صدى العرب : شهادة مبروك فى قضية التخابر التى كانت سببًا فى استشهاده (طباعة)
شهادة مبروك فى قضية التخابر التى كانت سببًا فى استشهاده
آخر تحديث: الأحد 28/06/2020 06:11 م
نزار السيسي نزار السيسي
عدة ساعات أدلى فيها المقدم الشهيد محمد مبروك، ضابط الأمن الوطنى بشهادته فى قضية التخابر وهروب قيادات جماعة الإخوان من السجون.

شهادة تكشف بالمعلومات الموثقة تفاصيل وأسرار حجم المؤامرة التى خططت لها جماعة الإخوان الإرهابية ونفذت جزءا كبيرا منها على أرض مصر.

لم تكن الشهادة قاصرة على كشف تفاصيل المؤامرة الإخوانية بعد أحداث ٢٥ يناير فحسب، وإنما إلى جانب ذلك كشفت العلاقة بين قيادات الجماعة الإرهابية مع عناصر المخابرات الأمريكية، قبل اندلاع الثورة، من أجل تنفيذ المخطط الموضوع لمنطقة الشرق الأوسط، بإحداث تغييرات جذرية فى نظم الحكم فى المنطقة العربية، عن طريق موجات متتالية من (الفوضى الخلاقة) كما عرفتها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس، وهو المشروع الذى أطلقت عليه مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق (الشرق الأوسط الكبير).

وجاء فى الشهادة- وفق ما تضمنته تحقيقات النيابة- ما يؤكد الدور الرئيسى والمهم لجهاز الأمن الوطنى فى حماية الجبهة الداخلية من عبث أعداء الأمة، ورصدها لمخططاتهم، وهى على النحو التالى:

< ‏أشارت التحريات والمعلومات، التى أدلى بها الشهيد المقدم محمد مبروك، إلى تحركات عناصر حماس وحزب الله داخل مصر بداية من الدخول للبلاد عبر أنفاق غزة مرورًا بعمليات المواجهة مع قوات الشرطة، وحتى الانفصال إلى ثلاث مجموعات توجهت لتنفيذ مخطط اقتحام سجن وادى النطرون والمرج وأبو زعبل.

< كما رصدت وزارة الخارجية المصرية عام 2008 توجه عدد من أعضاء جماعة الإخوان إلى العاصمة الأمريكية لإجراء مباحثات مع مسؤولين فى مراكز أبحاث أمريكية، حول سبل تشكيل جناح سياسى للجماعة على غرار الجناح السياسى للجيش الجمهورى الأيرلندى.

< كما تم رصد سفر الإخوانى سعد عصمت الحسينى إلى تركيا للمشاركة فى اجتماع اللجنة العليا لاتخاذ المنظمات الطلابية، وكان برفقته الإخوانى مصطفى الطحان والإخوانى أيمن على سيد أحمد عام،٢٠٠٩ وذلك لاستعراض خطط العمل الطلابى بأجنحة النظام بكل دول العالم، وذلك لتوسيع دائرة الاستقطاب لصالح جماعة الإخوان فى أواسط العناصر الطلابية، حيث عثر على محضر ذلك الاجتماع ضمن مضبوطات القضية ٤٠٤ لسنة ٢٠٠٩ حصر أمن دولة عليا.

< شارك الإخوانى سعد عصمت الحسينى فى أحد اجتماعات مكتب الإرشاد الذى عقد فى مدينة إسطنبول فى تركيا عام ٢٠٠٩، الذى تم خلاله اتخاذ عدة قرارات نحو وضع التنظيم بدولة الجزائر والأوضاع على الساحة الفلسطينية والأوضاع بإقليم كردستان بالعراق، وعثر أيضا على مضبوطات القضية ٤٠٤ لسنة ٢٠٠٩ حصر أمن دولة عليا. وتكرر سفر عضو التنظيم سعد الحسينى إلى تركيا للمشاركة فى اجتماع عقد بمدينة إسطنبول تحت اسم دعم فلسطين عام ٢٠٠٩ واستغل تواجده بتركيا فى عقد لقاء مع أحد مسؤولى حركة حماس وكنايته (أبوعمر)، وتم خلاله استعراض الأوضاع التى مر بها قطاع غزة منذ سيطرت الحركة عليه ومناقشة أسر أحد الجنود الإسرائيليين وما ترتب على ذلك من تعرض القطاع لاعتداءات إسرائيلية وكيفية دعم جماعة الإخوان لحركة حماس لمواجهة تلك التعديات.

< إيفاد الإخوانى محمد البلتاجى إلى مدينة إسطنبول التركية خلال شهر مايو ٢٠٠٩ تحت زعامة المشاركة فى مؤتمر لنصرة غزة، وعقد لقاء ‏مع أعضاء مجلس شورى حركة حماس، الذين أكدوا له خلال اللقاء أن أعضاء الحركة أعطى البيعة لقيادة جماعة الإخوان المسلمين بمصر وأنهم ملتزمون ببرنامج ومنهاج الجماعة، وأن الانتماء للجماعة شرط أساسى للانضمام لكتائب القسام، وأن النظام المصرى يضغط على حركة حماس بصفة مستمرة للاستجابة لمطالب حركة فتح، كما عقد المذكور لقاء آخر مع عضو التنظيم الدولى إبراهيم منير للوقوف على تطورات القضية رقم 404 التى حكم علية بالسجن فيها لمدة 8 سنوات، فى حضور عدد من أعضاء التنظيم الدولى مثل الإخوانى الباكستانى عبدالغفار عزيز والإخوانى التونسى راشد الغنوشى والإخوانى المغربى شكيب بن مخلوف والإخوانى اللبنانى إبراهيم ناجى.

< قيام الإخوانى كمال الهلباوى مؤسس مركز دراسات الإرهاب بالعاصمة ‏البريطانية لندن، بعقد لقاء عام 2006 مع أعضاء لجنة مكافحة الإرهاب بالكونجرس الأمريكى ومسؤول الشرق الأوسط بالخارجية الأمريكية، حيث قام الأخيران بعرض أجندة على الإخوانى المذكور تتضمن أن تتولى جماعة الإخوان التحرك فى أوساط المعارضة المنظمة بدولة سوريا ولبنان للإطاحة بالرئيس السورى والضغط على حزب الله وقيام الجانب الأمريكى بتقديم جميع أنواع الدعم للجماعة بالإضافة إلى جمع المعلومات التى تدعم الجماعة فى تحركها تجاه المذهب الشيعى.

< ‏إجراء قيادات الجماعة عددا من اللقاءات داخل البلاد من بينها التقاء الإخوانى محمد مهدى عاكف عام 2004 بأحد الأمريكيين يرجح أن يكون الأمريكى جون جانك- كبير مساعدى أعضاء الكونجرس الأمريكي- حيث أبلغه الأمريكى المذكور بأن السفير الأمريكى بمصر ليس لديه مانع من الالتقاء بقيادة الجماعة والاستماع إلى وجهات نظرهم واقتراح وتشكيل وفد إخوانى لزيارة أمريكا للالتقاء بالمسؤولين بوزارة الخارجية الأمريكية، كما تردد عام 2006 على مقر نواب الإخوان بشارع الإخشيد بالمنيل أمريكيون من أعضاء منظمة مارسخى لدراسات الشرق الأوسط وكان من بينهم الأمريكى ريتشارد ميرفى- المساعد ‏السابق لوزير الخارجية الأمريكى، حيث عقد لقاء مع الإخوانى محمد سعد الكتاتنى وحسين محمد إبراهيم حمدى حسن، تم خلاله استعراض دور المؤسسات والهيئات البحثية فى صنع القرار الأمريكى وقيام العناصر الإخوانية التى حضرت اللقاء باستعراض أداء أعضاء مجلس الشعب فى البرلمان المصرى.

< ‏قيام السفير الأمريكى فى القاهرة عام 2007 بعقد لقاء بمنزله وحضره الإخوانى محمد سعد الكتاتنى وزعيم الأغلبية الديمقراطية فى مجلس النواب الأمريكى فى ذلك الوقت ستانى هوهر، كما التقى الإخوانى محمد سعد الكتاتنى الأمريكية إيمى كيشانو- من القسم السياسى فى السفارة الأمريكية- عام 2010 بمقر نواب الإخوان بشارع الإخشيد بالمنيل، تم خلاله بحث العلاقات الإخوانية- الأمريكية وأنها أصبحت علاقة متميزة وتنسيقية فى جميع المواقف السياسية.

< ‏كما أكدت التحريات قيام قيادات الإخوان عام 2008 بالتنسيق مع قيادات حماس وحزب الله لتشكيل بؤر تنظيمية إرهابية تعتنق فكر جماعة الإخوان وإخضاعهم لبرنامج عسكرى لتنفيذ ما يكلفون به من مهام عدائية، وتسللهم عبر الأنفاق الحدودية مع قطاع غزة لتلقى تدريبات عسكرية بمعرفة عناصر حركة حماس.

< توجه الإخوانى حازم محمد فاروق إلى العاصمة اللبنانية عام 2009، والتقى المكنى (أبوهشام)- مسؤول اللجان بحركة حماس فى دولة لبنان- حيث أكد الفلسطينى خلال ذلك اللقاء أن «الموقف السياسى المصرى أصبح غير محتمل وضرورة تحرك جماعة الإخوان فى مصر لإسقاط النظام، باعتباره اصبح يمثل تهديدا لبقاء الجماعة فى مصر وروافدها فى الخارج، وأن حركة حماس أصبحت على أهبة الاستعداد لتقديم الدعم اللازم للجماعة حال اتخاذها قرارهم بقلب نظام الحكم والاستيلاء على السلطة، وأن الشعب المصرى سوف يخضع لذلك مثلما فعلت حركة حماس مع الشعب الفلسطينى ‏عقب استيلائها على الحكم فى قطاع غزة»، وأقر الفلسطينى المذكور بوجود تنسيق بين حركة حماس وحزب الله اللبنانى فى مجال التدريب العسكرى، وأن عناصر حركة حماس يتم تدريبهم فى معسكرات حزب الله وأن مكاتب الحركة فى بيروت تدخل ضمن الدائرة الأمنية الأولى للحزب لضمان عدم تعرضها لعمليات عدائية، وأكد الإخوانى حازم فاروق الاتفاق الكامل مع وجهة نظر الفلسطينى وأن موضوع إسقاط النظام المصرى أصبح مطروحا بشدة لدى قيادات الجماعة وأن الجماعة ‏ستتحرك فى مصر الآن لمحاولات إقناع باقى القوى والتيارات السياسية الموجودة بمصر ‏لإسقاط النظام القائم.

وتجدر الإشارة إلى ضبط خلية لعناصر حزب الله اللبنانى عام 2009 موضوع القضية رقم 284‏/2009‬ حصر أمن دولة عليا، التى كانت مكلفة بإحداث حالة من الفوضى والبلبلة فى الشارع المصرى من خلال ارتكاب العمليات العدائية ضد المنشآت المهمة والحيوية بمصر.

< ‏سفر الإخوانى متولى صلاح الدين عبدالمقصود والإخوانى محمد سعد الكتاتنى والإخوانى حازم محمد فاروق والإخوانى حسين محمد إبراهيم والإخوانى محمد محمد البلتاجى والإخوانى إبراهيم إبراهيم أبوعوف والإخوانى أسامة سعد حسن جادو- إلى العاصمة اللبنانية بيروت عام 2010 خلال الفترة من 15 إلى 17 يناير حيث عقدوا لقاء مع الفلسطينى محمد نزالى- عضو المكتب السياسى لحركة حماس، استفسر خلاله عن أوضاع الجماعة عقب تولى محمد بديع منصب المرشد وطبيعة شخصيته، إذ أوضح له ‏الوفد الإخوانى أن التيار القطبى سيطر على مقاليد الأمور داخل الجماعة وقيام الجماعة باستبعاد عناصر التيار الإصلاحى لأنهم كانوا سوف يشكلون عائقا نحو تنفيذ المخطط داخل مصر، كما استعلم الفلسطينى المذكور عن الأوضاع داخل مصر خلال الوقت الحالى، ومستقبل النظام السياسى فى ظل وجود ترديدات باحتمالية ترشيح اللواء عمر سليمان لتولى منصب رئيس الجمهورية ومدى قدرة الجماعة على زعزعة الاستقرار بمصر فى حالة اتخاذ الجماعة قرارا بالنزول إلى الشارع، كما استعلم عن حجم وثقل السيد وزير الدفاع حسين طنطاوى وإمكانية فتح قنوات اتصال مع بعض الباحثين ‏بمركز الأهرام الاستراتيجى للتواصل معه.

واكد الفلسطينى خلال اللقاء اتجاه حركة حماس وحلفائها الإقليميين- وعلى رأسهم إيران- بتغيير النظام بمصر، كما التقى الوفد فى وقت لاحق مع الفلسطينى أحمد الحيلة- المسؤول الإعلامى فى المكتب السياسى لحركة حماس- الذى طلب منهم ضرورة التواصل بينهم وتبادل المعلومات فى الفترة المقبلة لأهميتها وضرورة إمداده بما ينشر عن حركة حماس فى الصحف المصرية.

< ‏عقد اجتماع خلال شهر نوفمبر 2010 بمدينة دمشق شارك فيه كل من: (على أكبر ولايتى)- مستشار الأمام الخامنئى، و(على فدوى)- أحد عناصر الحرس الثورى الإيرانى، و(خالد مشعل)- رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، وتم خلاله الاتفاق على تولى عناصر من الحرس الثورى الإيرانى تدريب العناصر التى سوف يتم الدفع بها من قطاع غزة إلى مصر، ورفع درجة الاستعداد فى خلايا حركة حماس، وذلك وفق الاتفاق مع قيادات الإخوان وإسناد مهمة التخطيط لدخول العناصر التى سوف يتم الدفع بها لتنفيذ مهام داخل مصر ومساندة الإخوان إلى الفلسطينى ‏(أكرم العجورى)- عضو حركة حماس، نظرا لارتباطه بعلاقات متميزة مع بدو سيناء، وقام الفلسطينى (خالد مشعل) بتسليم الإيرانى (على فدوى) 11 جواز سفر مصرى لتسليمها إلى عناصر حزب الله اللبنانى أثناء دخولهم مصر.

< ‏وأكدت التحريات أن ذلك اللقاء تم بناء على توجيه الإخوان بمصر مع التنظيم الدولى للجماعة والتنسيق معها، كما أكدت المعلومات والتحريات اتخاذ جماعة الإخوان داخل مصر- بالتنسيق مع التنظيم الدولى الإخوانى وحركة حماس وحزب الله اللبنانى ودولة إيران، بالاتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية- البدء فى تنفيذ مخططتهم الذى يهدف إلى إحداث حالة الفوضى فى مصر عقب نجاح ذلك المخطط بدولة تونس وذلك بهدف هدم النظم الإقليمية فى المنطقة العربية وإذابتها فى أنظمة جديدة تحت اسم الشرق الأوسط بدلا من النظام الإقليمى العربى وإقامة ترتيبات أقل إحكاما من الناحية التنظيمية وأكثر غموضا فى العقيدة السياسية ‏من النظم القائمة السابقة، وتقسيم مصر على أساس دينى بين المسلمين والمسيحيين، وتقسيمها سياسيا بين إسلامى وليبرالى، وجعل الإخوان القاسم المشترك الأعظم فى تلك الترتيبات الإقليمية التى تحكم الولايات المتحدة الأمريكية فى قرار الجماعة وقيامها بتنفيذ ذلك المخطط عقب ذلك من خلال إثارة القلاقل، التى ظهرت عقب ذلك بدول اليمن وسوريا والمغرب والأردن وصولا إلى دول الخليج العربى فى النهاية، وقد قاموا فى سبيل تنفيذ ذلك المخطط فى مصر بإعداد خطة اعتمدت فى أهم أركانها على إشاعة الفوضى ‏فى مصر وهدم مؤسسات الدولة لتنفيذ المخطط الأمريكى فى المنطقة، وقد تم تكليف عناصر التنظيم بمهام تلك الخطة.

< ‏قيام جماعة الإخوان بالاستعانة بحركة حماس وحزب الله اللبنانى ودولة إيران فى تدريب العناصر التى شاركت فى تنفيذ المخطط لخبرة تلك الدول العسكرية ووجود الإمكانيات لديها على تنفيذ تلك العمليات، حيث تم تدريب العناصر العسكرية بقطاع غزة تحت إشراف عناصر كتائب عز الدين القسام والحرس الثورى الإيرانى وعناصر عسكرية لحزب الله اللبنانى وكان يتم إطلاع التنظيم الدولى على تفاصيل ذلك المخطط من منطلق أنه مرشد التنظيم فى مصر هو مرشد التنظيم الدولى وفقا ما نصت عليه اللائحة العالمية لجماعة الإخوان.

< ‏عقد أعضاء هيئة مكتب إرشاد الجماعة عدة اجتماعات خلال عام 2010 برئاسة محمد بديع للاتفاق على تنفيذ المخطط، كما وضعوا خطة تمكنهم من تحقيق هدفهم وذلك للعمل على إثارة الجماهير باستخدام شعارات ظاهرها مشروع ومهم لتسيير توجيهات الجماهير فى الإصلاحات الديمقراطية وإطلاق الحريات وممارسة السياسة عبر الديمقراطية وتنشيط دور المؤسسات المدنية، مستغلين فى ذلك الأوضاع السلبية فى البلاد خلال تلك الفترة غير المقبولة جماهيريًا ثم دفع الجماهير للانتقال لمرحلة أخرى من خلال دفع بعض عناصر جماعة الإخوان لقيادة الجماهير نحو ارتكاب أعمال عنف ‏لإشاعة الفوضى فى البلاد لتحقيق مخططاتهم ودفع العناصر الشبابية الإخوانية لجماعة الإخوان للدخول على مواقع شبكة المعلومات الدولية وFacebook واستغلال مطالب الشباب العادلة التى كانوا يطالبون بتحقيقها فى مواجهة النظام السابق، وفتح قناة اتصال فى الوقت نفسه مع النظام السابق للإيهام بعدم المشاركة فى التظاهرات المزمع تنظيمها بتاريخ 25‏/1‏/2011 اللى تلاقى توجيه ضربة أمنية للجماعة فى حال فشل تلك المظاهرات.

رحم الله الشهيد البطل المقدم محمد مبروك ولعنة الله عليهم أحياء وأمواتًا.