صدى العرب : جائزة عيسى لخدمة الإنسانية (طباعة)
جائزة عيسى لخدمة الإنسانية
آخر تحديث: الأربعاء 28/06/2017 11:41 ص
السفير: خليل الذوادي السفير: خليل الذوادي

إنه شهر يونيو 2017م كان الموعد مع حدث مهم يتكرر كل سنتين وجائزة عيسى لخدمة الإنسانية، وهي جائزة تأسست بمملكة البحرين عام 2009م وارتبطت عالميًا باسم المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير البلاد الراحل طيب الله ثراه القائد الإنسان الذي قاد بلاده نحو مراقي النماء والبناء والتحضر وتمثل ذلك في المؤسسات والصروح الاقتصادية والمالية والتربوية والصحية والعلمية إلى جانب حبه لشعبه والسهر على راحته وطمأنينته ومد يد العون لكل محتاج بالإضافة إلى مشاريع إنسانية عديدة يعود مردودها على المواطنين بالخير، حتى عرف بالجود والكرم والطيبة والمحبة الصادقة فتواصلت محبته مع أبناء شعبه، والمغفور له بإذن الله تعالى المولود بقرية الجسرة بتاريخ 3 يونيو 1933م تولى حكم البلاد بعد رحيل والده المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ سلمان بن حمد بن عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين وتوابعها وكان ذلك في عام 1961م وقد تميزت فترة حكم الشيخ عيسى بعصر المؤسسات إلى أن اختاره الله إلى جواره في السادس مع شهر مارس عام 1999م.

وهذه الجائزة هي تخليد وتجديد لذكرى إنسان عاش من أجل وطنه وأمته وشعبه وقد أنشأ هذه الجائزة الأبن البار بأبيه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى حفظه الله ورعاه والذي قال في الاحتفال الأخير بالجائزة في نسختها الثالثة: «نستذكر في هذه المناسبة المباركة، صاحب العظمة الوالد الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، طيب الله ثراه، ونستحضر خصاله الإنسانية وشمائله النبيلة، وسجاياه العظيمة، التي اتصف بها رمزًا للوطن، وباني عزه ومجده، وقائد مسيرته لثلاثة عقود شكلت نقله حضارية في تطور مملكة البحرين السياسي والاقتصادي والاجتماعي». وأضاف جلالته أيضًا: «اننا ننظر بكثير من الاعتزاز والتقدير للدور الذي تقوم به هذه الجائزة الرصينة لخدمة الإنسانية بعد أن تعدت حدود المكان وحققت الغاية من إنشائها منذ انطلاقتها في تخليد ذكرى والد الجميع رحمه الله تجسيدًا لما حباه الله به من تواضع جم وتواصل مع أبناء شعبه وحب لفعل الخير ومساعدة كل محتاج، بصفاته السمحة التي اكسبته محبة واحترام وتقدير الجميع، وأن هذه الجائزة تمثل ما يمتاز به شعب مملكة البحرين على مر العصور من انسجام وتآخ وتسامح ديني وثقافي وفعل الخير وخدمة الإنسانية والإسهام في تقدم الإنسان ورفاهيته».

وفي هذا العام ذهبت الجائزة إلى صرح علمي هو مستشفى 57357 وهو مؤسسة مستشفى سرطان الإطفال بجمهورية مصر العربية بعد أن كانت الجائزة قد منحت في دورتها الأولى للدكتورة جميلة محمود من مؤسسة MERCY وهي من أهم المؤسسات الوطنية في ماليزيا، وأكثرها شهرة على مستوى العالم في مجال الخدمات الإنسانية بينما كانت الجائزة في نسختها الثانية للدكتور اشيوتا سامنتا مؤسس معهد كالينجا للعلوم الاجتماعية ومعهد كالينجا للتكنولوجيا الصناعية بجمهورية الهند. ومؤسسة مستشفى سرطان الأطفال بمصر 57357 لها إنجازات مشهود لها بالكفاءة والتميز وأنقدت مئات الأطفال من هذا الداء الخبيث وقد عبر جلالة الملك عن ذلك أيضًا في خطاب تسليم الجائزة: «إننا نعبر عن سعادتنا بأن ينال الجائزة في هذه الدورة صرح كرس عمله وجهده في علاج الأطفال والبحث في أسباب وشفاء مرض خبيث وفتاك؛ إضافة إلى أنه في بلد عربي شقيق نعتز بما يربطنا به وقيادته الحكيمة من علاقات أخوية متميزة، هو مستشفى سرطان الأطفال بجمهورية مصر العربية الشقيقة».

وكان جلالته الرئيس الفخري للجائزة حفظه الله ورعاه قد أكد في كلمته على أهمية «أن تستمر هذه الجائزة في دعم وتشجيع أعمال البر والخير التي تخدم الإنسان أينما كان مخلدة ذكرى فقيد الوطن والإنسانية صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه وأسكنه فسيح الجنان إنه سميع مجيب».

والجائزة في رؤيتها «تسعى لتقدير ومكافأة إسهامات أولئك الذين يريدون تغيير العالم نحو الأفضل من خلال علمهم وعملهم الدؤوب المتفاني والمبتكر الذي يساعد في استعادة الثقة بالروح الإنسانية الخيرة وفي تحقيق عالم أفضل إنسانيًا لأجيال المستقبل».

وقد تعددت مجالات جائزة عيسى الإنسانية بحيث يشمل؛ الإغاثة والتصدي للكوارث، التعليم، الحوار بين الحضارات، تعزيز التسامح الإنساني، تعزيز السلم العالمي، التحضر المدني، العناية بالبيئة والتغير المناخي، الإنجاز العلمي، التخفيف من وطأة الفقر والعوز، بالإضافة لأية مجالات قد تستجد.

ويحصل الفائز بالجائزة على شهادة تقدير ملكية وميدالية من الذهب الخالص ومبلغًا ماليًا قدره مليون دولار أمريكي تقديرًا للخدمات المتميزة للإنسانية. والاختيار الدقيق لمؤسسة مستشفى سرطان الأطفال 57357 بجمهورية مصر العربية جاء بناء على ما حققه هذا المستشفى من إنجازات وما يحمله من رسالة إنسانية تلتقى وأهداف الجائزة وقد عبر سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس الوزراء رئيس مجلس الأمناء في احتفالية الدورة الثالثة للعام 2017م عن هذا الدور للمستشفى بالقول: «يسرنا أن نعلن أن جائزة الدورة الحالية آلت إلى مؤسسة طبية اعتبرتها اللجنة مستحقة بكل المقاييس في أهدافها وأسلوب عملها، وإدارتها وبرامجها المستقبلية، فضلًا عن استفادة شرائح عريضة محتاجة لخدماتها الإنسانية» وأضاف سموه: «تؤمن لجنة التحكيم أن شروط الاستحقاق توفرت إلى حد كبير في المؤسسة الطبية النموذجية مستشفى سرطان الأطفال التي تتكفل بمعالجة الأطفال المصابين بداء السرطان في جمهورية مصر العربية والدول العربية الشقيقة مسجلة معدلات عالية من الشفاء بفضل الله في هذا المجال».

كما عبر لويس أمادو عضو لجنة التحكيم في الدورة الثالثة 2017م عن هذه الجائزة بالقول: «إن الجائزة تمثل بصيص أمل في الظلمة التي يعاني منها الكثير من الناس في العالم هذه الأيام، ليس فقط من خلال ما تعنيه كمساهمة للمؤسسات التي تحصل عليه، ولكن أساسًا من خلال ما تمثله من إشارة إلى حساسية المعاناة الأساسية الفردية التي تتجاوز البعد الجماعي للمآسي الإنسانية». وعن استحقاق مستشفى سرطان الأطفال بمصر 57357 قال لويس أمادو: «إن مستشفى سرطان الأطفال بمصر يتوفر على جميع المعايير المنصوص عليها في المرسوم الملكي الذي أسس الجائزة؛ وأضاف «إننا نتفق جميعًا على أن الإسهام في التخفيف من معاناة الأطفال هو أكثر المهام النبيلة التي يمكن أن يضطلع بها الإنسان، وهذا هو الهدف اليومي لهذه المؤسسة التي قررنا منحها الجائزة اليوم».

وكان الاستاذ الدكتور عمرو عزت سلامة رئيس مجلس أمناء مؤسسة مستشفى سرطان الأطفال قد ترأس وفد المؤسسة في استلام الجائزة والذي عبر عن سعادته لتمثيل مؤسسة مستشفى سرطان الأطفال 57357 «تشرفت بنيل جائزة عيسى لخدمة الإنسانية في دورتها الثالثة، هذه الجائزة العريقة التي أسست تكريمًا وتخليدًا لأمير البحرين الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، والتي تعد إسهامًا من مملكة البحرين للعالم لتشجيع الأعمال والمبادرات الإنسانية التي تهدف لإسعاد العالم». وأضاف: «نحن نستعد للاحتفال بمرور 10 أعوام على إنشاء مستشفى سرطان الأطفال 57357 هذا الصرح العلمي والصحي والتعليمي الذي يسعى لمحاربة سرطان الأطفال على مستوى الوطن العربي والذي تحول اليوم إلى صرح كبير يفخر به كل أبناء وطننا العربي».

وقد بدأت فكرة المستشفى عام 1998 وكان الهدف من المشروع توفير مستشفى خيري مجاني يقدم العلاج النموذجي لأطفال المنطقة وليس فقط داخل مصر، وشهد المشروع دعمًا من العرب جميعًا. وقد تحول المستشفى إلى صرح طبي علمي يقدم خدماته العلاجية للأطفال مرضى السرطان مجانًا في الوطن العربي كله ويحرص ليس فقط على تقديم الخدمات العلاجية بل مواصلة الأبحاث العلمية والاهتمام بالتعليم والتدريب من خلال عقد العديد من اتفاقيات التعاون مع الجامعات والمراكز العلمية.

إن منح جائزة عيسى لخدمة الإنسانية لمشاريع وأفراد أسهموا في خدمة أوطانهم والإنسانية يعتبر من الأعمال المؤسساتية في مملكة البحرين التي تسعى للريادة والتميز وخدمة أمتها وخدمة الإنسانية جمعاء وهي جهود تبذل على مدى العام بحثًا وتنقيبًا ودراسة علمية موثقة لضمان أن تذهب الجائزة لمن يستحقها فعلًا عن جدارة وتميز، وهي لعمري جهود مضنية ومقدرة ولذلك فقد تم اختيار مجلس أمناء لهذه الجائزة من أشخاص عرفوا بعلمهم وخبرتهم وتجاربهم وحرصهم على الدقة والإجادة وعلى رأسهم سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة رئيس مجلس الأمناء، وعضوية الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة النائب الأول لرئيس مجلس الأمناء وتقي محمد البحارنة النائب الثاني لرئيس مجلس الأمناء وعضوية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة والدكتور محمد علي بن الشيخ منصور الستري، والشيخة مي بنت محمد آل خليفة، والدكتور منصور محمد سرحان، وعلي عبدالله خليفة عضو مجلس الأمناء الأمين العام للجائزة بالإضافة إلى الأمانة العامة للجائزة والتي هي عبارة عن جهاز الجائزة التنفيذي الذي يتولى إدارة كافة الشؤون الإدارية والمالية والتنظيمية ويقوم بمهام الدعوة إلى الترشح واستقبال الترشيحات وفرزها إلى جانب التنسيق بين مجلس الأمناء ولجان التحكيم وقيادة فرق البحوث الميدانية وتنظيم احتفاليات تسليم الجائزة والترويج لها كجائزة عالمية.

إننا لا نملك إلا أن نشيد بكل هذه الجهود المقدرة والتي نعلم أن العمل فيها يكون بلا كلل أو ملل كما يتسم بالدقة المتناهية تحقيقًا لإنجازات تفخر بها مملكة البحرين لما عرف عنها من خدمة للإنسانية جمعاء وبما يحقق الأهداف العزيزة والغالية والتي تحمل اسما غاليا على البحرين وأهلها جميعًا جائزة عيسى لخدمة الإنسانية... ونتطلع دائمًا لإنجازات تحققها هذه الجائزة بفضل جهود الجميع والتعاون الوثيق الذي لمسناه عن قرب مما يجعلنا نفخر ونعتز بكل إنجاز يرفع اسم مملكة البحرين عاليًا.

وعلى الخير والمحبة نلتقي