لم يكن أحد ليتوقع أن تحول الأمطار السباق البلجيكى إلى سباق (اللا تسابق) ، حيث جاءت الكلمة العليا للأمطار التى إستمرت مجريات السباق معها لمدة أربعة ساعات بين الإنتظار والتعليق ... ثم إقرار اللجنة التحكيمية فى النهاية بالرجوع إلى قانون اللفتين خلف سيارة الأمان وإعتماد نقاط السباق بأنصافها ... ولينتهى بفوز أوائل التجارب التأهيلية دون تغيير.
التجارب الحرة والتأهيلات:
بعد إستراحة صيفية دامت لأربعة أسابيع للبطولة وفرقها ، جاءت تجارب بلجيكا الحرة الأولى والثانية ليوم الجمعة بشكل تقليدى ودون أية متغيرات هامة على صعيد التنافسية .. حيث تمكن فالتيرى بوتاس (مرسيدس) من تصدر التجارب الحرة الأولى تبعه ماكس فيرستابن (ريد بوول) ثانياً ، ثم بيير جازلى (ألفا تاورى) ثالثاً ... فيما تصدر فيرستابن التجارب الحرة الثانية متقدماً على بوتاس الذى جاء من خلفه ثانياً ومن بعدهما هاميلتون (مرسيدس) ثالثاً الذى عانى من ضبط سيارته فنياً.
ومع التجارب الحرة الثالثة لصباح السبت والتى غلب عليها الجو الماطر والحلبة المبللة ، أكد فيرستابن جدارته بتصدرها متبوعاً بزميله بفريق (ريد بوول) بالمركز الثانى ، ثم هاميلتون ثالثاً ... فيما جاء من بعدهما المنافس العنيد سائق ماكلارين (لاندو نوريس) رابعاً.
التجارب التأهيلية شهدت تزايد بنسب إنهمار الأمطار، وهو ما خلط أوراق الفرق وخاصة بعد تعرض لاندو نوريس لحادث شديد بقسم التأهيلات الأخيرة مما حطم سيارته بشكل كامل لتنتهى تحت الأمطار بتصدر فيرستابن لمركز الإنطلاق الأول بسباق الأحد ، متبوعاً بالمفاجأة مع سائق وليامس (جروج راسيل) الذى حل بمركز الإنطلاق الثانى ... متبوعاً بهاميلتون بمركز الإنطلاق الثالث ومن خلفهم ريكاردو (ماكلارين) رابعاً الذى حفظ وجه ماء الفريق بعد حادثة زميله (نوريس).
على الجانب الآخر، شهد إصطفاف خط إنطلاق السباق تراجع فالتيرى بوتاس (مرسيدس) لعدد 5 مراكز من (الثامن) بسبب الحادث الكبير الذى تسبب به بجائزة المجر السابقة ، وهو الأمر نفسه الذى تم مع لانس سترول (آستون مارتن) بإرجاعه على خط الإنطلاق بعدد 5 مراكز أيضاً من المركز الخامس عشر بسبب حادثته العنيفة مع شارل لوكلير (فيرارى) بجولة المجر السابقة أيضاَ ، فى الوقت نفسه الذى تم إعادة لاندو نوريس بترتيب إنطلاقة السباق لعدد 5 مراكز بسبب تغيير علبة تروس سيارته إثر حادث التجارب التأهيلية النهائية ليتراجع من المراكز العاشر للإنطلاق إلى المراكز الـ 15... فيما إنطلق كيمى رايكونن من المركز ما قبل الأخير من خط المنصات بسبب تغيير أجزاء ميكانيكية رئيسية بسيارته.
سباق الأحد:
بدأت تراجيديا السباق قبل إنطلاقه - وأثناء توجه السيارات للإصطفاف بمراكز الإنطلاق - مع تصادم سيرجيو بيريز بالحائط الجانبى وتحطم تعليق سيارته الأمامى إثر إنزلاق سيارته على سطح الحلبة المبلل بالأمطار ، وهو ما جعل الفريق يعلن عدم مشاركته بمجريات السباق فى البداية – ولكن مع تعليق بدء السباق بسبب الأمطار المنهمرة لأكثر من ساعتين .. كان مهندسى الفريق قد إستطاعوا إصلاح السيارة ومن ثم إشراكه من جديد بالسباق ولكن منطلقاً من خط منصات الفرق وليس من مركز الإنطلاق السابع الذى كان قد حققه بالتجارب التأهيلية ليوم السبت – وبالتالى إنهى سباقه بصفته أول الخاسرين وبالمركز الأخير.
وعن إنطلاقة السباق ففى البداية تم تأخيرها لما يقرب من نصف ساعة ، لينطلق خلف سيارة الأمان بدورة التحمية ، ولكن تم إقرار اللجنة المنظمة بإشهار العلم الأحمر ووقف السباق بإعادة السيارات جميعاً لخط منصات الفرق بسبب تطاير رذاذ الأمطار بشدة مما قد يزيد من خطورة إستئناف السباق ...
ومع مرور ثلاثة ساعات من توقيت إنطلاق السباق الرسمى .. قرر المنظمون أن يعاد إنطلاق السباق مرة ثانية لعدد لفتين رسميتين تضمنان إحتساب تنظيم السباق ولكن مع الإلتزام بالقوانين فى إحتساب نصف قيمة النقاط لكل سائق (إذا ما لم يكمل السباق 75% من عدد لفاته) خلال الساعة المتبقية ، وما أن إنطلقت السيارات خلف سيارة الأمان على مدار لفتين رسميتين .. إلا وقررت اللجنة التنظيمية والتحكيمية للسباق بوقفه من جديد ، ومن ثم إقرار إعتبار السباق منتهياً بهذه النتيجة ، وهو ما ضمن المركز الأول لماكس فيرستابن (ريد بوول) ، والثانى لجورج راسيل (وليامز) والذى صعد على منصة التتويج لفريقه لأول مرة ، فيما جاء بالمركز الثالث لويس هاميلتون (مرسيدس).