صدى العرب : سيناء.. والمنسي.. والإعلام (طباعة)
سيناء.. والمنسي.. والإعلام
آخر تحديث: الإثنين 27/04/2020 11:58 م
د. خالد القاضي د. خالد القاضي
سيناء أرض الفيروز .. احتفلنا هذا الأسبوع بعيد عودتها لأحضان الوطن مصر الكنانة وهو ما يتزامن كذلك مع توقيع اتفاقية 25 إبريل 1982 حيث كان هذا هو اليوم المحدد لانسحاب إسرائيل الكامل من آخر شبر من التراب الوطني تنفيذًا لاتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية الموقعة عام 1979 ،  ولكن إسرائيل تعمدت افتعال أزمة لعدم الانسحاب، ومن ثم خاضت مصر معركة قانونية دبلوماسية في ساحات التحكيم الدولي استمرت أكثر من ست سنوات شارك فيها نخبة من المصريين المخلصين ، ضمت مختلف التخصصات القانونية والدبلوماسية و التاريخية و الجغرافية   و العسكرية و المساحية و الطبوغرافية على اختلاف انتماءاتهم الحزبية و معتقداتهم الدينية .. تفانوا جميعا – كل بحسب دوره- بإخلاص و عزم لا يلين في أداء رائع حتى استعادت مصر أربعة عشر موقعًا على طول الخط الفاصل من رفح حتى العلامة 91 عند طابا ، وصدر حكم محكمة التحكيم التي اتخذت من جنيف مقرًا لها في 29 سبتمبر 1988 ، ورفع العلم المصري عاليًا خفاقًا على جيد سيناء في 15 مارس 1989.
و" المنسي " .. هو من خلد المصريون ذكراه الطاهرة بمسلسل " الاختيار " الذي يعرض منذ بداية رمضان .. وهو الشهيد البطل - العقيد أركان حرب / أحمد صابر المنسي ، أحد أهم ضباط القوات المسلحة المصرية ، خريج الدفعة 92 من الكلية الحربية  وعمل لفترة طويلة في الوحدة ٩٩٩ قتال وحدة العمليات الخاصة للصاعقة ، وكان مشهودًا له بالكفاءة والانضباط العسكري وحسن الخلق من الجميع ، كما كان معروفًا باسم " الطاووس الأكبر" .. وفي أكتوبر 2016 تم تعيينه  قائدًا للكتيبة 103 صاعقة بشمال سيناء ، وفي 7 يوليو 2017  استشهد  - مع أبطال صناديد - في أشرف ساحات البطولة والعزة والوطنية أثناء التصدي لهجوم إرهابي .. فكانوا رجالًا لا يهابون الموت .. وقفوا كالأسود مدافعين بجسارة عن أرض الفيروز، حتى نجحوا في إفشال مخطط الأعداء، ولم يسمحوا لهم بتحقيق أي من أهدافهم الدنيئة، ولم يمكنهم الأبطال الذين ضحوا بدمائهم حتى آخر قطرة ، ولتروي دماءهم الذكية أرض الأنبياء.
أما " الإعلام " فهو رأس الأمر وذروة سنامه .. لأنه الدعامة الرئيسة في نشر الحقائق ومواجهة الشائعات المغرضة التي تنال من النسيج الوطني للمجتمع ، ومن ثم تشكيل الوعي الشعبي ، وذلك للوقاية من الادعاءات وتزييف ذلك الوعي ، وهو ما تجسد مؤخرًا في لقاء فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي مع دولة رئيس الوزراء ومعالي وزير الدولة للإعلام ، والذي صدر بشأنه بيان رئاسة الجمهورية ، بأن الرئيس وجه بتعزيز دور الإعلام في إطار جهود الدولة لبناء الشخصية المصرية من كل الجوانب، خاصةً تشكيل ( الوعي ) وترسيخ القيم والثوابت المجتمعية والبناء الفكري والثقافي ، كما وجه الرئيس بتحقيق التنسيق الجماعي والتناغم بين جميع مؤسسات الدولة فيما يخص الإطار الإعلامي عند تناول الأزمات المختلفة في ظل التطورات والمستجدات على الصعيدين الوطني والدولي، فضلًا عن الالتزام بالشفافية والموضوعية الكاملة، وهو الأمر الذي من شأنه المساهمة في تقويض مخاطر انتشار الشائعات ، وقد عرض وزير الدولة للإعلام خلال الاجتماع رؤية تطوير السياسة الإعلامية للدولة في ظل المستجدات الإقليمية والدولية المختلفة، لا سيما من خلال تحقيق الاستفادة المثلى من القدرات والخبرات البشرية التي تذخر بها مصر في مجال الإعلام، وذلك اتساقًا مع أهداف التنمية المستدامة لرؤية مصر 2030 عن طريق تعظيم مدى تأثير الإعلام الوطني محليًا وخارجيًا ونشر التوعية بجهود مؤسسات الدولة في العملية التنموية التي تشهدها مصر حاليًا.
وتطبيقًا للمفردات الثلاث عنوان المقال ..أذكر أنه من أهم ما كتبت في حياتي كتاب " طابا مصرية " الذي يوثق معركة استرداد الحقوق التاريخية ( بالقانون ) والذي فاز بجائزة الدولة كأفضل كتاب قانوني لعام 2000، كما أذكر أنني حظيتُ بشرف الجندية في القوات المسلحة المصرية بقيادة اللواء 108 دفاع جوي ( صواريخ مضادة للطائرات) وكرمني قائد اللواء في نهاية خدمتي بشهادة " مقاتل " ، وأخيرًا فقد حملتُ أمانة نشر الوعي بالقانون من خلال مؤلفات ومقالات ودراسات حاصلها" استراتيجية وطنية لنشر الثقافة القانونية في مختلف مجالاتها".  
 

ستظل سيناء أرض الفيروز لمصرنا الغالية
وسنخلد اسم البطل الشهيد المنسي في ذاكرة أبنائنا
وسنعتز دوماً بإعلامنا الوطني
وبالقانون تحيا مصر