صدى العرب : نبضات وطن.. (طباعة)
نبضات وطن..
آخر تحديث: الجمعة 04/11/2016 12:48 م
نوال الدوسري نوال الدوسري

الحرية الحمراء                                                                                    

الكثير ناشد وطالب بالحرية والكل كتب وغنى من اجل المطالبة بالحرية ويذكرني بمقطع لأم كلثوم بقصيدة الأطلال حينما أنشدت من قصيدة الاطلال لابراهيم ناجي وقد كتبها في حب صباه ، فقد غادر ناجي لدراسة الطب وعلم بأن حبيبته تزوجت فشآت الاقدار ان أحدهم استعانه لحالة ولادة متعسرة فذهل حينما راى حبيبته هي مريضته فعالجها وتمكنت من الولادة بيسر فخرج منها وكتب القصيدة من هذة الحادثة الفريدة من نوعها .(اعطني حريتي اطلق يديا ...إنني أعطيت ما استبقيت شيئا).

ولدنا احرارا .. لماذا يستعبدنا الناس إذا ؟ هل فعلا أصبحنا عبيد ؟ وهل فقدنا زمام إرادتنا ؟ أين نحن من العالم الحر ؟ أم الحرية كلمة وجدت فقط للحالمين الشعراء فقط؟ ماذا تعني لنا كلمة الحرية ؟ هل هي أن تكون قادرا على فعل كل ماتريد جسميا .. وعقليا ؟ وهل للحرية قيود ؟ ومن يفرض القيود؟وهل هناك حرية مطلقة ؟ وهل يمكن الوصول اليها ؟وهل وهل ....

قيد الحرية هو وازع الضمير والاحساس الداخلي بالعدالة فبدونها نصبح أسرى لأنانيتنا التي تدفعنا الى التعدي على حرية الاخرين ،هي ماتسمى الحرية الصفراء التي تملؤها الأنانية عند الرؤساء والمدراء والمسؤولين فالحرية حق لكل الناس وليست امتيازا تمنحه جهة معينة  والحرية هدية لكل الله لمخلوقاته لقد ترك الله لنا الحرية لأن نتعلم ومنحنا الادوات اللازمة لذلك أهمها العقل .

ان تكون حرا هو أن يكون لك القدرة على الاختيار والابتكار والاكتشاف ،أن يكون لديك حقوق وواجبات فلا بد من حرية التفكير واكتشاف افكارنا نحو الاشياء ولكنها لاتعني ان نحاول إجبار الاخرين على أن يعيشوا أو يفكروا على طريقتنا نحن  .، ان تكون حرا معناه ان لا يراودك الخوف حين تعبر عن نفسك فالحرية هي أن تشعر بالأمان  من العقاب .

المجتمع الحر لابد انه أكثر إنتاجا من المجتمع الغير حر  فالمجتمع الحر هو أكبر الشعوب شعورا بالواجب نحو المسؤولية ، اما مجتمع الكبت والحرمان لابد ان يولد الشعور بالنقمه والرغبة في ممارسة العنف.

هل نتمتع في البحرين بالحرية ؟ وهل هناك من يقتل الحرية من اجل السيطرة والهيمنة والتسلط ؟ وهل من ينشد عن الحرية في البحرين وانهم بالفعل محرومين من ابسط حقوقهم ،وهل يظنون هؤلاء ان تصرفاتهم وسلوكياتهم مشروعة إذ ينطلقون من باب ان الحرية لاحدود لها .

ان البحرين مستمرة على نهجها ولن يتوقف او يتراجع بل سيستمر لتحقيق الامال المرجوة منه وهو ضمان الحرية عن التعبير لانه حق كفله الميثاق والدستور وينظمه القانون وعلى الجميع الالتزام به في ظل نهج الاصلاح وفتح جميع الابواب للحرية والمسؤولية للمواطنين والمقيمين ، فالبحرين رسخت حقوق الانسان والمساواة بين المواطنين دون تمييز بسبب العرق او اللغة او الدين او الجنس او الرأي .

وقد كفلت البحرين الحريات الشخصية والدينية وحرية التعبير والنشر وحرية تكوين الجمعيات الاهلية والنقابات والمساواة بين المواطنين امام القانون في الحقوق والواجبات كدعامات اساسية لاستقرار المجتمع البحريني .

التقرير الاخير للحريات في الصحف العربية لسنة 2015 _2016  أوضح أن البحرين تتمتع جميع صحفها بهامش كبير من حريات الراي بل وتشجع المراة لدخول الى عالم الصحافة وصقلها وبروزها الى المجتمع  ،ولا ننسى ايضا ان البحرين معروفة دوليا بحرية الأديان والمذاهب والعقائد من مسلمين بالطائفتين ومسيحيين والهندوس والبهائيين والبوذيين والسيخ واليهود ،وحرية المراة من جميع النواحي وسبقها في مجال السياسة .

ولا ننسى دور الأفراد في ممارسة الحريات الايجابية في المجتمع وخاصة في المؤسسات الحكومية والوزارت والهيئات ،فقد تكون الحرية للبعض دون مسؤولية ودون ضمير سلبية ايضا حينما يكون الشخص صاحب سلطات وصلاحيات مع تغليبه الصالح الخاص على الصالح العام ومن ثم تحكيم الهوى والميل في صناعة القرارات وإتخاذها بمعنى حدوث نوع من الاحتكار للشيء او الخدمة المعينة في الوقت التي تمارس فية حرية الاستنساب  وهي مايطلق عليها الحرية الصفراء بمعنى ان تنسب من يتلقى هذة الخدمة ومن يستفيد منها ومقدار مايحصل علية منها دون الخضوع للمساءلة سواء كان ضمن القرارات إدارية أو ترشيحات للترقية أو مكافآت أو توظيف وايضا حين يغرر بشبابنا باي شعارات مغرضة او مدفوعة الثمن يمبدا المطالبة بالحرية وبحقوقهم وهم اصلا لايفقهون علما من هذا كلة فقط انهم ادوات ماجورة  بل تمادوا بالاعتداء على الجهات الرسمية الممثلين بالشرطة بالقتل والتخريب  والحرق وسد الشوارع تحت شعارات وهمية انها مطالبات (بالحرية الحمراء) الملطخة بدماء ابناء الوطن والشرفاء الذين قاموا بشرف وكرامه بالدفاع عن الوطن بحرية ومسؤولية تجاه وطنهم .

يظن الناس ان الحرية تعني الوصول الى الهدف المنشود وقتما يشاؤون وكيفما يشاؤون دون الإكتراث بمشاعر الآخرين ولايراعون عظم الضرر على المجتمع  فالحرية هي الانضباط في التفكير والعمل دون الانسلاخ عن القيم والاخلاق وختاما فلتكن حريتنا غير متلونة إنما حرية شفافة واضحة من غير هوى النفس والمصالح .

                                                                                                          [email protected]