صدى العرب : ننشر لمحات من حياة "كروان الجنة" ابن قنا صاحب الحنجرة الذهبية (طباعة)
ننشر لمحات من حياة "كروان الجنة" ابن قنا صاحب الحنجرة الذهبية
آخر تحديث: الجمعة 05/06/2020 08:53 م كتب – محمد فتحي
لم يحظ الكثير من المشايخ وقراء القرآن الكريم مثلما حظي به فضيلة الشيخ الراحل عبد الباسط محمد عبد الصمد سليم داود، من مكانة وصيت واسع الانتشار، خاصة أنه كان أول نقيب لقراء مصر سنة 1984، وهو القارئ الوحيد الذي لم ينس حيًا أو ميتاً، حيث كرمته سوريا عام 1956 بمنحه وسام الاستحقاق ووسام الأرز من لبنان والوسام الذهبي من ماليزيا ووسام من السنغال وآخر من المغرب وآخر الأوسمة التي حصل عليها كان بعد رحيله، من الرئيس الأسبق محمد حسن مبارك فى الاحتفال بليلة القدر عام 1990م .

الألقاب التي نالها الشيخ عبد الباسط

نال فضيلة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد العديد من الألقاب منها "صاحب الحنجرة الذهبية"، و"كروان الجنة" و"صوت مكة"، لأنه أول من قرأ في الحرمين المكي و النبوي، عندما سافر لأداء فريضة الحج بالباخرة مع والده فى أوائل الخمسينيات، كما قرأ القرآن بالمسجد الإبراهيمي بالخليل بفلسطين والمسجد الأموي بدمشق، وأشهر المساجد بآسيا وإفريقيا والولايات المتحدة وفرنسا ولندن والهند ومعظم دول العالم.

مولد الشيخ عبد الباسط وتميزه في حفظ القرآن الكريم

ولد الشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله في الأول من يناير عام 1927 بقرية المراعزة التابعة لمدينة أرمنت بمحافظة قنا جنوب مصر آنذاك ، جده الشيخ عبد الصمد كان من الحفظة المشهود لهم بالتمكن من حفظ القرآن وتجويده بالأحكام، بينما والده هو الشيخ محمد عبد الصمد، أحد المجيدين للقرآن الكريم حفظاً وتجويداً.

التحق عبد الباسط عبد الصمد، بكُتاب القرية عام 1943، وتميز عن أقرانه فى حفظه للقرآن الكريم وحسن تلاوته له، وأتم حفظه قبل بلوغ العاشرة من عمره، فأولاه والده رعاية خاصة لما حققه من نبوغ وتميز فى حفظ وتلاوة القرآن الكريم، فألحقه بالمعهد الديني بأرمنت، بلغ  الشيخ عبد الباسط، الثانية عشرة من عمره وانهالت عليه الدعوات من كل مدن وقرى محافظة قنا، خاصة أصفون المطاعنة بمساعدة الشيخ محمد سليم، وفى عام 1950م ذهب إلى الاحتفال بمولد السيدة زينب، والذي كان يحييه عمالقة القراء المشاهير من كوكبة قراء الرعيل الأول بالإذاعة المصرية، فاستأذن أحد أقارب الشيخ عبد الباسط القائمين على الحفل أن يقدم لهم هذا الفتى الموهوب ليقرأ عشر دقائق، فأذن له وبدأ فى التلاوة وسط جموع غفيرة وكانت التلاوة من سورة الأحزاب، وعم الصمت أرجاء المسجد واتجهت الأنظار إلى القارئ الصغير الذى تجرأ وجلس مكان كبار القراء. 

اعتماد الشيخ عبد الباسط بالإذاعة المصرية عام 1951م

مع نهاية عام 1951 طلب الشيخ الضباع من الشيخ عبد الباسط، أن يتقدم إلى الإذاعة كقارئ بها، ولكن الشيخ عبد الباسط أراد أن يؤجل هذا الموضوع، نظراً لارتباطه بالصعيد وأهله، ولكن الشيخ الضباع كان قد حصل على تسجيل لتلاوة الشيخ عبد الباسط بالمولد الزينبى، وقدم هذا التسجيل للجنة الإذاعة فانبهر الجميع بالأداء القوى العالي الرفيع المحكم المتمكن وتم اعتماد الشيخ عبد الباسط بالإذاعة عام 1951 ليكون أحد النجوم اللامعة فى سماء التلاوة. 

أشهر المساجد التي قرأ بها

لعل أشهر المساجد التي قرأ بها القرآن المسجد الحرام بمكة والمسجد النبوى الشريف بالمدينة المنورة بالسعودية والمسجد الأقصى بالقدس وكذلك المسجد الإبراهيمي بالخليل بفلسطين والمسجد الأموي بدمشق، وأشهر المساجد بآسيا وأفريقيا والولايات المتحدة وفرنسا ولندن والهند ومعظم دول العالم.  

رحيل الشيخ عبد الباسط

رحل الشيخ عبد الباسط عبد الصمد الذي تربع بها على عرش تلاوة القرآن الكريم لما يقرب من نصف قرن من الزمان  فى  الثلاثين من نوفمبر عام 1988 وهو اليوم الذي تُحي فيه عائلته ذكري رحيله في كل عام بتلاوة وختم القرآن الكريم على يد عدد من المشايخ محبى الشيخ وتلاميذه والتي تمتد من بعد صلاة المغرب وحتى بعد صلاة العشاء فى مسجد الحامدية الشاذلية.