صدى العرب : اللواء ياسر عصر.. شهيد فى سبيل «الواجب» (طباعة)
اللواء ياسر عصر.. شهيد فى سبيل «الواجب»
آخر تحديث: الثلاثاء 24/11/2020 04:55 م شيماء صلاح
أسرة البطل تكشف تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل استشهاده

قضى اللواء ياسر عصر، وكيل الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات 31 عاما داخل المنظومة الشرطية، كان مثالًا يحتذى به فى الالتزام والتضحية والفداء لخدمة المواطنين حتى فاضت روحه إلى بارئها شهيدًا فى سبيل "الواجب"، حاول على مرور من سنوات عمله فى خدمة شرطة النقل والمواصلات، السيطرة على حرائق عديدة نشبت فى محطات قطارات كان يتولى قيادتها.

 اللواء "ياسر عصر" بشجاعته الباسلة فى عام 2016، حينما كان برتبة عقيد، ويشغل منصب مأمور قسم الضواحى بمحطة مصر، كان فى شهر يناير، حين اشتعلت النيران فى القطار 1551 القاهرة- طنطا، وحينها لم ينتظر وصول دعم، فاقتحم النيران وبدأ فى إخلاء الركاب، وأمسك بطفاية حريق وبدأ فى التعامل مع مصدر الحريق، ومنعت شجاعته امتداد النيران لعربات أخرى. 

وبسبب شجاعته، كرمه اللواء مجدى عبدالغفار، وزير الداخلية السابق، وبعد حفل التكريم قال "عصر" إنه لم يفعل شيئا وإنما قام بواجبه فقط، ضاربا أروع الأمثلة فى إنكار الذات والتضحية والتفانى فى أداء رسالته، وبعدها تم تصعيده فى عدة مناصب وصولا لمنصب وكيل الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات، حتى استشهد.

لا يهاب الموت.. هو اللواء "ياسر حسن عصر" وكيل الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات، لقد ضحى بحياته من أجل إنقاذ أرواح العديد من المواطنين، أثناء اندلاع حريق نشب فى هواية بمحطة مترو مسرة بخط شبرا الخيمة.

وأثناء محاولة رجال إدارة شرطة النقل والمواصلات بقيادة اللواء الشهيد ياسر عصر، وكيل الإدارة، سقط الأخير داخل الهواية، واستشهد فى الحال، استشهد محاولا فداء مواطنين كانوا يستقلون المترو فى آخر رحلاته.

اللواء "ياسر عصر" ابن قرية مشتهر التابعة لمركز طوخ بالقليوبية، فهو ضابط شرطة برتبة لواء، فهو معروف فى وسط زملائه، بانه يؤدى عمله بالذمة والصدق محافظا على العهد والقسم الذى أداه فى ساحة كلية الشرطة، أثناء حفل تخرجه، عام 1989. 

تلقت غرفة النجدة، بلاغا باندلاع حريق داخل إحدى الهوايات بمحطة مترو مسرة فى شبرا، وعلى الفور انتقل رجال الحماية المدنية إلى مكان البلاغ، فى محاولة للسيطرة على الحريق.

 ومع محاولات رجال الإطفاء السيطرة على الحريق داخل الهواية، حرص اللواء ياسر عصر وكيل الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات، على تفقد موقع الحريق، وخلال محاولاته المساعدة على إخماده، تعرض للسقوط داخل الهواية ما تسبب فى استشهاده

وقد كشفت أسره الشهيد تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل استشهاده فقال حسن نجل اللواء الشهيد ياسر عصر أنه سوف يكمل مشوار والده فى تضحيات الشرطة.

وتابع حسن الطالب بكلية الشرطة أنه لم يشاهد والده منذ 3 أسابيع قائلا "إن آخر لقاء بيننا كأنه كان الأخير عندما جلس معى وأوصانى على نفسى واخواتى وقال: خلى بالك من نفسك، واخواتك، وشد حيلك فى الكلية".

وأكد حسن أن والده كان دائما يزرع فينا حب الوطن حيث ان تاريخه مشرف ومليء بالبطولات والتضحيات طوال فترة حياته وعمله فى الشرطة.

أضافت زوجة شهيد المترو، خلال لقائها باحدى الفضائيات: "المفروض أنه كان جاى وكلمته قبل الحادثة بوقت بسيط، قولتله أنت جاى، فقالى إن شاء الله مش عارف الله أعلم جاى ولا مش جاى، تقريبا كان حاسس". وتابعت: "بعد شوية حسيت إنه فيه حاجة فرجعت اتصلت بيه لقيت تليفونه مقفول.. فقلت أكيد فيه مشكلة وهو مش فاضى يرد عليا، وبعد كده التليفون اتفتح وفضلت اتصل بيه مش بيرد، وبعد كده لقيت ابنى نازل وبيقولى، إن باباه تعبان وفى المستشفى، فاتصلت بشقيق زوجى لقيته هناك فى المستشفى معاه، وهما ناس متماسكين جدا ولما بيكون فيه حاجة مش بيخلوا الستات يروحوا فى حتة".

واسترسلت: "ولما وصلت المستشفى قالولى البقاء لله، وهو كان بيؤدى واجبه لآخر وقت خاصة لما عرف بحريق محطة مسرة، ولم ينتظر مجىء الحماية المدنية وقام بإطفاء الحريق بنفسه".

فى نفس السياق، قالت نجلة الشهيد ياسر عصر: أنا كنت نايمة وصحيت لقيت مامتى بتكلم أخويا زياد، وبيقولها إن بابا تعبان، وبعد كده ماما كلمت حد من أعمامى عشان يكون مع بابا، وفعلا لقينا حد منهم هناك، أنا دايما فخورة بيه سواء كان شهيد أو لأ، لأنه مكنش بيحاول يرمى شغله على ناس تانية لحد النهاية.

وشيع أهالى قرية مشتهر بطوخ جثمان الشهيد اللواء ياسر عصر ابن قرية مشتهر وخرج الجثمان من مسجد الوقف بالقرية ملفوفا بعلم مصر وتم دفنه بمقابر الأسرة بالقرية وعبر اهالى القرية عن حزنهم الشديد على فراق الشهيد حيث اكدوا ان اللواء "ياسر" كان مثالا للخلق وكان يقيم فى مشتهر مع عائلته، مشيرين إلى أن والدته تقيم فى القرية أيضا اما والده فمتوفى وكان اللواء ياسر يقدم المساعدة للجميع من الاهالى لا يبخل على أحد فى تقديم العون له وكان بارا بالجميع وقد تقدم النائب علاء عابد رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب والنائب الأول لرئيس البرلمان العربى ونائب رئيس حزب مستقبل وطن، بخالص العزاء والمواساة فى وفاة الشهيد اللواء ياسر عصر الذى استشهد، أثناء التعامل مع حريق شب داخل محطة مترو مسرة، بعدما سقط داخل هواية ولفظ أنفاسه الأخيرة قبل نقله للمستشفى. وتوجه "علاء عابد"، بالدعاء إلى الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته ويلهم أسرته وذويه الصبر والسلوان.

رحم الله شهيد الواجب صاحب البسالة والشجاعة والقلب المغوار وأسكنه فسيح جناته، وجعل كل ما قدمه للوطن فى ميزان حسناته

كما قدم اللواء فاروق المقرحى مساعد وزير الداخلية الأسبق العزاء فى فقيد وزارة الداخلية الذى استشهد أثناء إنقاذه أرواح الركاب بمحطة مترو مسرة التى اندلع بها حريق اليوم.

وأضاف خلال مداخلة هاتفية له بنشرة أخبار إكسترا نيوز، أن جهاز الشرطة المصرية يقدم الشهداء فى كافة المجالات الشرطية التى تتطلب مواجهة ما يروع المواطنين، مشيرًا إلى أن الفقيد الراحل كان من الضباط الجسورين والمشهور عنهم الإقدام، مؤكدًا على انه يعلم مدى التضحيات التى يقدمها ضباط وأفراد إدارة النقل والمواصلات على خطوط السكة الحديد وعلى الطرق والكبارى وقد تصدر اللواء ياسر عصر، تريند تويتر، وقال أحد مغردي تويتر: «الشهيد الراحل كان بطلًا أيضا لواقعة إخماد النيران فى قطار القاهرة طنطا لعام 2016 وكان حينها برتبة عقيد.. إحنا عايشين بفضل الله ثم هؤلاء الرجالة».

بينما قال آخر: «الله يرحمه كسبنا شهيد»، وكتب آخر: «الله يرحمك يا شهيد الواجب.. اللواء ياسر عصر وكيل الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات استشهد أثناء محاولته إخماد حريق اندلع بإحدى هوايات محطة مترو مسرة ضحى بحياته خوفًا على حياة المواطنين».

وقد تم تشييع جنازته ونقل جثمانه من مستشفى الشرطة بالعجوزة، إلى محل إقامته بقرية مشتهر ليوارى جثمانه الطاهر التراب.