعديل السلوك.. والحقيقه هي أن ضرب الأطفال يؤدي إلي العديد من الاثار السلبيه علي صحة الأطفال من النواحي الجسدية والنفسية والإجتماعيه.
 فضرب الأطفال قد يؤدي إلي ظهور الجروح أو الكسور عل جسم الطفل وفي بعض الاحيان تكون الإصابه خطيره إذا قام الاهل بضرب الطفل على الظهر ( أسفل العمود الفقري) . أو الرأس. 
وقد يظن البعض أن الضرب في بعض الاماكن غير مؤذي. 
ولكن حتى الضرب على الأرداف قد يؤدي الي مشاكل نفسيه. ومن أعراض المشاكل النفسيه الناتجه عن ضرب الاطفال حالات الإغماء المتكررة، التأخر في الكلام والتهتهه والتبول اللاإرادي وأيضا الخوف والاكتئاب. ومما لا شك فيه أن للضرب آثار سلبية من الناحيه الإجتماعيه.
 قد يؤدي ضرب الأطفال الي ظهور شخصيه ضعيفه غير قادرة علي إتخاذ القرار. 
وقد يجعل الطفل أكثر عنادا كمحاوله لإثبات الذات .
 ولكي نتفادى الأثار السلبيه لضرب الأطفال يجب إتباع الأصول والقواعد التربويه الصحيحه أثناء التعامل مع الأطفال من حيث الثواب والعقاب . 
 فيجب على المجتمع أن يعلم أن لا جدوى من اتباع اسلوب اللين الدائم ولا اسلوب  القوه المفرطه فى التعامل مع الأبناء . 
بينما الاحتواء والاهتمام والحوار يمكن ان ينشىء طفلا سليما واثقا  من نفسه قادرا على الخوض فى غمار الحياه.
فعلي الاسره و  المدرسه استخدام الطرق العلميه لتعديل سلوك الاطفال بدلا من الضرب والتوبيخ والصراخ استخدام الآتي:
التحفيز الايجابى 
والتحفيز السلبى 
 فإن حصل الطفل على إهتمام وتدعيم كافى علي السلوك الصحيح  المرغوب فيه عن طريق المكافات المعنويه مثل الثناء والمدح وايضا المكافات الماديه مثل الهدايا فهذا يؤدى الى تعزيز  هذا السلوك الى الايجابيه. 
وهذا ما يطلق عليه التحفيز الايجابى.

وعلى النقيض اذا تصرف الطفل بطريقه غير مرغوب فيها فيجب على الاباء تجاهل السلوك السيء وعدم تدعيمه ومحاوله تغير هذه السلوكيات السلبيه  وسحب اى مكافات او هدايا او مقتنيات من الطفل لفتره مؤقته حسب المرحله العمريه للطفل حتى يتحسن سلوكه. مع مراعاه عدم التوبيخ او الضرب وهذا ما يطلق عليه التحفيز السلبى.
 وفي النهايه تذكروا أهمية التعبير عن حبنا لأطفالنا وامدادهم بالتشجيع والحماس والحوار المفتوح قبل التفكير في عقابهم وحين نقرر العقاب يجب ان تتناسب وسائل العقاب مع المرحله العمريه للطفل وأن يكون النقض للسلوك وليس للطفل.