صدى العرب : مؤتمر مستقبل الطيران الواقع والمأمول (طباعة)
مؤتمر مستقبل الطيران الواقع والمأمول
آخر تحديث: الأربعاء 18/05/2022 02:16 م
السفير: خليل الذوادي السفير: خليل الذوادي
باستضافة كريمة من المملكة العربية السعودية الشقيقة عُقد مؤتمر مستقبل الطيران على مستوى عربي ودولي Future of Aviation Forum شارك فيه خبراء ومسؤولون عن الطيران المدني وشركات تصنيع الطيران ومنظمات دولية وإقليمية وعربية وطيارون وشركات خاصة وعامة، ومدراء المطارات بالإضافة إلى محاضرين متخصصين في الطيران وكل من يساهم في تطوير الطيران المدني والمطارات وخدمات المسافرين. 

كانت الندوات التي تعقد خلال الفترة من 9-10 مايو 2022م بمدينة الرياض بقاعة الملك عبدالعزيز للمؤتمرات مفيدة في إلقاء الضوء على الطيران وأهميته لخدمة المسافرين وحركة النقل والشحن الجوي، ونقلت تجارب الدول في هذا الميدان الحيوي والذي يتم التعامل معه بشكل يومي مع العدد الكبير من المستفيدين في التنقل وتبادل السلع والخدمات، والدور الرائد الذي تضطلع به الحكومات والشركات الخاصة هذا المؤتمر لنجاحه مؤشرات مهمة في مستقبل الطيران. 

لقد واجه هذا المرفق الحيوي تحديات جسام خلال العامين الماضيين بسبب جائحة كورونا وتأثيرات ذلك كانت بالغة مما حدى بالمسؤولين عن النقل الجوي عموماً إيجاد البدائل ومواجهة التحديات، صحيح أن الخدمات تأثرت والإجراءات التي اتبعت اقتضت تخصيص مبالغ طائلة، بالإضافة إلى استعدادات عملية بالغة الدقة والحرص والاهتمام، إضافة إلى جهود للمحافظة على حقوق وضمان عيش العاملين في هذه المرافق المهمة في مجال الطيران. كما أن أية قلاقل وحروب وعدم استقرار عالمي فإن حركة النقل والطيران تواجه تحديًا مباشرًا ويستتبع ذلك أن يقوم المختصون بمواجهة هذه التحديات بقرارات وإجراءات لابد منها لاستقرار حركة النقل الجوي. 

تحديات كثيرة تطرق إليها المختصون واستعرضوا الإجراءات التي أُتخذت لمواجهة هذه الظروف الاستثنائية علاوة على أهمية تطوير الطائرات والمطارات وكل ما له علاقة بالنقل الجوي، والتوسع أيضًا في المطارات لاستيعاب حركة نقل المسافرين التي تزداد عاماً بعد عام. 

لقد شهدنا كيف كان المسافرون يعانون الأمرين في العودة إلى ديارهم عندما ألمت بالعالم جائحة كورونا، وأصبح العالقون يقدرون بالآلاف، وكيف كانت جهود الدول والحكومات في القيام بمسؤولياتهم لحماية المسافرين والعالقين وبذلت جهود لتأمينهم صحياً ونفسياً وعودتهم سالمين إلى أوطانهم. 

أحسنت صنعًا بعض الحكومات والشركات في أن واجهت التحدي بفتح الأجواء مع أخذ الاحترازات الواجبة لضمان سلامة المسافرين والمتعاملين معهم. 

ستظل التحديات ماثلة في حياتنا، وسنظل نواجه التحدي بخلق فرص سانحة لخدمة المسافرين من كل الجنسيات، وكما يقال رب ضارة نافعة فإن هذه الجائحة جعلت المسؤولين في خدمات المسافرين التفكير في الوسائل والسبل الكفيلة بالتيسير على الناس ومستخدمي المطارات والطائرات. 

لقد ناقش مؤتمر الرياض «مستقبل الطيران» بشكل علمي وفني وطرح إمكانيات التطوير في المطارات ووسائل النقل الجوي وما يستتبعه من التطوير في البنية الأساسية وتوفير الخدمات التي تسهل على الناس حركة التنقل وضمان سلامتهم وسلامة أمتعتهم مع توفير الضمانات المعيشية والإجتماعية للعاملين في حركة النقل الجوي وما يستتبعه ذلك من خدمات أخرى كفيلة بالتسهيل على مستخدمي مطارات العالم. 

إن هذا المؤتمر «مستقبل الطيران» له أهمية بالغة. ولقد سعدنا باختيار منظمي المؤتمر لمحاضرين على درجة من الكفاءة والقدرة من المملكة العربية السعودية كصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان آل سعود وزير الطاقة، ومعالي السيد صالح بن ناصر الجاسر وزير النقل واللوجستيات ورئيس مجلس إدارة هيئة الطيران المدني ومدراء مطارات المملكة العربية السعودية ونقل خبراتهم للمنتدين بالإضافة إلى خبراء من جميع أنحاء العالم مما أضفى على المؤتمر العلمية والبحث الجاد عن وسائل وسبل تطوير خدمات المطار. 

وخيراً فعلت جامعة الدول العربية وأمينها العام معالي السيد أحمد أبوالغيط ومنظمة الطيران المدني العربية التابعة لجامعة الدول العربية بتخصيص جائزة الطيران المدني للعام 2022م وفازت بها المملكة العربية السعودية الشقيقة وتسلم الجائزة معالي السيد صالح بن ناصر الجاسر وزير النقل واللوجستيات ورئيس مجلس إدارة هيئة الطيران المدني بالمملكة العربية السعودية. 

كما قام منظمو المؤتمر بتكريم المطارات بالمملكة العربية السعودية التي أسهمت في تسهيل حركة النقل وتقديم الخدمات للمسافرين في العديد من المدن السعودية مما ترك انطباعًا جيدًا لدى من خدموا في هذه المطارات الحيوية. 

إن اهتمام المملكة العربية السعودية بهذا المؤتمر جعل المنظمين لهذا الملتقى في نسخته الأولى يدفعهم إلى أن يعلن المنظمون بالمملكة العربية السعودية وعلى لسان وزير النقل واللوجستيات ورئيس مجلس إدارة هيئة الطيران المدني معالي السيد صالح بن ناصر الجاسر عن عقد مثل هذا المؤتمر كل سنتين بالمملكة العربية السعودية. 

وقد لقي هذا الطرح تجاوباً من جميع المشاركين في المؤتمر لأهمية متابعة التطورات الجارية في مجال الطيران المدني. 

إننا كعرب نفخر بأن تعقد على أراضينا مؤتمرات ذات ثقل عالمي يساهم فيه أبناؤنا بكل كفاءة واقتدار، ولا نملك إلا أن نحيي هذه الجهود ونبارك لكل الخطوات التي تتخذ من أجل نهضة وتقدم دولنا وتطوير المرافق الحيوية ومنها طبعاً المطارات وحركة النقل الجوي والبري والبحري. 

وعلى الخير والمحبة نلتقي.