صدى العرب : "سبوبة" التبرعات على "فيس بوك".. الدجاجة التي تبيض ذهبًا.. ونشطاء: يجب وضع ضوابط لتنظيمها (طباعة)
"سبوبة" التبرعات على "فيس بوك".. الدجاجة التي تبيض ذهبًا.. ونشطاء: يجب وضع ضوابط لتنظيمها
آخر تحديث: السبت 30/09/2017 02:19 م وسام أمين

" التبرع لصالح فقير أو المساهمة بعلاج مريض أو مساعدة طالب جامعي لإكمال دراسته أو مساعدة فتاة لاتمام زواجها" تغريدة انتشرت سريعا علي صفحات الفيس بوك،لجمع التبرعات النقدية والعينية، فتتسابق العديد من صفحات التواصل الاجتماعي فيما بينها على تدشين حملات إعلانية هادفة لجمع التبرعات، ولا حرج لديها على الإطلاق فى الاستعانة بصور مرضى، أو مشاهير، لإقناع المواطن بإخراج الجنيه من جيبه.

تحولت مواقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" إلى وسيلة سريعة لبعض ضعاف النفوس ممن امتهنوا النصب والاحتيال عن طريق جمع التبرعات النقدية والتخفي خلف أسماء وهمية على هذه المواقع، للهروب من الملاحقة القانونية،مخالفين القوانين الخاصة بجميع التتبرعات النقدية والعينية،والتي حددت قنوات رسمية لاستقبال هذه التبرعات، وطرق إيصالها إلى أصحابها عبر حسابات وجهات معروفة، وليس لمن هم يتخفون خلف أسماء وهمية على هذه المواقع، أو ممن يظهرون بأسمائهم الحقيقية لكنهم يفتقدون الوسيلة الصحيحة والواضحة التي سيجمعون من خلالها أموال المتبرعين، وضمان إيصالها لأصحابها أياً كانوا بطرق سليمة.

ويقف خلف حملات التبرعات نشطاء يستغلون عاطفة البسطاء من أفراد المجتمع وطيبتهم وحبهم للخير، لشحنهم وتحريك عواطفهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لجمع أكبر قدر من الأموال، من خلال أرقام وعناوين مشبوهة، وحسابات بنكية بأسماء أشخاص ولا تحمل مسميات مؤسسات أو جهات خيرية، مع استدراك أن بعض النوايا قد تكون سليمة، ولكن طرق الجمع والإيصال "ارتجالية" وغير واضحة،مما يعرض أصحابها للمسائلة ويضيع أموال المتبرعين ويخلق حالة من الفوضى تنشأ معها الحملات العشوائية!.

ويبدو أن تضييق الجهات الرسمية على هؤلاء بطرقهم التقليدية لجمع التبرعات عبر الصناديق المنتشرة في كل مكان سابقاً ،التي ثبت اختراقها من جهات مشبوهة استغلتها لدعم الإرهاب في وقت سابق،لم يرق للبعض،إذ بحثوا سريعاً عن وسائل بديلة فوجدوا سهولة في الوصول لأفراد المجتمع عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، ووسيلة لإعادة "فوضى" جمع التبرعات مجددًا وقيام أي شخص بها أيا كان هدفه ونواياه بعيداً عن الرقابة، بل ذهب البعض من هؤلاء إلى محاولة تشكيك المواطنين ومحبي الخير في الجهات الرسمية المكلفة بتلقي تبرعات المحسنين عبر حساباتها ووسائلها الآمنة والمضمونة، لتقويض هذا التنظيم الدقيق والرقابة الصارمة التي تقطع الطريق عليهم للظهور بمظهر الوصيّ الأمين على أموال الغير.

يقول أحمد السيد،محاسب، إن مواقع التواصل الاجتماعي تحولت أخيراً، إلى وسيلة سريعة لبعض ضعاف النفوس ممن امتهنوا النصب والاحتيال عن طريق جمع التبرعات النقدية والتخفي خلف أسماء وهمية على هذه المواقع، للهروب من الملاحقة القانونية، مطالباً المتبرعين وفاعلي الخير بعدم الوقوع ضحايا لهذه العصابات والتبرع بأموالهم وإخراج مساعداتهم عبر الوسائل الصحيحة والواضحة لضمان إيصالها لأصحابها أياً كانوا بطرق سليمة.

وتؤكد ياسمين عبد الهادي،معلمة، أن بعض الأشخاص يستغلون عواطف الناس بكل احترافية ويتفننون في أساليب استدرار الشفقة بأفعال قد لا تخطر على بال مؤلفي المسلسلات الدرامية، فيقومون بنشر صور لعائلات محتاجة، وعرض تقارير علاجية لأشخاص يعانون من مرض، وبالنهاية الأموال التي تدر لهم من أجل المساعدة لا تذهب لأصحابها وإن ذهبت فتكون غير كاملة.

ويروي وائل عبد الحميد، تحدى القصص الواقعية التي عاشها ويقول: في أحد الأيام وأنا أتصفح موقع "فيس بوك " لفت انتباهي بوست ينشره أحد الأشخاص يتحدث عن التبرع لطالبة جامعية بمبلغ ألف جنيه للحصول على شهادتها الجامعية حتى تتمكن من العمل أردت أن اساعدها عن طريق أحد فاعلي الخير.

ويتابع تواصلت مع صاحب المنشور لكي يزودني بالمعلومات الخاصة للطالبة أخبرني أن هذه خصوصيات ومن يريد التبرع لها يكون عن طريقه، فأبلغته أن المتبرع يريد تسليم المبلغ للطالبة بديها، فرفض رفضاً تاماً وأصر على تلقي المبلغ بنفسه ولكني رفضت وتأكدت أنها وسيلة للنصب والاحتيال.

وطالب نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي المتبرعين وفاعلي الخير بعدم الوقوع ضحايا لهذه العصابات والتبرع بأموالهم وإخراج مساعداتهم عبر الوسائل الصحيحة والواضحة لضمان إيصالها لأصحابها أياً كانوا بطرق سليمة.

وناشدوا الجهات المعنية بوضع عددًا من الضوابط والإجراءات لتنظيم عملية جمع التبرعات بشتى صورها علي مواقع التواصل الاجتماعي لتكون واضحة للمواطنين حتى لا يقعوا ضحية لمن يسعى لاستغلال عمل الخير لأهدافه المشبوهة.