صدى العرب : لماذا الاهتمام بتجربة اليابان..؟ (طباعة)
لماذا الاهتمام بتجربة اليابان..؟
آخر تحديث: الأحد 06/11/2016 03:34 م
نوال الدوسري نوال الدوسري

نبضات وطن


قد تأتي الأسئلة في كثير من الأحيان بصورة رسمية، أوغير رسمية من الشارع العام، هل تطور التعليم لدى العالم العربي وهل هو في تقدم أم تراجع؟ هل أتسم بالثبات والجمود.. والكثير من الأسئلة .

نعم نحن نعاني من أزمة في التعليم وفي غاية الخطورة وهي ليست خطرة، إنما مستدامة ومزمنة أيضا ويصعب حلها، بسبب تفشي أسباب الأزمة وتوغلها في كل المؤسسات العلمية الموجودة في العالم العربي، بل أشارت التقارير بأن  الوطن العربي هو أكبر بؤرة للأمية في العالم والثقافة، وأن الجامعات العربية والإسلامية، لم يكن لم أي مكان في الجامعات الـ100 الأعلى نجاحا في العالم، في حين العدو الصهيوني قد تم إدراجه على هذه القائمة في المركز الـ 70 من 100 جامعة، ومن هذه النسبة يتضح لنا اهتمام العدو الصهيوني بالتعليم كبيئة أساسية وكعامود أساسي من عواميد الدولة الناجحة .

 

من المشكلات التي تحدثت منظمة اليونسكو مشكلة التعليم هو طغيان الطابع النظري والمناهج النظرية في المنظومات التعليمية، وعدم القدرة الطلاب الاستفادة من المحتوى التعليمي المقدم لهم.

 

ويتم تخريجهم، وهم ليسوا على دراية بما يجب أن يفعلوه بعد التخرج كما أيضا تكدس في المناهج العلمية والاعتماد على التلقين المستمر، وإهمال الجانب التطبيقي العملي لتلك المناهج .

 

وأيضا عدم الاهتمام بدور الكتب والمعامل العلمية والمكتبات، وقد يكون أحيانا استخدام العنف بالترهيب ضد الطلاب، مما أدى الى ضعف انتمائهم وحبهم لاستكمال العملية التعليمية، وقد يكون عدم وجود الأفراد المناسبين في وضع منهجية المنظومة التعليمية، أو رؤوساء الإدارات التعليمية غير المتخصين أصلا في هذا المجال .

 

وبما أن التربية أصبحت في قمة اهتمامات أي مجتمع يبحث عن الرقي والتطور، حيث تعد عملية الإعداد الأفراد للحياة العملية من المهمام الأساسية لنظام التعليم .

 

لذا انتشرت دراسات المقارنة بين الدول في المجالات التعليمية بشكل لافت للانتباه في السنوات الأخيرة، وهذا هو الجواب لسؤال المقال لماذا نهتم بتجربة اليابانية..؟

 

أو النموذج الياباني في مجال التربية والتعليم الذي يكتسب نوعًا خاصًا من التقدير كما هو الحال في مجال التنمية والتكنولوجيا والاقتصاد.

 

تفردت الريادة اليابانية في هذا المجال فكل من ينطق كلم اليابان يحمل سحرا، أو انبهارا، معاني يحمل في فحواها العلم التربية، التحدي، الجد المثابرة، الإعجاز الالكتروني، القيم، العادات والتقاليد الأصيلة، الجمع بين الحاضر والقديم، التراث الحاري والخلقي، بل تهافت على التجربة اليابانية واستفادت كل من أندونيسيا، وماليزيا، وكوريا الجنوبية، لذا نرى أمريكا وأوروبا وروسيا يعكف أهل العلم والتقدم التكنلوجيا على دراسة الإنجاز الاستثنائي لليابان الذي ينافسهم في أسلحتهم ومخترعاتهم.

 

ومن الدول العربية التي بدأت تطبيق التجربة اليابانية فعليا في 10 مدراس ثم التوسع لتصل إلى 20 مدرسة بالإضافة إلى تفعيلها إلى100 مدرسة نهاية العام أنها (جمهورية مصر الشقيقة) بدأت بالإصلاح التعليمي وإدخال نظم التربية والتعليم اليابانية، لما تتسم من أخلاقيات وانضباط، حيث إن التعليم الياباني يهدف إلى تربية أكبر عدد من الموارد البشرية وإكتساب إرادة قوية تعمل على المصلحة والسيطرة على الرغبات الإنانية والذاتية، واحترام الآخرين .

 

التجربة اليابانية طبقت بتلك المدارس في التركيز على النظافة والتغذية، اهتمام الطالب بنظافة المكان والمدرسة والفصل، تدريب الطلاب بالمصانع اليابانية، الاهتمام بالأنشطة الدراسية والتكونولوجية، فصول مزودة بالأجهزة الكمبيوتر وشبكة الإنترنت وسبورات تفاعلية .

 

واختصارا لتقدم اليابان، في اليابان تدرس مادة في أول ابتدائي إلى السادس مادة (الطريق إلى الأخلاق ) تعلم الأخلاق والسلوكيات والتعامل مع الناس، حيث لا يوجد رسوب من أول ابتدائي إلى الثالث إعدادي لأن الهدف غايته هو التربية وغرس المفاهيم، وبناء الشخصية وليست فقد التعليم والتلقين، اليابانيون من أغنى شعوب ولكن لا يعتمدون على الخدم، إنما الأب والأم والأبناء مسئولون عن البيت، لذا لا عجب حينما نرى اليابانيون ينظفون مدارسهم كل يوم لمدة ربع ساعة مع المدرسين، مما أدى إلى ظهور جيل ياباني متواضع وحريص على النظافة، مع استخدامهم اليومي لفرش أسنانهم فيتعلمون لصحة والوقاية من الأمراض، يمنع استخدام الجوال في القطارات والمطاعم والأماكن المغلقة، لوضيعة الجهاز الصامت لديهم استبدلت بكلمة (أخلاق ) بدلا من الصامت، شعب لا يأكل إلا بقدر حاجتة، ويحرص على الوقت والثواني،  لذا نرى معدل تأخر القطارات في اليابان خلال العام هو 7 ثوان فقط، روح الجماعة والعمل الجماعي المركزي واللامركزية في التعليم، أي يقومون المعلمون بصفتهم هم من هيئة صناع القرار، وعلى رأسهم المدير، يجتمعون للتخطيط  لجدول النشاط المدرسي، لتحقيق الأغراض التربية، ويقومون بحلقات بحث في إدراة مدارسهم، لذا يشعر المعلم الياباني بأهميتهم في صنع القرار، لأنهم ليسوا مجرد موظفين تابعين لوزارة التعليم، وأيضا ركزوا على الجد والاجتهاد أهم من موهبة الذكاء، أي على كل شخص يستطيع استيعاب ودرس أي شئ وأي مجال ببذل الجهد والمثابرة .

 

لذا يتعلم الجيل أن السبيل للوصول إلى وظيفة مرقومة هو الاجتهاد وبذل الجهد والمثابرة والشغف والحماس المتقدم بينهم وبين معلميهم  وأولياء الأمور .

 

في مملكتنا وفي مدارسنا وزارة التربية وفرت المدارس على أحدث المواصفات من الناحية التكنولوجية، والأنظمة الإدراية الإلكترونية في المكتبات، وفي نوعية المباني العمودية المجهزة بكل الأجهزة والمواصفات العالمية أكثر بكثير من دول العالم العربي، بل تفوقت على شقيقاتها  في دول مجلس التعاون من حيث جودة التعليم، ما الذي ينقص.

  [email protected]