صدى العرب : سياسيون ومثقفون جزائريون: هجوم رفح إرهابي غادر وعلى المصريين الوقوف خلف جيشهم (طباعة)
سياسيون ومثقفون جزائريون: هجوم رفح إرهابي غادر وعلى المصريين الوقوف خلف جيشهم
آخر تحديث: السبت 08/07/2017 09:51 ص أ.ش.أ

 أدانت شخصيات سياسية وأدبية جزائرية بارزة الهجوم الإرهابي الغادر الذي استهدف أمس الجمعة حاجزا أمنيا في منطقة "البرث" جنوب رفح بشمال سيناء وأسفر عن استشهاد وإصابة عدد من أفراد القوات المسلحة ، واصفين الحادث بأنه "عمل مدان وجبان" ، ومؤكدين في الوقت ذاته قدرة مصر الكبيرة على تجاوز تلك الأحداث التي تريد النيل من مقومات الدولة واستقرارها وأمن مواطنيها.

ودعت الشخصيات الجزائرية - في تصريحات لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط بالجزائر اليوم السبت - الشعب المصري للوقف صفا واحدا خلف قيادته وقواته المسلحة حتى القضاء على هذه الآفة الخطيرة "الارهاب" التي تريد النيل والمساس من مقومات الدولة المصرية ، مشيرة إلى أن جيش مصر له من القوة ما يكفل ردع هؤلاء الارهابيين الذين يهددون استقرار البلاد.

فمن جهته، أدان الخبير الأمني "أحمد ميزاب" رئيس اللجنة الجزائرية الإفريقية للسلم والمصالحة بشدة استهداف جنود القوات المسلحة المصرية جنوب رفح ، وقال "ان هذا العمل الارهابي الجبان سيزيد المصريين قوة تماسكا في مواجهة ظاهرة الإرهاب الخبيثة".

وأشاد بتمكن القوات المصرية من استهداف سيارات العناصر التكفيرية التي نفذت الهجوم ردا على هذا العمل الجبان ، مؤكدا أن من شأن هذه الضربات أن تعمل على دحر الارهابيين بعيدا عن مصر للحفاظ على أمنها وسلامتها.

وقال ميزاب:"إن الأمن القومي المصري هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي الجزائري والعكس صحيح ..يجب تبني استراتيجية عربية موحدة للقضاء على ظاهرة الارهاب التي تعددت أشكالها في خضم ما يشهده البيت العربي من تصدع وهو ما يتوجب أن نوجه خطابا للمكاشفة والمصارحة نحو انشاء آلية عربية لمكافحة هذه الآفة الخطيرة التي باتت تسهدف مقومات الدولة الوطنية".

وأكد أن العنوان الاساسي للهجمات الارهابية هو أن الارهاب لا حدود له ولاجنسية له ولا هوية ، بل يرسخ أن الكل مستهدف وفي أي مكان وأن هذه الظاهرة هي ظاهرة عالمية تستوجب بالمقابل البحث عن استراتيجية شاملة لمواجهتها وإن اختلفت الوسائل محليا ، مشددا على ضرورة إعداد دراسات عن الظاهرة الإرهابية من النشأة والتطور وصولا إلى الأبعاد التي اتخذتها بوصف الأمر لبنة أساسية لإعداد سياسة وإستراتيجية كاملة لمكافحة الإرهاب.

وقال الخبير الأمني الجزائري : "لا بد من دراسات حول الإرهاب حتى نتمكن من إعداد سياسة كاملة لمكافحة هذه الظاهرة التي أخذت أبعادا أخرى وتجاوزت طابعها التقليدي"، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة تبني سياسة الوقاية.

واعتبر أن طرق مكافحة الإرهاب ليس بالسهولة التي يعتقدها الجميع بالنظر لكون الظاهرة أخذت أبعادا أخرى وصار الحديث عن "إرهاب عابر للحدود" ، مشيرا إلى أن الجزائر تحدثت في السابق عن ضرورة وضع آليات في المجتمع الدولي لتجفيف منابع تمويل الإرهاب وأعدت رؤية لذلك وهو أمر إيجابي غير أنه يظل غير كاف بالنظر لغياب آلية دولية لهذا الغرض.

في السياق ذاته، ، قال الروائي الجزائري "رشيد بوجدرة" :"أدين بأشد العبارات الاعتداء الإرهابي الجبان الذي استهدف القوات المسلحة المصرية في سيناء وأودى بحياة جنود أبطال قدموا أرواحهم فداء لوطنهم" ، مشيرا إلى أن الارهابيين والمتطرفين باتوا بختبئون وراء "الأقنعة الدينية" في حين أن الارهاب لا علاقة له بالدين.

وأضاف الروائي الجزائري المعروف :"أقف بجانب هؤلاء الأبطال وذويهم ...وأقف أيضا بجانب الشعب المصري الشقيق ...صدمت وحزنت من هذا العمل الارهابي الإجرامي الجبان ..نندد بهذا العمل الإرهابي المجرم الذي استهدف جنودا أبطالا وأنا أقف تماما مع الشعب المصري في هذه الظروف الصعبة والمؤلمة".

ودعا بوجدرة المجتمع الدولي إلى إيجاد "نهج شمولي للتصدي لهذا الإرهاب الأعمى الذي بات يضرب من خلال عصاباته المجرمة مختلف أنحاء العالم ويهدد مستقبل البشرية، بمختلف أبعاده الأمنية والفكرية والتمويلية والتنظيمية" ، مؤكدا ضرورة أن تتبنى الدول العربية رؤية ثقافية موحدة لمحاربة الإرهاب والتطرف وتحصين الشباب ضد مظاهر التطرف والانغلاق الفكري بكل أشكاله واتجاهاته.

بدوره ، أكد الدكتور إبراهيم أبو لحية رئيس اللجنة الخارجية لمجلس الأمة السابق، وأحد أبرز قيادات حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر ادانته التامة للهجوم الإرهابي ، مؤكدا أن الشعب المصري لن تثنيه هذه الأفعال الإرهابية ولن تفت في عضده ، وداعيا إياه إلى التماسك والقوف خلف قواته المسلحة من أجل دحر والقضاء على هذه الآفة الخطيرة .

وأكد أن الحكم بنجاح أو فشل الجهود الدولية الحالية الرامية إلى التصدي للجماعات الإرهابية "ليس متاحا بعد" بالنظر إلى تصاعد الجريمة المنظمة وارتفاع عدد المنضمين إلى الجماعات الإرهابية المتطرفة التي أضحت متعددة الجنسيات ، داعيا الجميع إلى تحمل مسئولياتهم وتنسيق وتوحيد الجهود تجاه العوامل التي تغذي ظاهرة الإرهاب".

من جانبه ، أدان المحلل السياسي اسماعيل دبش الهجوم الإرهابي الجبان الذي راح ضحيته جنود يؤدون واجبهم المقدس تجاه وطنهم ، مؤكدا أن العمل الارهابي دائما ما يكون عملا فاشلا مسبقا ليس له قوة لانه يقوم على ممارسات خفية شأن الأعمال الجبانة كلها.

وأكد أن جيش مصر له من القوة ما يكفل ردع هولاء الارهابيين الذين يهددون استقرار وأمن وسلامة البلاد ، مشيرا إلى أن ذلك يتطلب تعبئة المواطنين والمجتمع المدني على غرار ما فعلته الجزائر في "عشريتها السوداء".

وقال المحلل السياسي الجزائري :"الارهاب غريب على مصر وجاء عام 2013 أي منذ فشل جماعة الاخوان في إدارة شئون الدولة المصرية" ، داعيا المجتمع المصري كافة أن يدرك تمام الادراك أن هناك مؤامرة كبرى تستهدف مقومات الدولة المصرية وليس الأمن او الجيش فقط.