صدى العرب : سفير دولة اليمن فى مصر: اليمنيون فى مصر وجدوا الأمان التام والدعم الصادق طوال الأزمة الحالية (طباعة)
سفير دولة اليمن فى مصر: اليمنيون فى مصر وجدوا الأمان التام والدعم الصادق طوال الأزمة الحالية
آخر تحديث: الأحد 14/11/2021 07:24 م حوار: نسرين قاسم
2 مليون يمنى بأسرهم وأطفالهم فى مصر إما هربًا من ويلات الحرب أو للعلاج أو التعليم واستقبلتهم مصر واحتضنتهم وتعايشوا فيها بأمان وسلام


‎ترتبط مصر بعلاقات وطيدة مع اليمن الشقيق على مدى العقود التاريخية المختلفه، وفى الآونة الاخيرة شهدت العلاقات المصرية اليمنية تطورا نوعيا خاصة فى مع تطور الأحداث والمجريات فى اليمن الشقيق وكما شاركت مصر اليمن فى الستينيات من القرن الماضى بكل ما تملك وذلك أثناء حكم الرئيس الراحل "جمال عبدالناصر" ها هى الآن تأخذ بيد الاشقاء اليمنيين فى محنتهم الحالية فكانت مصر من أولى الدول الداعمة لوقف نزيف الدم للفصائل المختلفة فى اليمن والسعى وراء عمل مصالحة وطنية يمنية ولم شمل الأطراف المختلفة للجلوس على مائدة واحدة وتغليب المصلحة اليمنية فوق كل المصالح الشخصية، وقد عبر الرئيس "عبدالفتاح السيسى عن ذلك كثيرا فى كل المحافل الدولية والعالمية وآخرها فى مؤتمر جنيف.

حيث قال"يجب الوقف الفورى للحرب اليمنية فمصر دائما ملاذ ومستقر امن لكل الشعوب العربية،حيث تستوعب مصر الان أكثر من "2 مليون" من الأشقاء اليمنيين فى مصر منهم من جاء هربا من ويلات الحرب بنسائه وأطفاله أو جاء للعلاج أو التعليم أو حتى هربا من فصيل معين معادى له، استقبلت مصر الجميع واحتضنتهم وتعايشوا بأمان وسلام كبلدهم الثانية دون الأحساس بالاغتراب، كما جاء بعض رؤس الأموال للاستثمار والتجارة بعد أن سهلت لهم الحكومة المصرية البيئة الخصبة الصالحة للاستثمار والتجارة وأزالت العقبات لتحقيق الربح المنشود والمكاسب المامولة، كما فتحت مصر باب الاستثمار مع الأشقاء اليمنيين حتى تجاوز حجم الاستثمارات اليمنية فى مصر "12 مليون دولار خلال العقدين الماضيين.

‎ولهذا كان هناك ضرورة لإجراء أول حوار مع السفير "محمد مارم" سفير دولة اليمن فى مصر وعضو المنظمة العربية للقانون الدستورى وذلك  للتعرف من خلاله على آخر المستجدات على الساحة اليمنية والى أى مدى وصلت المصالحة بين الأطراف اليمنية وما هو الدور المصرى فى محاولة توحيد الفصائل اليمنية ووقف نزيف الدم  اليمنى والسعى  لإتمام المصالحة بين الفصائل اليمنية المختلفة.

‎وفى السطور القادمة نص الحوار:-

‎  بداية نريد أن نرحب بكم فى وطنكم الثانى مصر ونريد أن نطمئن على أحوال أشقائنا اليمنيين فى مصر الذين نزحوا بعد الأزمة فى اليمن؟ 

مصر علاقاتها تاريخية مع اليمن شعبا وحكومة منذ آلاف السنين ومصر دائما تفتح أبوابها للشعب اليمنى وفى الأزمة التى يعيشها الشعب اليمنى والمرحلة الحارجة التى تمر بها اليمن إزاء الانقلاب الحوثى على البلد اكدت مصر شعبا وحكومة متمثلة فى رئيس الجمهورية "عبدالفتاح السيسي" أنها على مواقفها القوية الدائمة مع الاشقاء كعادتها وقفت إلى جوارنا والحفاظ على اليمن وشرعيته وذلك من خلال عدد من الآليات اولها أروقة الأمم المتحدة والمحافل الدولية وقد قال الرئيس عبدالفتاح السيسى فى جنيف يجب الوقف الفورى للحرب فى اليمن مؤكد ضرورة الضغط الدولى لحل الأزمة اليمنية ووقف نزيف الدم فى اليمن، كما تقدم جمهورية مصر العربية العون والمساعدة والدعم  للشعب اليمنى الذى جاء نازحا من اليمن، حيث سهلت مصر إجراءات السماح بالدخول إلى أراضيها، حيث يقيم في  مصر أكثر من" 2 مليون" يمنى جاءوا إلى مصر فى السنوات الأخيرة مابين من جاء طلبا للعلاج أو التعليم أو الهروب من ويلات الحرب فى اليمن فقد حاولت الحكومة المصرية تذليل المعوقات لهم ومراعاة حالاتهم ومستواهم الاقتصادى والأزمة التى يمرون بها ولهذا بدأت فى تخفيض مقدار الرسوم  والاقامات المفروضة عليهم وكذلك زللت من الاجراءات والاشتراطات القانونية والأمنية فى عملية الدخول وأصبح دخول الاطفال والمسنين والمراة بدون تصريح أمنى، كما أنها لم تفرق  بين دخول  مختلف الفصائل اليمنية وتعاملت معهم جميعا بسواسية وحب وإخوة، وفتحت مدارسها وجامعاتها للأبناء الجالية اليمنية فى مصر كما سهلت لهم إجراءات الحصول على الإقامات وأعطتهم الحق فى التعليم والعلاج.

‎ما رأيك فى دور الجامعة العربية تجاه الأزمة فى اليمن؟

‎لقد أكدت الجامعة العربية على مدار الأزمة مواقفها المشرفة تجاه اليمن وهى من أول المنظمات الدولية التى وقفت بجانب اليمن وعبرت فى بياناتها بشكل واضح الحفاظ على اليمن واستقرارها وسلامة اراضيها وهذه التصريحات التى قامت بهاهى تصب فى صالح اليمن دوليا وإقليميا. 

‎وكيف رأيتم الدور المصرى؟ 

هو دور تاريحى منذ القدم منذ رفع العلم الجمهورى فى الشمال منذ 1962 وفى 14 أكتوبر وفى الآونة الأخيرة 2015 وهى معنا دائما وعضو أساسى فى التحالف اليمنى وهى دائما ما تقدم لنا الدعم بكل أشكاله وما تقوم به من أجل وقف الحرب فى اليمن وما قالة الرئيس السيسى فى المؤتمر الدولى فى جنيف الذى حث فيه المجتمع الدولى إلى ضرورة العمل على وقف الحرب فى اليمن كما سهلت فرص الاستثمار والتجارة لرواد الاعمال وخصصت لهم مجلس خاصا بهم حتى تجاوز حجم الاستثمارات اليمنية فى مصر "12 مليون دولار خلال العقدين الماضيين.  

تابعنا معكم زيارة المسئولين عن التعليم اليمنى لمصر للاطمئنان على تعليم ابناء الجالية فى مصر كيف كان ذلك اللقاء؟

مصر تحتضن ابناء اليمن كما تفعل مع الطلاب المصريين وقد كانت زيارة موفقة حيث أكدنا على ضرورة التزام المدارس بالتعليمات الصادرة من بلد الاعتماد مصر واستكمال جميع التراخيص المطلوبة من الجهات المعنية ذات العلاقة فى البلدين، وبما يضمن تقديم خدمة تعليمية متميزة لأبناء الجالية اليمنية فى مصر.

ونحن نثمن دور مصر فى هذا المجال حكومة وشعباً لما تقدمه مصر من تسهيلات لأبناء الجالية فى جميع المجالات والتى توجت بفتح ثلاث مدارس يمنية أهلية تقدم خدماتها لأبناء الجالية المتزايد عددها نتيجة الانقلاب الحوثى على الدولة ومؤسساتها.

‎  منذ بداية الحرب فى اليمن وهناك جهود كثيرة لعمل مصالحة وطنية بين مختلف الفصائل اليمنية، إلى أى مدى وصلت هذه المصالحة؟

‎  بالرغم من أن جميع فصائل الشعب اليمنى قد شاركت فى تشكيل الدستور اليمنى وأيضا قد مثلت فى الحوار الوطنى والذى تم فيه الإتفاق  من قبل الاطراف اليمنية المختلفة إلى حتمية وضرورة وقف الحرب فى اليمن وضرورة التوصل إلى إتفاق بين الفصائل اليمنية المختلفة من أجل التوقف الفورى للحرب فى اليمن وتغليب المصلحة الوطنية اليمنية على أى حسابات أومصالح شخصية وهذا ما أكد علية الرئيس اليمنى "عبدربه منصور هادي" وذلك  للخروج من المنعطف الذى وصل اليه اليمن، وحل الأزمة الإنسانية التى يعيشها الشعب اليمنى، وما يتعرض له الشعب اليمنى من أزمات صحية وأقتصادية الا أن فى اكثر المرات لم تكن هناك نتائج مرضية تماما  وذلك  لأن هناك أطراف لم يكن القرار بيدها جيث تمول من قبل جهات خارجية لشق الصف اليمنى ومحاولة ابقاء اليمن على هذا الوضع.

‎هناك العديد من الجهود الدولية والمنظمات  لحل الأزمة فى اليمن مثل أتفاقية جنيف ووجولات المبعوث الاممى فى المنطقة العربية إلى أى مدى قدمت هذه الجهود حلولا لوقف الحرب فى اليمن؟

‎ هناك دورللعديد من الدول والمنظمات الدولية لحل الأزمة فى اليمن وقد نظمت العديد من المؤتمرات والمشاورات وتمت دعوة جميع أطراف القوى السياسية فى اليمن فى مؤتمر جنيف وشاركت العديد من الفصائل اليمنية من خلال الوفد اليمنى الذى حضر والذى حث جميع الاطراف اليمنية  الى ضرورة الجلوس على مائة واحدة وبناء جسر من الثقة والمصداقية لضرورة الوقف الفورى للحرب فى اليمن كما تم الحث على ضرورة فتح جميع الطرق والمطارات كما تم فيه ضرورة تقديم الدعم الدولى للعملية السياسية فى اليمن.

‎وهذا ما أكدت عليه أيضا زيارة المبعوث الأممى  "هانس غروندبرغ" للعديد من المناطق العربية ولقاءاته مع العديد من المسئولين اليمنيين من مختلف المكونات السياسية والقطاع الخاص وذلك محاولة لاستئناف حوار سياسى وطنى شامل ومستدام بين الأطراف اليمنية المختلفة وتعزيز المشاركة السياسية ودعم وتقديم الخدمات الأساسية للشعب اليمنى.

‎وقد أوضح هانس أن اليمن تمر بأزمة كبيرة مؤكدا ضرورة التعاون الدولى من أجل الوصول إلى مصالحة شاملة.

‎ولكن نعود ونقول أن هناك أطرافا تعبث فى الشأن اليمنى من خلال أيادى يمنية وتحاول أن تعرقل مسيرة الاتفاقات ‎بعد مرور أكثر من عشر سنوات على الثورة فى اليمن، نريد أن نطمئن على حال أقدم الحضارات فى التارخ  وهل تأثرت الحضارة والآثار اليمنية بهدة الحرب.

‎  بداية ستظل اليمن هى تلك الدولة العريقة ذات التاريخ والأصالة فى شعبها وموقعها تمر فى الوقت الحالى بنزيف جراء الإنتهاكات الحوثية التى أساسا قامت على الإنقلاب على الدولة والشرعية مدعومة بالمال والسلاح والخبراء من قبل إحدى الدول  ولكن كان هناك موقف عربى مشرف من قبل العديد من الدول العربية كان على راسها مصر والسعودية والامارات والسودان وعدد من الدول الأخرى إلى جانب موقف مشرف من قبل منظمات جامعة الدول العربية ومنظمات الأمم المتحدة وأصدروا عددا من القرارات التى اساسا توقف عدد من الانتهاكات والتى لا يقبل بها العرف الدولى وضرورة عودة المسار الوطنى.  

‎ لماذا تحولت الثورة فى اليمن للمنعطف الدموى التى وصلت الية رغم ان الشعب اليمنى لا يحمل العنف أو الغلظة التى تحملها صفات بعض الشعوب  أو حتى  الإنقسام الطائفى والمذهبى مثلما هو الحال فى سوريا؟ وكيف وصلت الثورة اليمنية لهذا الدمار والفرقة التى أصبحت اليمن عليها؟

‎الشخصية اليمنية بطبعها تميل إلى الاستقرار والحياة البسيطة الهادئه ولا يحمل فى داخلة أى عنف أو غلظة ولم يتجه إلى هذا من تلقاء نفسه كانت فئة موجودة نحن فى داخل اليمن وهى تمثل منطقة واحدة " الجنوب"  والذى توحد فى عام 90  ولكن هذه الفئة  لم تصل إلى رفع السلاح ولكن فئة لا تمثل 10% من داخل صعدا وهى من أثارت إسقاط التطلعات التى طالب بها الشباب اليمنى  والتى شاركت قياداتها فى تشكيل الدستور الوطني  والحوار الوطنى  ولكن للأسف قاموا بقتل قيادتهم أنفسهم حتى لا تصل اليمن إلى الاستقرار ولكن ما حدث أن هناك دعما وتحريضا من بعض الجهات الخارجية سواء دعم مادى أو دعم لوجستى أو عسكرى لكى تصير اليمن فى هذا الوضع الصعب.

 ما شروط الحكومة للعودة إلى طاولة المفاوضات؟

- الحكومة اليمنية جلست أكثر من مرة على طاولة المفاوضات، لكن للأسف الطرف الثانى لا توجد لديه نية فى استقرار البلاد، رغم وجود عدد من المرجعيات التى تعتبر مرشدا لفتح قناة اتصال، من بينها المبادرة الخليجية التى جاءت بالرئيس هادى بانتخابات شرعية، والحوار الوطنى الذى أجرى مؤخرا، وقرار مجلس الأمن رقم ٢٢١٦ الذى اتخذ فى هذا الشأن.

وهذه المرجعيات هى أساس أى نقاش حول استقرار الوطن، ولا يمكن الحديث عن أى شىء آخر، لأنه يصعب التوافق على هذه المرجعيات بنفس درجة الانسجام، وبالتالى اليمن، ممثلًا فى الرئيس هادى وحكومته، مظلة كل اليمنيين، والحكومة تطالب الطرف الثانى دائما بالجلوس إلى طاولة المفاوضات على هذا الأساس.

 ما الحلول المطروحة لإنهاء أزمة اليمن؟

- مرجعيات أساسية ورئيسية، ومعلومة لكل الاطراف يجب ان تحقق سلام الشعب اليمنى كله وبما أن هناك مرجعيات أساسية منذ بداية الحرب، وحتى الآن، فهى محض اتفاق دولى وعربى، فتبقى هى الأساس، وإذا أراد الحوثيون الجلوس، وفقا لهذه المرجعيات، كان بها، وإذا رفضوا فالميدان هو الفيصل.

 لكن هل تتوقع حسم الصراع قريبًا؟

- فى نهاية المطاف إذا لم يجلس الجميع على مائدة المفاوضات ويستجيبوا لنداء العالم والمنطقة فإن الجميع يتابع الاحداث باهتمام وأتوقع ان الرأى العام العالمى اصبحت لديه الرغية فى حل الازمة وبالنسبة  للقوة العسكرية فالجميع فيها خاسرون ولدى الشرعية قوة كبيرة يمكنها السيطرة على الموقف، لكن لديها رؤية للحفاظ على أرواح اليمنيين بالدرجة الأولى، ونأمل أن يكون هذا العام هو عام إنهاء الصراع وسيطرة قوات الشرعية على جميع أنحاء الدولة.