لعلها المرة الأولى منذ سنوات طويلة تحقق دراما تلفزيونية هذا الكم الهائل من النجاح، بعد أن وحَّدت المشاعر تجاه رفض الإرهاب، ولذلك نعتبره عملًا فنيًا عظيمًا، يؤجج المشاعر الوطنية، ويوقد روح الانتماء والبطولة في نفوس الشباب.

لقد أظهر هذا العمل الوطني الرائع حقيقة الأحداث ومصداقيتها في الإخراج والتمثيل  ومهارة الكتابة، كما تميز كل فريق العمل بالكامل ليضعوا بصمات حقيقية أثرت في نفوسنا جميعًا.

وهنا يجب الإشادة بالدور الرئيس والفعال لإدارة الشؤون المعنوية العريقة بالقوات المسلحة لجهودها الكبيرة في ظهور هذا العمل الناجح إلى النور، وبهذا الشكل والتنسيق بين كافة الأطراف المعنية، إضافة إلى تسهيل مهمة العمل في الأماكن الحقيقة للأحداث.

نعتقد أن مسلسل الاختيار يمكن أن يكون مرحلة لحقبة جديدة في زرع روح المواطنة والانتماء وحب الوطن في الأجيال الحالية والقادمة، كما يمكن اعتباره بداية لتأسيس وترسيخ قيم مجتمعية كادت أن تختفي في نفوس الناشئة.

إنها بالفعل بداية جديدة ومهمة في مرحلة تغيير المسار، كانت لبنتها الأولى مسلسل الاختيار، آملين أن تتوالى الأعمال المشابهة التي تؤرخ للحياة المصرية خلال السنوات العشر الماضية.

إننا نرغب في إنتاج وعرض مثل تلك الأعمال التي تندرج تحت مسمى الدراما التوثيقية، من خلال التنسيق بين إدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة والمركز الإعلامى في وزارة الداخلية للاستعانة والتوجيه واختيار موضوعات التضحيات والبطولات لأبنائنا في القوات المسلحة والشرطة.

إن الشعب المصري لديه 100 مليون "منسي"، وكثير من الملاحم والبطولات التي تُشعرنا بالفخر، ولذلك يمكن البدء في إنتاج أعمال تجسد تضحيات خير أجناد الأرض، من خلال عشرات النماذج التي لم تحظَ بإلقاء الضوء عليها، حتى لا تذهب في غياهب النسيان.

نعتقد أنه آن الأوان لتغيير مسار الخارطة الفنية والثقافية في مصر، بعد أن تأكدنا من وجود وعي حقيقي لدى الشعب المصري، بدلًا من ترسيخ مقولة "الجمهور عاوز كده"، وهذا ما أكدته الأرقام والجماهيرية والشعبية الجارفة التي حققها مسلسل الاختيار.