إنه من جيل عشق الغناء بعد أجيال توالت كان لهم الإسهام الكبير في تطور الأغنية البحرينية وتربعها تأليفًا وتلحينًا وأداء مع التطرق إلى مجالات وفنون عرف بها الغناء البحريني من رواد سطروا تاريخًا غنائيًا متميزًا كمحمد بن فارس وضاحي بن وليد وعنبر ومحمد زويد وعبد الله بوشيخه، وعبدالله أحمد، ويوسف فوني وعلي خالد وأحمد خالد وعبد الواحد عبدالله ويوسف مشائي، وكل مرحلة لها نجومها في الأداء والتلحين والتأليف الغنائي، ولا يمكن لهذا المقال أن يحيط بكل فنون الغناء البحريني وتنوعه وعزاؤنا في أرشيف إذاعة وتليفزيون البحرين الذي حوى العديد من هذا التنوع الغنائي البحريني وفي مناسبات عدة، كما كان للمرأة الإسهام في غناء المناسبات والتنوع في أغراض الغناء نذكر منهم فاطمة الخضارية وشمة الخضارية وهبه عبدالله وهدى عبدالله ونجمة عبدالله وهند.
ونظرة فاحصة للتنوع الغنائي نجد أن قصائد شعراء البحرين كان لها النصيب في الأداء الغنائي العاطفي والوطني، كما لجأ مطربو البحرين إلى الموروث الشعري العربي فاستقوا منه الإبداع المتميز وطوعوه للغناء، كما استفادوا من شعراء الأغنية البحرينيين ومن بينهم المرحوم الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة طيب الله ثراه، والمرحوم الشاعر الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة طيب الله ثراه، وبالذات شعره الوطني وفي مناسبات عزيزة على البحرين، إلى المبدع الشاعر حسن سلمان كمال، وعلي الشرقاوي والمرحوم مطر عبدالله العميري وإبراهيم عبدالكريم الأنصاري، وراشد عبدالله النجم، والمرحوم راشد المعاودة، والمرحوم يحيى درويش الذوادي، وأحمد درويش الذوادي، وفتحية عجلان وإبراهيم عبدالعال، ويونس سلمان عوض، إضافة إلى الملحنين المرحوم عيسى جاسم وبتعاونه مع المرحوم أحمد الفردان، والملحن المطرب المبدع إبراهيم حبيب، والملحن المطرب المبدع أحمد يوسف الجميري، والمرحوم محمد حسن، والمرحوم محمد علي عبدالله، والمرحوم محمد المحرقي، والموسيقي أحمد جمال، والموسيقي خليفة زيمان، والمطرب الملحن المبدع خالد الشيخ، والمطرب الملحن المبدع إبراهيم راشد الدوسري، والملحن الموسيقار الدكتور مبارك عبدالله النجم، والموسسيقار وحيد الخان أجيال توالت من مؤلفي الكلمات إلى ملحنين إلى أجيال من المطربين تميزت البحرين بالعدد الكبير ممن أخلصوا لفن الغناء في مختلف تنوعاته وكل مرحلة من التاريخ برز لدينا مطربون يُشار إليهم بالبنان كالمبدع علي بحر ومحمد يوسف الجميري وسلمان زيمان وجعفر حبيب، وعبدالله بوقيس، ويعقوب بومطيع، ومحمد عبدالرحيم، ونزار عبدالله، وجمال السيب، والملحن طارق الجودر، والملحن محمد أسيري أجيال تسلم الراية إلى من يأتي بعدهم في إبداع لفن الغناء والتأليف الموسيقي، نحتاج فعلاً إلى كتاب معنيين بفن الغناء، فمملكة البحرين بحاجة إلى موسوعة بل موسوعات في فن الغناء بحيث تكون متاحة لأجيالنا المبدعة والتعرف على النماذج المشرفة للغناء والأداء البحريني المتميز.
خيرًا فعل الفنان أرحمه محمد الذوادي الخالدي بإقامة حفل تكريم يوم السبت 25 ديسمبر 2021م بفندق «جولدن تولب» بالمنامة لمن لحن له وأهدى إليه كلماته وشاركه في مشوار حياته بحضور الفنان المبدع المتألق المطرب والملحن عبدالرب إدريس وزملاء بومحمد من مطربين وملحنين وكتاب كلمات ولم ينس الراحلين منهم ومن بقي على قيد الحياة ولازال يعطي من وقته وإبداعه الكثير.
أرحمه محمد الذوادي الخالدي لا ينسى رفقاء الدرب، وهو يفخر بأنه هو أول مطرب بحريني يغني للرياضة ولمنتخب البحرين الوطني لكرة القدم، كما قدم أغاني وطنية وأناشيد للقيادة الحكيمة الرشيدة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدي حفظه الله ورعاه «نشيد القائد» و«في يمينك ياحمد»، ولقوة دفاع البحرين والحرس الوطني.
ومن بين أغانيه «منهو مثلنا» و«أحلى وطن» و«يا بلاد المخلصين»، و«أنا اللي أصلي بحريني»، و«من فتحت عيني»، ونشيد «الأوفياء»، وكل عام يتحفنا بأغانٍ وطنية ولعل اتجاهه الجديد بعد الأغاني العاطفية هي الأغاني الوطنية والابتهالات الدينية، وقد شارك في الكثير من المهرجانات العربية ونال الجوائز الأولى عن الأغنية الوطنية والابتهالات الدينية من جمهورية مصر العربية. وأرحمه الذوادي تربطه علاقات وثيقة مع مبدعي الغناء والتلحين والتوزيع الموسيقى مع مبدعي جمهورية مصر العربية في مختلف فنون الغناء العاطفي والوطني والابتهال الديني، كما لأرحمه الذوادي إسهام في الأغنية الوطنية عن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان ودولة الكويت وله صلات وثيقة مع المبدعين في مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
إن الحفل الذي نظمه الفنان أرحمه محمد الذوادي الخالدي هو عنوان وفاء ومحبة لزملائه المبدعين في مجال الأغنية، وكل من حضر هذا الحفل قدر للفنان أرحمه الذوادي الخالدي مبادرته الرائعة التي تدل على وفاء وإخلاص لفن الغناء بأنواعه المتعددة ولكل المبدعين الذين أسهموا في تطوير الأغنية البحرينية والخليجية ورمز للتعاون بين هؤلاء ومبدعي الغناء في جمهورية مصر العربية وبعض الدول العربية الشقيقة.
إننا نتطلع الى مشاهدة هذا الحفل غير المسبوق من خلال أجهزتنا الإعلامية من إذاعة وتلفزيون وعبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي. فهنيئًا للفنان المبدع أرحمه محمد الذوادي الخالدي هذا التميز الفني ونجاح حفل التكريم للمبدعين.
وعلى الخير والمحبة نلتقي.