صدى العرب : "فزعة" محمد بن زايد (طباعة)
"فزعة" محمد بن زايد
آخر تحديث: الخميس 19/03/2020 05:18 م
بقلم/ ناصر محمد بن مفتاح الشامسي بقلم/ ناصر محمد بن مفتاح الشامسي
بعيدا عن الفزع المصاحب لحالة الرعب التي نشرها فيروس "كورونا" جاءت الفزعة الاماراتية لتواكب  موجات الإجراءات الاحترازية التي سادت كل أنحاء العالم بكل ما صاحبها من مظاهر القلق والرعب خوفا من الفيروس  المستجد الذي اقتحم حياة البشر في كل ربوع الكرة الأرضية ورغم كل المحاذير من التعامل مع المصابين بالفيروس الفتاك اطلقت دولة الامارات العربية مبادرة لم تشهد الدنيا مثيلا لها من قبل حيث احتضنت٢١٥ من جنسيات عربية واجنبية في مدينة الامارات الإنسانية التي أقيمت في ٤٨ ساعة بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية وبمتابعة مباشرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي اطلق المدينة الإنسانية في مبادرة تستحق ان توصف ب "فزعة" محمد بن زايد والتي تعد امتدادًا لمسيرة الخير التي أطلقها قبل خمسين عامًا المغفور له الشيخ زايد آل نهيان طيب الله ثراه.
ونتوقف أمام لفظ " الفزعة" وهي من اهم مصطلحات الخير في الموروث الإماراتي وتعني تحديدًا الغوث ومد يد العون ومساندة المحتاجين في الظروف الصعبة او وقت الكوارث الطبيعية او الأزمات الاقتصادية وقد كانت الفزعة دائما هي الوسيلة لتأكيد أسمى معاني التكامل الاجتماعي في مجتمع يشعر كل فرد فيه بانه في أمان وسط الكل وأنه بدوره خادم للكل
وهنا نجد أن الإجراءات الاحترازية في الامارات تجاه فيروس كورونا المستجد قد اتخذت طابعا انسانيا فريدًا وغير مسبوق في التعامل مع الأوبئة التي عرفها العالم خلال السنوات الماضية بعد ان بادرت دولة الإمارات الى تأكيد ريادتها للعمل الإنساني العالمي باتخاذ موقف حماية البشرية من تداعيات الإصابة بفيروس كورونا ولم يقتصر ذلك على توفير الرعاية الطبية والتوعية الصحية لشعبها وكل المقيمين على أرضها بل امتدت مساعيها وجهودها الى حماية الشعوب في الدول الشقيقة والصديقة بفضل توجيهات القيادة الرشيدة بكل حكمتها السديدة.
لقد وقف العالم كله في موضع الإعجاب والتقدير والامتنان لتلك الخطوة الرائعة و الرائدة  التي قامت بها قيادة الامارات عندما امر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد ابوظبي بتوفير كل الإمكانيات لإجلاء الأشخاص المغتربين في الصين والعالقين في
مقاطعة هوبي الصينية التي تفشى فيها هذا الوباء الفيروسي المستجد كورونا حيث قامت الطائرات الاماراتية بنقل هؤلاء العالقين
وعددهم 215شخصا من الجنسيات العربية والأجنبية بلا استثناء علاوة على توفير الرعاية الصحية الكاملة في مدينة الامارات الإنسانية التي أنشئت خصيصا لاستقبال العالقين وعلاجهم.
إن ماقامت به دولة الامارات هو امتداد للإجراءات الاحترازية المطبقة في البلاد لكنه يشير أيضًا إلى ان دولتنا الناهضة قد امتدت بأياديها البيضاء لتكون سدًا واقيًا ضد الوباء ولتحقق للأشقاء و الأصدقاء وقاية احترازية لشعوب أخرى وهو ما يعد قمة الإنسانية التي أرسى قواعدها المغفور  له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه والتي تسير على نهجها القيادة الرشيدة للبلاد.