صدى العرب : جسم الإنسان يضبط إيقاع حرارته عند 37 درجة عند ارتفاع درجة حرارة الجو (طباعة)
جسم الإنسان يضبط إيقاع حرارته عند 37 درجة عند ارتفاع درجة حرارة الجو
آخر تحديث: الجمعة 21/07/2017 05:42 م أ ش أ

في الحادي والعشرين من شهر يوليو الجاري يكون قد مر شهر كامل على ذروة فصل الصيف التي أعلنتها الحسابات الفلكية للمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، والتي بدأت في 21 يونيو الماضي، ورغم أن طول فصل الصيف طبقا لهذه الحسابات يصل إلى حوالى 94 يوما أي ما يزيد قليلا عن ثلاثة أشهر، إلا إن المصريين يشعرون وكأن فصل الصيف بدأ منذ شهور عديدة نتيجة لتعرضهم لموجات حرارة متتالية وغير مسبوقة، وارتفاع ملحوظ في رطوبة الجو جعلت أنفاسهم لا ترتفع عن أنوفهم سوى بضعة ملليمترات قليلة.
لقد شهدت المدن الساحلية والقاهرة ومحافظات الوجه القبلي على مدى الشهور الماضية ارتفاعات متوالية في درجة حرارة الطقس.
وموجة الحر الحالية التي تضرب مصر والعديد من دول العالم تعد جزءا من التغيرات المناخية العالمية، وزيادة عددها يعد أمرا متوقعا بسبب زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتأثيراتها وراء تزايد التغيرات المناخية التي يمر بها كوكب الأرض حاليا.
وارتفعت درجات الحرارة على مستوى العالم، ومازال الارتفاع مستمرا نتيجة ظاهرة الاحتباس الحراري التي بدأت منذ عام 2004، وتشير التوقعات إلى أن درجة الحرارة ستزيد نهاية القرن الحالي بمقدار 4,5 درجة مئوية، مع زيادة معدلات التصحر وتملح التربة وزيادة الحاجة إلى المياه العذبة النقية، وزيادة معدلات تلوث الهواء وغرق الشواطئ المنخفضة، وتغلغل المياه المالحة في المناطق الساحلية، بالإضافة إلى التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الناتجة عن هجرة المتأثرين.
وإنقاذ كوكب الأرض من التغيرات المناخية التي يتعرض لها يتطلب تضافر الجهود العالمية للحد منها، والتزام الدول خاصة الصناعية الكبرى بخفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون على مستوى العالم، والتزام الدول الصناعية بتوفير التمويل اللازم لمساعدة وتعويض الدول الفقيرة عن الأضرار البيئية التي تصيبها نتيجة لتنامي أنشطتها الصناعية.
و يتفاعل جسم الإنسان مع ارتفاع درجة حرارة الجو، بضخ كميات كبيرة من الدم إلى سطح الجلد ليتمكن من طرد حرارة الجسم الداخلية للسطح، وهو ما يؤدي إلى إفراز العرق، وعند تبخره تبدأ حرارة الجسم في الانخفاض مرة أخرى، ويتحكم الجهاز العصبي لدى الإنسان من خلال آلية "ضبط الإيقاع" في ضبط حرارة الجسم وإبقائه في حالة صحية.
وعند ارتفاع درجة الحرارة يحاول الجسم الحفاظ على درجة الحرارة الطبيعية عند 37 درجة مئوية، ويساعد التعرق وتدفق الدم إلى الجلد في الحفاظ على درجة الحرارة الطبيعية للجسم عن طريق التحول الحراري، وعندما لا يستطيع الجهاز العصبي القيام بما يكفى لعملية التحول الحراري في الجسم لأي سبب، يصاب الإنسان بالأمراض ذات العلاقة بالحرارة.
واشتداد درجة حرارة الجسم يمكن أن يتطور بوتيرة سريعة في البيئة شديدة الحرارة، ويختلف ارتفاع حرارة الجسم الذي تسببه الإصابة بالحمى عن اشتداد حرارة الجسم الناتج عن الأمراض التي تسببها أشعة الشمس وارتفاع حرارة الجو، فالحمى عادة ما تكون رد فعل الجسم على الالتهابات وغيرها من الأعراض، فيما يكون اشتداد حرارة الجسم الناتجة عن حرارة الجو نتيجة لعدم تمكنه من القيام بعملية تحويل الحرارة بالكفاءة المطلوبة، أو لأن الحرارة الخارجية المكتسبة مرتفعة للغاية.
وفي أغلب الأحوال فإن الظروف البيئية والجسدية قد تجعل من الصعب على الإنسان الاحتفاظ ببرودة الجسم، والحالات المرتبطة بحرارة الجو غالبا ما تكون ناتجة عن العطش أو الجفاف والإرهاق، أو انهما قد يفاقمان الحالة، فممارسة التمارين الرياضية تحت ظروف حرارة مرتفعة، والعمل تحت تلك الظروف، أو ارتداء الملابس الثقيلة يزيد من خطر الإصابة بضربات الشمس والإرهاق الاحتراري.
وتزيد حرارة الجو من عصبية المزاج لدى البشر، والشعور بالاكتئاب، إلى جانب العديد من الأمراض المرتبطة بحرارة الجو، وتتمثل في ظهور الطفح الجلدي الحراري "حمو النيل"، وينتج عندما لا يصل العرق الذي يضخه الجسم إلى الجلد مسببا طفحا جلديا يشعر معه الإنسان بالحاجة إلى حك الجلد، وينتابه شعور بعدم الارتياح والضيق، وتورم الساقين واليدين وهو أمر قد يحدث عند الوقوف أو الجلوس لفترة طويلة في ظروف اشتداد حرارة الجو، وانقطاع الأنفاس والتوتر الناتج عن الحرارة، وهو ما يحدث عادة في التوتر الذي يشعر به الإنسان في ظروف الجو الحار، والإغماء الناتج عن انخفاض ضغط الدم نتيجة تمدد الأوعية الدموية بسبب الحرارة، وانتقال سوائل الجسم إلى الساقين نتيجة الجاذبية.
والإرهاق المفرط أحد الأعراض المصاحبة لارتفاع درجة الحرارة، وهو ما يحدث عادة عند ممارسة عمل شاق أو الرياضة في ظروف حرارة الجو، دون شرب السوائل لتعويض ما يفقده الإنسان منها، فيحدث تشنج في العضلات، حيث يفقد الجسم مع العرق والأملاح والمعادن، وكذلك ضربة الشمس التي تحدث عندما يفشل الجسم في ضبط حرارته وتستمر حرارة الجسم في الارتفاع، وغالبا ما تصل إلى 40.6 درجة مئوية أو أعلى من ذلك، وتعتبر ضربة الشمس من حالات الطوارئ الصحية التي تستلزم العلاج الفوري.