صدى العرب : (( يوم 7 أكتوبر 1973 .. الطائرات الإسرائيليه تهرب من جحيم قواتنا الجويه والدفاع الجوي .. وفشل الهجوم المضاد )) (طباعة)
(( يوم 7 أكتوبر 1973 .. الطائرات الإسرائيليه تهرب من جحيم قواتنا الجويه والدفاع الجوي .. وفشل الهجوم المضاد ))
آخر تحديث: الأربعاء 07/10/2020 05:40 م
هاني سالم
 انتهي يوم 6 أكتوبر 1973، وهو اليوم الأول من المعارك الطاحنه علي الجبهتين السوريه والمصريه، بتحقيق إنجازاً عسكرياً كبيراً، بل معجزه عسكريه بجميع المقاييس، وفقاً للمشير " محمد عبدالغني الجمسي "، في مذكراته « حرب أكتوبر 1973»، كذلك حقق الجيش السوري نجاحاً مماثلاً في هجومه علي هضبة الجولان المحتل، ويؤكد المشير « الجمسي »، والذي كان يشغل منصب رئيس هيئة العمليات للجيش المصري أثناء الحرب «« إرتفعت الروح المعنويه لقواتنا، وكنا في القياده العامه نقدر أننا ما زلنا في أول الطريق، ونتابع القتال الدائر ليلاً، وتدفقت القوات شرق القناه، بينما تعمل قوات العدو الإسرائيلي علي صدها »»، ويضيف المشير " الجمسي "،  «« سقط من حصونهم 15 حصناً وهي تمثل نصف عدد حصون خط بارليف، وأصبحت الحصون الباقيه تحت الحصار، وليس أمام القوات التي تقاتل داخل تلك الحصون إلا الموت أو الهرب أو رفع أيديهم والإستسلام »»، ويوضح " الجمسي " في مذكراته " «« من العادات المتبعه في الجيش الإسرائيلي أن يحاولوا تخليص من يقع منهم في الأسر، وأن يسحبوا جثث قتلاهم، لأن عدم وجود جثة المتوفي يترتب عليه عقائدياً مشاكل إجتماعيه لدي اليهود، ومن هنا حاولت بعض الوحدات الصغري من الدبابات الإسرائيليه شق طريقها إلي الحصون لإنقاذ من هم فيها، إلا أنها فشلت أمام بسالة جنودنا وامام نيران قواتنا، وكان طبيعياً أن يتمكن بعض أفراد الحصون من الهروب ليلاً ويفشل بعضهم »»،  ويكشف " الجمسي "، «« في صباح 7 أكتوبر 1973، بدأت المعارك في البر والجو كما توقعنا في مركز القياده، طبقاً لما هو موضح في خطة الحرب، وفي صباح هذا اليوم خاضت القوات المسلحه المصريه سلسله من المعارك، قامت قوات الجيشين الثاني والثالث بصد هجمات العدو المضاده، ودارت المعارك الجويه علي أشدها، وكانت قوات الصاعقه تشعل النيران في آبار ومنشآت البترول علي الشاطئ الشرقي لخليج السويس »»، ويضيف المشير " الجمسي "، «« بدأت القوات الإسرائيليه هجومها المضاد لتدمير قواتنا التي عبرت، واستخدمت ثلاثة لواءات مدرعه بها قرابة 350 دبابه، بالإضافه لقوات الخطوط الأماميه بالجبهه، والموجود لها قرابة مائة دبابه مشتركه في القتال منذ اليوم السابق ( 6 أكتوبر )، واندفعت الدبابات الإسرائيليه في مجموعة كتائب في اتجاهات مختلفه لإختراق مواقع قواتنا، وتصورت القوات المدرعه الإسرائيليه بقيادة ( مندلر )، أنها ستكتسح بنيران دباباتها وعرباتها المدرعه قوات المشاه المصريه، وكانت المفاجأه شديده للعدو عندما وجدت قوات المشاه المصريه تواجهها بنيران الأسلحه المضاده للدبابات، وكلما استمر الهجوم ازدادت خسائرهم، وحاولت كتيبة دبابات إسرائيليه أخري الهجوم في إتجاه ( الفردان ) ولم تنجح ووجهت كتيبه جهدها في إتجاه الإسماعيليه، وفشلت، وقامت مجموعة كتيبة دبابات بهجوم في إتجاه الشط، ولم تحقق شيئاً، وبعد قرابة خمس ساعات من القتال أصبح واضحاً لقوات الجيشين، وكذلك للقوات الإسرائيليه، أن الهجوم المضاد الإسرائيلي فشل بعد أن خسرت الفرقه المدرعه بقيادة ( مندلر ) قرابة 175 دبابه يومي 6 و 7 أكتوبر »» ، في هذا اليوم كانت للمعارك الجويه دورها البارز، فيذكر أيضاً المشير " الجمسي "، «« في الصباح الباكر ليوم 7 أكتوبر إقتربت أعداد كبيره من الطائرات الإسرائيليه ( 160 طائره )، تطير علي إرتفاعات منخفضه فوق البحر المتوسط في اتجاه المطارات المصريه، كانت إسرائيل مازالت تعيش وهم أن سلاحها الجوي قادر على توجيه ضربه قويه ضد مطاراتنا، وظنت أنها يمكنها التغلب على شبكة الرادار المصريه وتحقق المفاجأه أثناء هجومها، وايقن الطياريين الإسرائيليين بمجرد إقترابهم من الأهداف المحدده لهم أن قواتنا الجويه، وقوات الدفاع الجوي تغيرت تغير جذري عما كانت عليه في الحروب السابقه، ووجد الطيارون الإسرائيليون المقاتلات المصريه في إنتظارهم، وتدخل المعارك الجويه ضدهم، ومن نجح منهم في تجنب المقاتلات المصريه وجد نفسه في نيران المدفعيه المضاده للطائرات والصواريخ المحموله علي الكتف، ومن حاول الإرتفاع هرباً من مصيره المحتوم تلقفته صواريخ سام بضرباتها، وألقي الطياريين الإسرائيليين حمولاتهم أينما كانوا وعادوا هاربين »»، كان الأبطال الأشاوس من رجال جيشنا لديهم الإصرار والعزيمه علي تحرير مدينة ( القنطره شرق )، ووفقاً للمشير " الجمسي "، «« هي المدينه الرئيسيه الثانيه في سيناء بعد العريش، وكانت الحصون التي بناها العدو في قطاع القنطره شرق من أقوي حصون خط بارليف، وعددها سبعة حصون، كما أن القتال داخل المدينه يختلف عن القتال في الصحراء، ولذلك إستمر القتال شديداً خلال هذا اليوم، واستمر ليلة 7 و 8 أكتوبر، إستُخدم فيها السلاح الأبيض لتطهير المدينه من جنود العدو، وتمكنت الفرقه 18 بقيادة العميد ( فؤاد عزيز غالي )، في نهاية يوم 7 أكتوبر من حصار المدينه والسيطره عليها، تمهيداً لتحريرها في اليوم التالي »»