صدى العرب : عبد الحسين ميرزا في حوار صريح لصدي العرب :حلم الوحدة العربية أمل نتمني أن يتحقق (طباعة)
عبد الحسين ميرزا في حوار صريح لصدي العرب :حلم الوحدة العربية أمل نتمني أن يتحقق
آخر تحديث: الأحد 30/10/2016 02:51 ص د.أمانى الموجي


الدكتور عبد الحسين بن على ميرزا وزير شئون الكهرباء والماء بمملكة البحرين عمل في مجال الغاز والنفط  لمدة أربعين عاما وتدرج في جميع المناصب بشركة نفط البحرين إلى أن وصل لمنصب وزير دولة وقام بتأسيس مجلس المناقصات وترأسه  ثم شغل منصب وزير شئون مجلس الوزراء ثم تم تعيينه وزيرا للنفط والغاز ثم وزيرا للطاقة وبعد أن إنفصلت الكهرباء والماء عن وزارة الطاقة أصبح وزيرا للكهرباء والماء بمملكة البحرين ويفتح الوزير البحريني  قلبه وخزائن اسراره  في حواره  لـصدي العرب  قائلا أن فن الإدارة الحديث يعتمد على الإلمام بتفاصيل العمل وليس التخصص والمهم هو الإدارة الصحيحة والاستراتيجية الناجحة وأشار إلى أن هناك شبكة ربط كهربائي بين دول مجلس التعاون الخليجي الست  بالاضافة الي شبكة سكك حديدية وربط مائي وهناك مساعي لربط كهربائي بين جميع الدول العربية .... وإلى نص الحوار:

 

 توليتم وزارة  الكهرباء والمياه بمملكة البحرين لفترتين منذ عام 2012 وحتى الآن وتوليتم مناصب عديدة مثل وزير الدولة لشئون مجلس الوزراء  ووزارة الطاقة منذ أن كانت وزارة الكهرباء والماء منضمة إلى وزارة البترول، وبعد ذلك تم فصلهم وتوليتم بعدها وزارة الكهرباء والماء.. نود الحديث عن تدرجكم في تلك المناصب القيادية ودوركم فيها؟

- أنا خلفيتي أساسا في مجال النفط والغاز وعملت في شركة نفط البحرين لمدة أربعين عاما وبدأت فيها منذ البداية كمتدرب وفى الشركة وقتها كان كل المدريين من بريطانيا، فكان لابد لأى موظف في شركة نفط البحرين أن يتدرب على جميع المناصب ويأخذ التدريب بالكامل على جميع فروع الشركة وجميع أقسامها، وأنا تدرجت في المناصب من متدرب إلى رئيس قسم إلى أن وصلت إلى مساعد مدير و مدير وفى عام 2002 عرض علي صاحب السمو ورئيس الوزراء الموقر تولى منصب وزير دولة أي أشارك في مجلس الوزراء الذى يتخذ القرار مع القيادة المكونة من جلالة الملك ورئيس الوزراء وسمو ولى العهد، وهم يعرضون على مهام خاصة وبعد شهرين من منصب وزير الدولة تم تكليفي كوزير دولة أن أتولى رئاسة مجلس المناقصات وكان هناك قانون بذلك وأنا قمت بتأسيس مجلس المناقصات مع مجموعة معي في مجلس الإدارة.

 

- وهل اختلف الوضع في مجلس المناقصات أم ظلت الأمور كما هي عليه؟

- طبعا صعب الحديث عن الأشخاص الآخرين ولكن النظام مازال موجودا حتى الآن، وفى بداية عام 2004 عرض علي صاحب السمو ورئيس الوزراء أن أكون وزير شئون مجلس الوزراء وهذه مهمة صعبة جدا لأن وزير شئون مجلس الوزراء لابد أن يجتمع يوميا مع صاحب السمو رئيس الوزراء وهو إنسان دقيق جدا ويريد كل شيء كامل ودقيق في كل عمله وتعلمت الكثير من سمو رئيس الوزراء لأنه كل يوم كان هناك اجتماعات خاصة لعدد من المسؤولين مع سمو رئيس الوزراء قبل أن يبدأ اجتماعاته مع الزوار ، وأثناء اجتماعاته مع الزوار كنت أشاهد كيف يديرسموه الكثير من الامور، و تعلمت الكثير من صاحب السمو رئيس الوزراء.

 

- ماذا اضافت التجربة لكم في مجال العمل؟

- هذه التجربة كانت مهمة جدا، فأي إنسان يجلس مع رئيس وزراء مملكة البحرين يرى فيه قمة الإدارة الصحيحة فهو إنسان سياسي محنك ورجل من الطراز الفريد ومرتب في جميع أعماله، ومنظم ودقيق في مختلف الأمور والحمد لله وفقني الله في عملي وجئت بمبادرات نالت إستحسان سمو رئيس الوزراء وكان يعتمد علىّ كثيرا وفى سبتمبر 2005 تم تعييني من جلالة الملك حمد بن عيسي آل خليفة للعمل على اقتراحات لكى نغيرها من وزارة إلى هيئة وطلب أن أعمل على هذا الشيء بشخصي وأقدم الدراسات الكافية في نفس العام وقدمت وقتها اقتراحا على أساس أن تتحول الوزارة إلى هيئة النفط والغاز ولها مجلس إدارة مثل الشركات الخاصة وأن نغير طريقة وأسلوب العمل من القطاع العام إلى القطاع الخاص وأن تؤخذ القرارات بشكل أسرع وأن تسير الأمور باللامركزية وتم تعييني من قبل جلالة الملك وقتها وزيرا لشئون النفط والغاز، وبعدها أصحبت وزيراً النفط والغاز، وفى فبراير 2011 تم ضم الكهرباء والماء إلى النفط والغاز، وأصبحوا وزارة الطاقة وتشمل جميع أنواع الطاقة وتم تعييني وزيرا للطاقة أي في إدارة الوزارتين وهذه مهمة كبيرة بالطبع، فالكهرباء والماء مهمة لجميع المؤسسات ومهمة لجميع الشعب وهى مرافق مهمة للحياة، ومن ناحية أخرى أن النفط والغاز مهمة جدا أيضا فلا كهرباء بدون غاز وإيرادات الحكومة أكثرها من النفط والغاز وتقريبا 85٪ من إيرادات الحكومة من النفط والغاز، فلذلك كان المنصب  مهم جدا وحساس وبه أسرار كثيرة وبعدها تم الفصل  بين الكهرباء والماء وبين النفط والغاز وأخرجوا النفط والغاز وجعلوه قسما واصبح وزير المالية هو المشرف على النفط والغاز، وفى يونيو 2016 تم فصلهم مرة أخرى واليوم فقط أصبح المسمى وزارة النفط ، وأنا وزير الكهرباء والماء وعندي الطاقة المتجددة وهى الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لأن الطاقة كلمة شاملة وتشمل النفط والغاز والكهرباء والطاقة المتجددة وجميع أنواع الطاقة، وحاليا الاثنين تم فصلهم وهناك وزير لكل قطاع وهذه هي الفترة التي مررت بها.

 

 

- ما اسباب الفصل والجمع مرة أخرى؟

- الأسباب في كل الحكومات وكل الجهات أن هناك قرارات سيادية تأخذها الجهات العليا ولهم أسبابهم وكل مرحلة لها ظروفها ويكون هناك طبعا ضغوط في العمل وهذه الضغوط تتطلب ذلك.

 

 

- توليتم وزارة الكهرباء والماء فلماذا لم تتولوا وزارة النفط  بالرغم من تخصصكم في مجال النفط؟

- في فن الإدارة الحديث الشخص الذى يصبح وزير أو أعلى سلطة في القطاع ليس ضروريا أن يكون ملما بكامل تفاصيل العمل في الجهة التي يعمل بها وأهم شيء هنا هو الإدارة الصحيحة وأن يكون لديه استراتيجية ناجحة وملما بالإدارة وحب التغيير وتحسين جودة العمل وغيرها، ولذلك نرى مثلا في الشركات العالمية أن رئيس الشركة ليس بالأمر الضروري أن يكون من نفس التخصص الذى درس فيه أو الذى يعمل به فالمهم هنا هو الإدارة السليمة، ومن هنا فإن الاختيار الأمثل هنا في الإدارة في العمل والعالم تغير حاليا فالمهم في الشخص الذى يصل إلى قمة الإدارة هو أن يستطيع أن يدير المؤسسة إلى اتجاه التطوير والتحديث، وليس إدارة المؤسسة بنفس الأساليب القديمة.

 

 

- متي يستفيد الشباب من تجربتكم ؟

- التجربة قائمة وموجودة وهناك أمثلة كثيرة من الشركات العالمية الناجحة كمؤسسات نرى فيها أن الأشخاص الذين يقودونها، خلفياتهم لا تكون من نفس العمل الذى هو صلب المؤسسة التي يعمل بها ولكن لديهم حب الإبداع والابتكار وفن القيادة والإدارة والنجاح، ومن هنا يجب أن ينتشر هذا الفكر لدى الشباب العربي ليكون قادرا بشكل متميز على الإدارة والقيادة في المستقبل.

 

 

- كيف واجهت مشكلة انقطاع الكهرباء في المملكه وخطوات حلها؟

- حتى تنجح الأفكار في أي مؤسسة لا بد أن ننسب هذا النجاح لكل شخص بالمؤسسة وبالتالي المؤسسة ستنجح ولابد أن يكون هناك تركيز والانقطاعات كانت جزء من منظومة الكهرباء والماء وكانت تحتاج إلى تركيز أكثر لأنني كوزير بمجلس الوزراء كنت ألاحظ وزراء الكهرباء السابقين في أيام الصيف يوقدون «التكييفات» بكامل قوتها وبالتالي كان هناك انقطاعات متكررة وكان هناك شكاوى وتعلمت من هذه التجربة والحمد لله نجحنا العام الماضي في ألا يشعر الناس في مملكة  البحرين بوجود أي انقطاع أو خلل في الكهرباء ولم يكن هناك أي شكاوى في هذا الموضوع وهذا عمل جماعي يرجع سبب نجاحه لجميع الأفراد بالوزارة واليوم، الناس يشكرون  في جودة الخدمات وهذا جاء بعد مجهود كبير إلى جانب الاستماع إلى شكاوى المواطنين والاستماع لآرائهم والعمل على حل مشاكلهم بشكل به تركيز كبير.

 

 

-  هل المسئول  الناجح  يجب ان يكون محبوبا في إدارته  لتتعاون معه باقي الإدارات في المؤسسة؟

-  طبعا الإدارة والعلاقات مع الموظفين والرؤساء مهمه جدا وكل الدراسات تؤكد أن أي شخص مبدع في العمل الفني يجب ان يكون له إدارة جيدة  في التعامل مع الناس ،وإلا  فكيف سيدير أموره مع الآخرين وبالتالي فلن ينجح هذا الشخص والعامل الأهم هو علاقة الرئيس مع المرؤوسين والتي لابد أن تكون قائمة على الاحترام والتقدير والود والحب في العمل.

 

 

- وكيف ترون الوساطة والمحسوبية في العمل؟

- مع الأسف في كل الدول يوجد نوع من الوساطة، فالوساطة  ظاهره غير صحية لأى مؤسسة لأن هناك موظفين أكفاء ولا يأخذون حقهم ويشعرون بالإحباط  نظرا لعدم وجود تكافؤ الفرص في المؤسسة وبذلك لا يكون لديهم الحافز للعمل بشكل جيد ومن هنا تنعدم المنافسة في العمل لذلك لابد أن يشعر كل موظف أن لديه نفس الفرصة التي يستحقها غيره في العمل وهذه هي الطريقة المثلى ولكن في الحياة العملية يكون هناك صعوبة في تطبيقها للأسف ، ولابد أن تتغير الثقافة في هذا الموضوع وعلينا الاعتماد على الكفاءات وأن نلغى من حساباتنا ظاهرة الواسطة والمحسوبية حتى يتطور العمل.

 

 

 

- وماذا عن محطة "الدور" وأهميتها؟

- هذه فرصة كي نتحدث عن المشاريع التي تمت في وزارة الكهرباء والماء واليوم في مملكة البحرين، هناك خمس محطات رئيسية لإنتاج الكهرباء اثنين منهم تتبع المملكه  وتديرها هيئة الكهرباء والماء والثلاث محطات الأخرى يملكها القطاع الخاص حيث يمولونها ويديرونها ، وهذه المحطات تنتج في مجموعها طاقة إنتاجية حوالى 3920 ميجاوات ومملكة البحرين سجلت أعلى إنتاج استهلكته بالعام الماضي وكان  حوالى 3441 ميجاوات أي أن الاستهلاك أقل من الطاقة لكن هناك زيادة سنوية في الاستهلاك من% 5  الي  6٪ وهذا معناه أن الإضافة الموجودة حاليا بين القدرة الإنتاجية والاستهلاك سوف تنتهى وبالتالي سنحتاج إلى طاقة إنتاجية استيعابية جديدة وإضافية ، ومن هنا جائت فكرة انشاء محطة «الدور» وهى المرحلة الأولى وقتها  ويسير العمل على إنشاء المرحلة الثانية منها وهى مشروع ضخم يتكلف حوالى مليار ونصف المليار دولار لكن مسئولية إدارة محطات الكهرباء أولا وأخيرا تقع على عاتق وزير شئون الكهرباء والماء بمملكة البحرين وهيئة الكهرباء والماء، ولابد من التأكد من أن القطاع الخاص يقوم بالإنتاج بحسب الاتفاقية معهم، والوزارة والهيئة في النهاية هي المشرفة على ذلك وبمناسبة مشاركة القطاع الخاص في مجال المحطات الكهربائية مثلا محطة مثل محطة «الدور» في كل مراحها تحتاج لتكلفة عالية تصل إلى 2.2 مليار دولار وهذا مبلغ ضخم والشركات الخاصة هي التي استثمرت في مثل هذه المشروعات وهى التي قامت بتمويلها فهي تمول وتبنى وتدير المحطة ولكن حسب الاتفاقية مع الحكومة، يتم بيع الكهرباء للحكومة بسعر معين ومتفق عليه من خلال المنافسات والمناقصات وهذا السعر هو مقابل المصاريف التي صرفوها في تلك المشاريع.

 

 

 - ما مستقبل التعاون بين وزارة الكهرباء بمملكة البحرين ونظيرتها المصرية؟

- العلاقات بين البلدين علي أعلي مستوى و هناك تعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي، فهناك شبكة ربط كهربائي بين دول مجلس التعاون الخليجي، وهذه الكتلة ستؤدى في المستقبل أن يكون هناك ربط مع باقي الدول العربية، فحاليا هناك حديث عن الربط الكهربائي بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية والسعودية جزء من المنظومة الخليجية والفكرة في النهاية سيكون هناك ربط كهربائي عربي كامل بين كل الدول العربية فمثلا دول المغرب العربي لديهم شبكات كهربائية مترابطة مع بعضهم البعض، وأي دولة مشتركة في فصل الصيف تعانى من أزمة كهرباء سيأتي لها الإمداد من شبكة الربط الكهربائي العربية .

 

 

- كيف تطورون من مصادر المياه في مملكة البحرين وإمكانية تبادلها ؟

- في مملكة البحرين الآن هناك مجلس الموارد المائية برئاسة معالى نائب رئيس الوزراء وأنا عضو فيها معنا أعضاء من بعض الوزارات التي تخص المياه ومياه الصرف الصحي ومياه الشرب وغيرها حتى نعمل خطة استراتيجية لاستدامة المياه في المملكه ، ودول الخليج الست وقام  معهد الملك عبدالله في السعودية بإعداد دراسة وإقتراح لاستراتيجية استدامة المياه في كل دول مجلس التعاون الخليجي  ودول الخليج وهذه الدراسة اكتملت وعرضت على وزراء الكهرباء وتم الاتفاق عليها والآن نحن بصدد الربط الثنائي لهذه الدول الست ،ومملكة البحرين ليس لديها مصادر غير مياه الخليج العربي لكى تحولها لمياه محلاه للشرب و90٪ من المياه المحلاة للشرب هي مياه محلاة من البحر، فإذا حدث لا قدر الله تلوث في مياه الخليج، فمملكة البحرين ليس لديها مصدر تحلى منه المياه ولذلك لابد أن يكون هناك ربط بين دول الخليج و أن يكون هناك استفادة من المصادر الموجودة بالدول الأخرى أو بناء محطات تحلية خارج مياه الخليج تشارك فيها الست دول، وهناك اتفاق علي أن يتم عمل اتفاقيات ثنائية بين دول الخليج للتعاون فيما بينهم مثلما حدث في الربط الكهربائي ولذلك هناك فكرة للربط المائي ونعمل عليها وهناك مشروع ربط للسكة الحديد وهذا نسعى للعمل عليها ودول الخليج حاليا تنجح في التعاون فيما بينها ونسعى أن يمتد هذا التعاون للدول العربية كلها.

 

 

-هناك من يتحدث عن إنجازاتكم في رفع المخزون المائي لمملكة البحرين امتد لـ3 أيام؟

- نعم الحمد لله كان المخزون المائي في البحرين يكفي ليوم واحد واليوم أصبح المخزون المائي يكفي لثلاثة أيام ونسعى أن نزيد في رصيده الاحتياطي ليخدمنا في فترات الأزمات.

 

 

- رؤيتكم للمؤامرات ضد الوطن العربي؟

- جميع دول العالم مرت بالمراحل التي يمر الوطن العربي الآن ولكن الدول العربية تجمعها أمور كثيرة حيث يجمعها اللغة والدين والثقافة والتراث وغيرها من مثل هذه الأمور وستخرج منها الي الافضل في مملكة البحرين كلنا علي ثقة بقيادتنا وعلي رأسها صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة  ،وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء  ،وصاحب السمو الملكي الامير سليمان بن حمد آل خليفة ولي العهد والنائب الاول لرئيس الوزراء ونقف خلفها صفا واحداً لتحقيق أهداف التنمية دون الالتفات إلي المعوقات التي قد يصنعها البعض وهم قلة لا وزن لهم.


تصوير : هاني عبد ربه




شاهد نص الحوار بالفيديو