صدى العرب : السيسي يُرسي أسس المواطنة العادلة القويمة في دولة الجميع (طباعة)
السيسي يُرسي أسس المواطنة العادلة القويمة في دولة الجميع
آخر تحديث: الخميس 03/03/2022 01:11 م
هاني سالم هاني سالم
لقد من الخالق سبحانه وتعالى علينا برجل دوله من الطراز الفريد، هبة من الله لمصر وشعبها الطيب العظيم، منذ تحمله المسئولية يحنو علي المستضعفين، ويأخذ على عاتقه جبر خواطر المصريين، وتوفير كل الإمكانات الكفيلة بتحسين جودة الحياه لهم، وتكريس قيم التسامح وقبول الآخر، الأمر الذي يعمل على تقوية أواصر المجتمع ويزيده قوةً وتماسك وصلابة، دون إستبعاد أي فئه أو طائفه أو مجموعه.

أصبحت المواطنة وحرية العبادة عنوان الجمهورية الجديدة التى أرسى مبادئها ورسخ أعمدتها الرئيس عبدالفتاح السيسي الذى أكد أنه رئيس لكل المصريين.
فبعد عام أسود في تاريخ مصر عاشته تحت حكم الفاشية الدينية أرادت تمزيق نسيج المجتمع المصرى، نجحت القيادة السياسية الرصينه والرشيدة والحكيمة و (المستنيرة) في تكريس قيم المواطنة سياسياً وإجتماعياً وتشريعياً، بإعتبارها أحد أهم عوامل إستقرار مصر، ومن مقومات الأمن القومي، وهو ما أثمر عن حالة الإنسجام والسلام الإجتماعي والتضامن والتفاهم بين قطبي الشعب المصري مسلمين ومسيحيين، وهو ما يجسد نموذج فريد ومتكامل للوحده الوطنية ويرسخ دولة المواطنة التى تدخل مصر عهد الجمهورية الجديدة في ظلها.

المواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات بين جميع الفئات دون نظر إلي دين أو جنس أو عرق، كلها مفاهيم حاول مجتمعنا المصرى الوصول إليها وتطبيق معانيها الحقيقيه علي أرض الواقع، علي مدار عقود من الزمن، علي أمل أن تقر الإدارة السياسية والسلطات التنفيذية بسيادة القانون، وتنظيم العلاقات بين كافة المواطنين دون تحيز أو تمييز، إلي أن جاء اليوم الذي أصبح المصريون فيه علي بداية الطريق الصحيح نحو تحقيق حُلم المواطنة في عهد قائم على هدم كل سلبيات العنصرية وبناء العدالة الإجتماعية علي أنقاضة، وهو ما ينفذه الزعيم عبدالفتاح السيسي الذى أكد مراراً وتكراراً أن مصر لا يمكن أن تتقدم إلا بعنصري الأمة وينشر ثقافة تقبل ومشاركة الآخر والتى لم نراها في غيرة من الرؤساء ولم نشعر بها علي مدار العصور السابقه.

الحقيقة لا نكاد نصدق أن الله تعالى قد من علينا برئيس شجاع وجسور، لا يخشى في قول الحق لومة لائم، ولا يهاب صياح الحناجر التى ترفض الحق والتنوير، وكذلك حفظ حقوق المواطنة، واحترام القيم الأخلاقية الرفيعه في المجتمع، فيقوم في لحظة بفتح ملفات «المسكوت عنه» طيلة عقود من الزمن، لم يجرؤ رئيس قبله علي فتحها أو حتي فتح فمه للحديث عنها أو التلميح لها والتطرق إليها، لا سيما قضايا تهذيب وشحذ الوعي لكى تصير العقلية المصريه عقليه مفكره وفي نفس الوقت ناقده، لا عقلية تابعه ناقلة ومشحونه بالعنصرية والطائفية البغيضة العمياء التى تقوض أركان المجتمع المصرى، بل وتهدم كل ما يتم بناءة وتنميته وإنجازة.

لم أبالغ عندما أقول بأن فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ أول يوم له في حكم مصر، نجح هذا الزعيم الفذ في إرساء أعمدة التنوير، ولا أحد يستطيع منا أن ينسى أنه بعد أيام قليلة من تنصيبه رئيساً للجمهورية دخل الرئيس السيسي الكاتدرائية لكى يهنئ أشقائنا الأقباط (أقباط مصر المسيحيين) بعيدهم 6 يناير عام 2015 ومن يومها صارت سُنه محموده ألزم نفسه بها طوال السنوات التاليه، وأصبحت نهجاً طيباً يسير على جميع من يتوالي علي مصر من حكام في مقبل العصور.

كانت زيارة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي ليست مجرد تهنئة فحسب! بل كانت «رسالة» واضحه وحاسمة ونهائية تُعلن منذ اليوم الأول في عهد السيسي أن مصر المحروسة (دولة مدنية) تقف على مسافة واحدة ومتساوية من العقائد، شأنها شأن الدول المتحضرة التى أكملت نهضتها لأنها بإختصار أكملت مشوار تنويرها.

والأمس الرئيس عبدالفتاح السيسي في خطوة الحقيقة ليست بجديدة عليه، وخلال كلمته في إفتتاح مشروعات قومية جديدة، عن المشروعات السكنية الجديدة، وأثناء حديثه لوزير الإسكان دكتور عاصم الجزار أعطاه توجيهات أو وجه له طلباً، بأن أي مشروع يتم تشييده وبناءة في مصر يحتوى على مسجد، لابد أن يتم بناء وتشييد كنيسة بجوار المسجد #قولاً_واحداً ليؤكد فخامته أن الوطن للجميع وبالبلدى كده ««بتاعنا كلنا»» جميعنا شركاء فيه، لا فرق بين مسلم ومسيحي أو مسلم وقبطي، وأن أشقائنا الأقباط في قلبه وعقله شأنهم شأن إخوانهم المسلمين، ولن تتقدم مصر إلا بنا سوياً كجناحي هذا الوطن وهذا الشعب العريق، وينزع السيد الرئيس ملامح العنصرية والطائفية وأي شكل من أشكال التمييز، وعدم الإنتماء للهوية المصرية، ويؤكد على أن "مصر مدنيه" ويضخ قيم الأخلاق والمحبة واحترام الآخر، والإعتزاز بهويتنا العريقه.

أقولها مدوية ولوجه الله تعالى، لم تصل أحلامي قطّ بمعاصرة رئيس يراعى الحق سبحانه وتعالى في كل أفعاله وأعماله ويتقي الله حق تُقاته، شجاع، جسور، رسخ مبادئ الإنسانية، قرر بحسم وجرأة فتح ملفات وقضايا لم يجرؤ رئيس قبله علي فتحها، ويكفي أنه قرر تصويب خطاب الطائفية والكراهية والإقصاء، ذلك الذى ظل ينخر في أحشاء مصر وللأسف الشديد يتغذى من دمائنا ولحمنا وعظامنا منذ سبعينيات القرن الماضي، حتي أصبح وصار غولاً أعمى يلتهم كل محاولات النهوض والإصلاح والتنوير، وإرساء أسس المواطنة العادلة والمنصفة القويمة.

أستطيع أن أقول أن الرئيس السيسي الآن يفوق بمراحل أقصي أحلام الحالمين وهذه حقيقة واضحه وضوح الرؤية ووضوح الشمس. فالرجل العظيم لا يعيد إعمار مصر التى تسلمها كُهنه، مُهلهله، مُفتته، تائهه، كسفينة منهارة مقوضة الأركان، تئن تحت معاول الإرهاب، وعجز الموازنة، وإنهيار الصحة والتعليم، وضياع هيبة مصر في عيون العالم، ليعدل جميع ما سبق إلي البناء والتنمية والإزدهار والعدل والمساواة للجميع، بل الأخطر والأصعب من ذلك، يعيد إعمار ««الشخصية المصرية»» التي فقدت مع السنوات جمالها وإستنارتها.

وطبعاً بعد كلمات السيد الرئيس أمس وكما هو متوقع منذ أن وجه فخامته صباح الأمس وزير الإسكان دكتور عاصم الجزار بهذا الأمر، خرجت خفافيش الظلام من قماقمهم ومن مخابئهم، وباقي المؤدلجين، والسلفيين، والإخوان المسلمين، ومن يركب على مراكبهم، وكل أعداء الحياه والإنسانية، ووجوه العنصرية والتمييز والطائفية وكارهي المحبه والتسامح يرددون بمصطلحات لا تدل على أنهم من صنف البشر علي الإطلاق.. ولكن سؤالي لهؤلاء المنافقين أليس الأقباط أخواتنا وشركائنا في هذا الوطن؟ ولهم فيه مثلما نحن نبحث عنه؟ أليس الدين الاسلامى الذى إعتدتم الإساءة إليه حثكم علي المحبه والرفق والإخاء أم أنها عدوانية نشأت في قلوبكم السوداء التى لا تعرف غير القُبح؟

الخلاصه/ الوطن يمضي في طريقه نحو التقدم والإزدهار، والسيد الرئيس يُكمل مشوار بناء الشخصية المصرية الجديدة، المواكب والمحاذى لبناء الجمهورية الجديدة التى أرسى مبادئها فخامة الرئيس، وليس علينا إلا الإلتفاف حوله ومساعدته ودعمه في جميع قراراته، بالعمل وإعمال العقل، وتنقية ضمائرنا من الشوائب التي علقت بأرواحنا علي يد أعداء مصر وأعداء الدين.

حفظ الله تعالى مصر ورئيسها العظيم الذى أرسى المواطنة العادلة والمنصفة القويمة، ولا يلتفت إلى صغائر الأمور.
"الدين لله والوطن لمن يُنير دروبَ بالوطن"