صدى العرب : مراكز علاج الإدمان الغير مرخصة سبوبة.. والمتعافون من الإدمان: "اتكتب لنا عمر جديد" (طباعة)
مراكز علاج الإدمان الغير مرخصة سبوبة.. والمتعافون من الإدمان: "اتكتب لنا عمر جديد"
آخر تحديث: الخميس 12/11/2020 05:28 م مجدى وجيه حلمى
أصبح الموت داخل مصحات العلاج من الإدمان لم يحتاج إلى تبرير بمعنى المدمن هو كدا ميت ليس له ثمن عملنا محاولات لعلاجه ولكن جرعات المخدر فى جسده كانت كبيرة للغاية ومن الاخر ابنكم مات أثناء علاجه من الإدمان تعالوا استلموا جثته علشان تتدفنوه .. كل ماسبق يختصر كيف تتعامل مصحات علاج الإدمان غير المرخصة مع المرضى الذين يتلقون العلاج فيها .. وهل حياة المدمن الذى يثق فيهم رخيصة هو عبارة عن موت بلا ثمن هكذا لسان حال أهالى الضحايا أن فلذات أكبادهم ماتوا أثناء العلاج الوهمى رغم دفعهم آلاف الجنيهات مؤكدبن أن تفاصيل موتهم كانت شديدة القسوة 
"صدى العرب".. استمع لشهادات الناجين من سلخانات التعذيب بهذه المراكز المشبوها والتى قالوا فيها أنهم تعرضوا الكثير من الانتهاكات غير آدمية كنا بنشوف الضرب قدام عيننا بعضنا حاول عدة مرات من الهرب أو قفز من الطابق الرابع فى محاولات هروب جماعى مع زملائه 


عشرات الشباب تبدأ أعمارهم من العشرينات وحتى الأربعينات وكأنهم يسكنون مقابر جماعية أو أسرى حرب يقبعون داخل غرف متراصة فى فيلات ظاهرها الفخامة وباطنها سجون غير آدمية ويحاولون للهروب ينجحوا مرة ويفشلون احيانا وهم يصرخون فى نفس واحد ..أه..أه..ويقطع صراخهم الهدوء حيث أماكن احتجازهم عبارة عن مساكن مستأجرة فى مناطق ابو النمرس وحدائق الاهرام والمقطم بمحافظتي القاهرة والجيزة 
سكان هذه المناطق يفزعون ويقوموا بإبلاغ الشرطة فى ناس محجوزة داخل الفيلات صوتهم جايب لآخر الشارع ويعتادون على هذه الأصوات التى أصبحت تتميز بها المساكن الراقية ونحن بنخاف قد نتعرض لبعض الأذى من أى حد لما يعرف أننا قمنا بالابلاغ عنهم . 

وتم الرصد الانتهاكات بحق المدمنين الخاضعين للعلاج تتوقف السيارة الفارهة أمام فيلا محاطة بالاشجار العالية يهبط منها عادة رجل وامرأة متزوجات رفقة ابنهما . ياخذونه إلى الفيلا التى قد تعلوها لافتة مركز شهير لعلاج الادمان المركز ذائع صيته بمنطقة ابوالنمرس التى يغلب عليها الطابع الريفى ويتحدث أحد العاملين سابقا بالمركز الغير مرخص الناس هنا غلابة أغلبهم كانوا بيسكتوا على اللى بيحصل داخل هذا المركز 
ثم يدخل الاب والام بابنهما وهم يعتقدوا أنهما تم وضع الابن على بداية الطريق الصحيح ويدفعان 10 آلاف جنيه او مايزيد ثم يمضيان إلى حال سبيلهما 
ومن هنا قد تتبدل المعاملة مع المريض المدمن يفاجأ بنفسه محبوسا بغرفة داخلها خمس سراير وبها أكثر من خمسة عشر شخصا غير مسموح لهم أحيانا بالتحدث إلى بعضهم البعض لو كل واحد قال كلمة هتبقى الدنيا فوضى حسب كلام العامل السابق الذى رفض ذكر اسمه وهو شاهد عيان على مداهمة قوات مكافحة المخدرات للمركز وتم ضبط القائمين على إدارته ،،(فرق الشحن) هم عبارة عن مجموعة من المتعافين الأقوياء مفتولى العضلات وأهم المهام المسنودة إليهم وهى تتمثل فى الذهاب لمنازل الضحايا الذين غالبا تبلغ أسرهم القائمين على  مصحات العلاج المخالفة وتدفع أموالا لاحتجازهم تعالوا خدوه من البيت من البيت عامل لنا مشاكل 
ويوضح..م ..س .. أحد العاملين بهذه الفرق بمصحة شهيرة فى حدائق الاهرام أن مهمتم الإتيان بهؤلاء المدمنين إلى المصحة بأى طريقة بنكتفه من ايديه ورجليه وبنحطه فى عربية ونجيبه على هنا ثم يدفع الأهل المبالغ المقررة للاختجاز بالمصحة قبل التحرك دفعة واحدة حسب المدة المتفق عليها ولا تقل المبالغ ابدا عن 25 الف جنيه ويعترف ..م..س بأن المريض حين يأتون به مكبلا إذا علا صوته أو بدأ بالعنف يتم وضعه فى غرفة حجز انفرادى ويكون عقاب لأى حد بيعمل شغب بالمكان 
ويكون التعامل معهم كى بالنار أثناء العلاج واستخدام بعض الأدوية الغير مصرح بها فى علاج المدمنين وغير المدرجة بجدول المخدرات هكذا تقدم المصحة محل عمله السابق ويؤكد أن طرق التعامل مع المدمنين التى وصفها بغير الآدمية والإنسانية ولا توجد أسرة ببعض الغرف ولا دواليب للملابس ولا توجد وسائل تهوية والإضاءة ضعيفة والمكان احيانا بيكون شبه معتم أجواء سجون 
ويقول ع.. د.. هو أحد العاملين بمصحة غير مرخصة فى منطقة المقطم بمجرد دخولك المصحة تجد المراتب بالغرف بدلا من الأسرة وبعض المدمنين يفترش بطاطين على الأرض أبواب حديدية على الغرف المرضى هو المشهد الأبرز لانتهاكات حقوق المرضى منوها بأن هذه الأبواب تغلق بالجنازير والكوالين خوفا هروب أو شغب أحد المحتجزين فهى لا تفتح أبدا سوى لنصف الساعة على مدار اليوم واحيانا للتريض أو لقضاء الحوائج

 الضحايا المتعافون 

يحاولون نسيان ما جرى لهم سواء كان تعذيب أو احتجاز دون وجه حق من خلال محاولتهم لتلقى العلاج الوهمى بمصحات لعلاج الادمان الغير مرخصة قد اتكتب لنا عمر من جديد وهم شباب تتراوح أعمارهم ما بين ال 30 إلى 40 عاما وهم يؤكدون على انتهاك حقوق المرضى إليها لأسباب تتعلق بالأسر التى ترغب فى التخلص من متاعب فلذات أكبادهم من ادمان المخدرات 

ادمن سعد بركات الشاب الثلاثينى المخدرات حوالى 10 عاما وتدهورت حالته اخر 5 سنوات لتعاطيه الهيروين وتم العزم على العلاج بإحدى المصحات بمنطقة حدائق الاهرام بعدما وجد نفسه وصل إلى القاع 
على حد وصفه ليقصد أنه خسر كل شىء فقدت عملى بإحدى شركة التسويق وطلقت زوجتى. ومات ابنى الرضيع بعد سقوطه من شرفة المنزل ولم يكن اختيارالمصحة بيدى ولكن امى واخواتى اللى ودونى على هناك 

وصل سعد إلى المصحة ليلا الكائنة بفيلا دوبلكس وكان الظلام يسود هذه المنطقة هادئة الحركة طول الطريق لم أرى بنى آدم دفعت والدتى المسنة 10 آلاف جنيه للقائمين على المصحة اخبروها أن مدة العلاج قد تستغرق 6 شهور وكانت العقبة الأولى هو تدبير المبالغ اللاحقة فقالت الام ربنا يسهلها ممكن ابيع ذهبى وابنى يتعالج ويتعافى 
ودع سعد والدته وودعها بالالتزام ببرنامح علاج أعراض الإنسحاب التى تستهدف إخراج السموم من الجسد روح يا ابنى ربنا معاك وترجع بالسلامه وتفقد الضيف الجديد المصحة صدم من منظرها بالداخل رأيت الغرفة والشرفات عليها مغلقة بشبابيك وأبواب حديدية وحوالى 100 شخص جالسين على الأرض والبطاطين نايمين عليها عقب دقائق وجد سعد ما يطلق عليهم فرق الشحن يكتفون شابا ويعلقونه بمروحة سقف وحين سألهم ليه بتعملوا فيه كدا كانت الإجابة جاهزة مش بيسمع الكلام بيتعمل فيه كده
قرر الزائر الجديد أن يرتدى وجه المحترم على حد وصفه وكرامتى مش هتسمح لى يحدث معايا كده إلا أنه لم يسلم من عقابه نظافة الحمامات كلها بعد اعتراضه على نوعية الطعام المقدم إليه وزملائه كانوا بيجيبوا لنا كميات قليلة جداً لو شوفنا اللحمة أو الفراخ دا بيكون عيد 

بعد أيام نقل 3 أشخاص مفتولى العضلات سعد ال. مبنى اخر قريب من المصحة قالوا له هنبدأ المرحلة الثانية من العلاج وطالبوه بأن يحكى لهم ظروفه قص عليهم طلقت زوجتى وابنى مات وعنده سنة وابنى الثانى اتولد ولم أراه 
هكذا كانت رحلة سعد مع احدى المصحات وهو حاليا يعمل بمستشفى مطار القاهرة لعلاج الادمان ذات المستشفى التى عولج فيها لجانا لصندوق مكافحة الإدمان أكثر من 20 عاما تعاطى عماد منير وهو يعمل فى الرخام ويبلغ من العمر 45 عاما كل انواع المخدرات وكان يقطن بجوارها دولاب مخدرات فى منطقة البساتين فى القاهرة كثيرا ما اعتدى على زوجتى وعلى أفراد أسرته واستولى على أموالهم ليتمكن من شراء الأفيون وتذاكر الهيروين 
سمع منير أن هناك مصحة علاج إدمان فى منطقة المقطم جمعت زوجته 7 آلاف جنيه ليبدأ علاجه .. عبارة عن فيلا صغيرة داخلها ثلاثة غرف ومطبخ وحمام يتكدس بها عشرات المرضى وكانت صدمة عماد الاولى تبعتها الثانية وهى أن القائمين على المصحة مسجلون خطرا ويؤكد الرجل الاربعينى أنه سبق حبسه ثلاث سنوات على ذمة قضية اتجار فى المخدرات وأصحاب المصحة كانوا زملاء بالحبس عرفت أن دا مش مكان علاج 
افتعل عماد المشاجرات داخل المصحة كنت ارغب فى الخروج بأى طريقة ولم من العقاب المنتظر وأصحاب المصحة عارفين أنى ممكن اتسبب لهم في أذى
تحقق له ما أراد خرج من سلخانة العذاب حسب وصفه وعاد إلى الإدمان مرة أخرى وحين ضعفت قواه البدنية لجأ إلى مصحة أخرى بمنطقة المقطم ايضا يحكى عنها بمزيد من الأسف كانت بدروم تحت عمارة سكنية كأنك داخل مقبرة مهما صرخت لا احد يسمعك 
لم يتحمل ثانية حياة المقابر التى وجد نفسه بها إذ كان ينام على مرتبة على الأرض تحيط بها الحشرات والبق وروائح كريهة المرة دى ولعت فى المكان مسكت ولاعة وولعت فى المراتب داخل الحجرة اللى بينام فيها 20 فرد غيرى وأصحاب المكان خافوا وفتحوا لنا علشان نمشى 
بعد خروجه من التجربة الثانية زاد احباطه لما عرفت انى عندى فيروس سى توجهت إلى مستشفى حكومي واتعالجت من الإدمان بلا مقابل ويقول عماد مصحات العلاج غير المرخصة مصلحتهم احتجاز المريض اطول فترة لاستنزاف أسرته ماديا 

حسن محمد شاب ثلاثينى مؤهل عالى لديه تجربتين مريرتين مع مصحتين فى التجمع الخامس وحدائق الاهرام بعد إدمان لمخدر الأفيون والهيروين ووصل الحال بى أن اشتغل عتال بمصنع حلويات لأتمكن من شراء المخدرات باع والدى شقة سكنية بأبخس الأسعار  حتى يتمكن من علاجى الذى تكلف 150 الف جنيه لمدة 6 شهور 
داخل المصحة الاولى شاف كل انواع العذاب بحق الثلاثينى حرمت من الأتصال بأهلى وزيارتهم لى موضحا لو كانوا رأوا حالتى لرفضوا إستكمال علاجى لذا كانت المصحة ترفض الزيارات والإتصالات على حد قوله 
بعد ما شاهد الشاب الثلاثينى العذاب بالمصحة ألتزم سلوكاً لا يعرضه للعقاب بخلاف النوم والاحتجاز بطريقة  غير آدمية وحتى حينما سمح القائمون على المصحة له بزيارة أسرته رفقة أحد عناصر فريق الشحن وافق وعاد إلى المصحة مرة أخرى واستغل ثقتهم وطلب منهم زيارة اهله مرة ثانية لما وافقوا هربت ومرجعتلهمش ورجعت تانى الإدمان 
داخل شقة بالطابق الثاني كانت رحلة حسن الثانية مع مصحة غير مرخصة أصحابها تشكيل عصابى متخصص فى السرقات بالإكراه هنا الانتهاكات كانت بالجملة كان غير مسموح لنا الخروج من الغرف حتى ممنوع أبواب الحمامات تتقفل علينا هرب حسن و100 من زملائه المرضى بعد تحطم شرفة حديدية وقفزوا منها ولما هربت اول حاجه فكرت فيها ازاى انتقم من اهلى اللى جابوني هنا وازاى أخذ حقى من صحاب المصحة

 أسر الضحايا
لم يبارح أسر مرضى الإدمان الذين لقوا حتفهم أثر تعذيب بمصحات علاج الإدمان غير المرخصة من بينهم أسرة الشاب الثلاثينى احمد ابراهيم الذى يتلقى العلاج بمصحة سقارة بمنطقة الحوامدية وعاد جثة هامدة والدة احمد سمعت من الجيران عن المصحة وعرضت على ابنها العلاج لدى الطبيب عوض س الذى ارسل سيارة ملاكى لمنزل الشاب لأصطحابه إلى المصحة التى توجد وسط الزراعات وقبل التحرك بالسيارة طالب قائدها الأسرة بدفع مبلغ 800 جنيه عربون وبعد يومين من دخول الابن المصحة اتصلت الام بالطبيب قال لها الزيارة بعد اسبوعين هنا أحترق قلب الأم التى مات ابنها فيما بعد لم اطق الانتظار بزيارة ابنى وقلبى راح يحدثنى بأن شرا ينتظر فلذة كبدها أكدت السيدة الخمسينية وهى تتحدث والدموع تملأ عينيها بعد الحاحى الشديد على الطبيب قال لى شرفينا بالزيارة وبالفعل اصطحبت زوجى إلى هناك واحضرت 700 جنيه أخرى طالب بهم مالك المصحة حضرت سيارة ملاكى يستقلها سائق مالك المصحة أمام قطعة أرض زراعية إذا كان فى انتظار احمد والخوف زار قلبى عندما رأيت المصحة المحاطة بأرض زراعية شاسعة ولا تحمل أعلاها اى لافتة تدل على طبيعة عملها بخلاف أننى شاهدت فيلا وليس مبنى لعلاج المرضى من الإدمان وتحكى والدة احمد وهى ترتجف بالكاد رأيت ابنى خمس دقائق داخل ممر ويفصل بيننا زجاج وكان شخصا يمسك بذراعه متحكما فى حركته لو سمحتوا جهزوا 1500 جنيه خلال بضعة أيام كباقى مصاريف العلاج ويقول الاب مرت ما يقرب من 8 ايام منذ زيارة الابن وفوجئت باتصال مالك المصحة تحدث إلينا بلهجة مليئة بالحدة أنا منتظر الفلوس بزيادة 500 جنيه لشراء سجائر لابنكما هنا استطعفت والدته الطبيب بأن ينتظر بضع ساعات كخلية نحل تحرك والده تحدثا مع كل اقربأئه والجيران ودبر كل الأموال اللازمة خلاص كنا رايحين إلا أنه فارق الحياة قبل أن يودعنا قتلوه.