صدى العرب : "الخطيب" جرح كبرياء الأهلى.. و"أل الشيخ" بريء من دمائه (طباعة)
"الخطيب" جرح كبرياء الأهلى.. و"أل الشيخ" بريء من دمائه
آخر تحديث: الإثنين 08/06/2020 05:08 م
بقلم: أحمد اسماعيل بقلم: أحمد اسماعيل
في ذات يوم، طلبت قناة "art" التي كان يملكها الشيخ صالح كامل، إجراء حوار  مع المايسترو صالح سليم، وعرضت عليه مبلغ مالي خرافي وقتها "100" ألف جنيه، فطلب المايستروا مضاعفة المبلغ إلى "200" ألف جنيه، وكان هذا محل استغراب إدارة القناة لعلمها أن شخصية صالح سليم لا تشتهى المال، ورضخت إدارة القناة لشروطه على دفع "200" ألف جنيه.
وعند كتابة الشيك طلب "المايسترو" من إدارة القناة أن يكون الشيك باسم النادى الأهلى، فاندهش المفوض من القناة وقال له: "ياكابتن الحوار شخصي مع حضرتك..فما علاقة الأهلى بهذه الأموال" فرد عليه صالح سليم ب"لهجته الواثقة والصارمة" قائلا: "أنتوا بتستضفوني بصفتي رئيس النادى الأهلى..يبقي الفلوس دى تروح لخزينة النادى" هكذا كان عشق "المايستروا" للأهلى، رغم أنه لن تقع عليه ملامة إذا ذهبت هذه الأموال إلى خزينته الخاصة، لم ينحني "المايسترو" أمام إغراء المال، ولم يتودد لأحد في يوم من الأيام لطلب دعم للأهلى، وقناة "art" هي التي انحنت أمام شروطه ل"عظمته" و"شموخه".
لذلك كان الأهلى فى عهد الراحل صالح سليم "قلعة المبادئ والقيم".
عندما سألوا النجم العالمي عمر الشريف، عن ناديه المفضل، أجاب دون تردد: "الأهلى طبعا..أنا صالح سليم خلاني أحب الأهلى..أنا صالحوى" في إشارة إلى "المايسترو" هكذا كانت قيمة وهيبة رئيس النادى الأهلى.
قبل الانتخابات الأخيرة ل"القلعة الحمراء" ظهر الفنان  هشام سليم وهاجم محمود الخطيب وقتها، وقال: "أبويا قالى الخطيب غير واضح" وهذه الجملة تحمل بين طياتها العديد المعاني.
وجاء "الخطيب" رئيسا للأهلى، ليس لأنه أفضل من المهندس محمود طاهر، الذى حافظ على" هيبة الأهلى" طيلة فترة رئاسته للنادى، ولكن "العاطفة الساذجة" أهدت " الخطيب" رئاسة الأهلى، ولم يكن أحد يتوقع أنه جاء ل"يبعثر كرامة ناديه" و"هتك عرض أسرار القلعة الحمراء" التي كانت أشبه ب"الأسرار الحربية"، قبل جلوسه على عرش النادى، على خلفية أزماته المتكررة مع الوزير السعودى تركي أل الشيخ، وأصبحت أسرار وفضائح النادى متدوالة على السوشيال ميديا، لقد طعن "الخطيب" كرامة الأهلى في مقتل.
وأعلم جيدا أن هناك من يقاتلوا للدفاع عن" الخطيب" بحكم أنه أحد رموز النادى، ولا يريدون أن يروا الحقيقية ب"حيادية"، وأن يتخلوا عن "مشاعرهم الهوجاء"، وعليهم أن يسألوا أنفسهم هل ينتمون ل "الخطيب" أم ل "الأهلى"؟ فلو كانوا انتمائهم ل"القلعة الحمراء" فعليهم أن يدركوا أن "الخطيب" ذبح كرامة ناديهم ب"سكين بارد"، عندما انحني أمام تركى أل الشيخ، في مشاهد مصورة، لدعم النادى ب" بمئات الملايين".
عندما تولى" أل الشيخ" رئاسة النادى الشرفية، أثبت حسن نيته، وتبرع  للنادى بقرابة "260" مليون جنية، ودفع ملايين أخرى لجلب الصفقات ل" القلعة الحمراء" بخلاف الأموال الطائلة التي دفعها لدعم الحملة الانتخابية ل"الخطيب"، أليس ذلك دليل قاطع عن أن "أل الشيخ" لم يكن ينتوى أى شر للنادى الأهلى، فهل هناك شخص يتبرع بهذه الملايين وهو لايحمل في قلبه عشق اللون الأحمر، وهذا ليس دافعا عن "أل الشيخ" لكنه المنطق.
واكتشف الوزير السعودى، عقب توليه الرئاسة الشرفية  "العديد من المواقف المريبة" من جانب "الخطيب" ورفاقه، والاستهانة بذكائه رغم منصبه رفيع المستوى في أكبر مملكة عربية، ليرفض "أل الشيخ" أن يتم معاملته ك"خزينة أموال".
 الأزمة أن "تركي" أراد دعم الأهلى، لكنه اكتشف أن "الخطيب" يبحث عن "مجد شخصي"، أحيانا تكون هناك نجوم لامعة في حياتنا لكن عندما نقترب منها تكتشف أن بريقها زائف، وهذا ما اكتشفه "تركي" عقب اقترابه من شخصية "الخطيب".
ولن استرسل في الحقائق التي سردها "أل الشيخ" عبر صفحته على "الفيسبوك" عقب نشوب الأزمة الأولى بينهما" ولم يجرؤوا "الخطيب" وقتها الرد عليه، ولا تصدقوا أنه لم يرد من منطلق هيبة القلعة الحمراء، فهذه أوهام، فلو كان رئيس الأهلى الحالى يحترم ناديه ما أهانه بهذه الصورة، ولو كان ما كتبه "أل الشيخ" أفتراء، ما عاد "الخطيب" إلى أحضان الوزير السعودى مرة أخرى.
حكموا عقولكم "أل الشيخ" جاء لخدمة النادى الأهلى، لكنه فوجئ بأن "الخطيب" ورفاقة يلجأون إلى طرق ملتوية معه.
كن "حياديا" هل لو كنت مكان "أل الشيخ" واكتشفت أن الخطيب (الذى جرح كبرياء الأهلى) يتلاعب به، أليس من حقه كبشر أن يثأر لكرامته، بعد أن قدم كل هذه التضحيات المالية ل"القلعة الحمراء"، ويأخذ مواقف معادية ضد النادى، أليس "فرط العشق" مع "طعنات الغدر" تجعل الإنسان يتحول إلى "وحش كاسر" أمام من يحب هذه طبيعة بشرية.
و"الكوميديا السوداء" حقا أن هناك من يهلل ل"الخطيب"، ويعتبره حقق انتصار تاريخي بقبول استقالة "أل الشيخ"، أي إنجاز ل"رجل مهزوم" هزم ناديه قبل أن يهزم نفسه، وكيف نصفق لمن أشعل النيران عندما يطفئها، دون محاسبته على خسائر الحريق؟!!!
 والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لم يقبل رئيس الأهلي استقالة الوزير السعودى، عقب نشوب الخلافات الأولى بينهما، بعد أن قام الأخير ب"تفنيد خطاياه الإدارية" على الملاء، يقول الكاتب الروسي ديستوفيسكي: "الذين رؤوسهم في الوحل لا يجيدون الدفاع عن أنفسهم وقت الهجوم عليهم"
ولأول مرة في تاريخ الأهلى يتعرض رئيس النادى ل"جمل مهينة" على الملاء، وسيذكر التاريخ أن "الخطيب" هدم سور الأسرار العظيم للأهلي، وجعل "السوشيال ميديا" تنهش لحم كرامته.
ثم أن "أل الشيخ" قرر تحويل تبرعاته للأهلى لصندوق "تحيا مصر"، فماذا فعل "الخطيب" لمصر في ظل الأزمات المتتالية التي تعرض لها الوطن منذ أحداث يناير، هل كان له صوت وقت انقضاض الأخوان على حكم مصر؟ هل شارك في ثورة 30 يونيو؟ بل طلب "الخطيب" بعودة الدورى في ظل تفاقم أزمة كورونا، ضربا بأرواح البشر عرض الحائط، الذى يشغله دائما المجد الشخصي، فبطولة الدورى تكاد تكون  محسومة للأهلى.
ولا يقول لى أحد أن"الخطيب" قدم للوطن الكثير كلاعب كرة قدم، وحصل على جائزة أفضل لاعب في إفريقيا، الأوطان لا تبني ب"الفانلة والشورت" ومهارات الرقص بالكرة.
حاكموا رئيس الأهلى على خطاياه في حق "القلعة الحمراء" ولا تلقوا ب"اللوم" على تركي أل الشيخ، وهذا لانفاقا ولا ريئا لأحد بل كلمة حق، وتبقي الحقيقه دائما  موجعة.