صدى العرب : مسجد ومقام " السيدة حورية " ( زينب الصغرى ) بنت سيدنا الحسين - رضي الله عنهما .. (طباعة)
مسجد ومقام " السيدة حورية " ( زينب الصغرى ) بنت سيدنا الحسين - رضي الله عنهما ..
آخر تحديث: الخميس 18/05/2017 09:15 م بقلم .. الإعلامي والمؤلف .. إسلام يحيى سليم ..



حورية الأنوار ذاك مقامكم سر الشفا .. لبنى سويف نسيمكم رضاها بالصفا

مسك الحسين رحيقكم يروى القلوب محبة .. يا شادي الألحان قل حمد الرب المصطفى

يا حصننا يا أنسنا يا بنت سبط نبينا .. حورية الظل الظليل القلب النقي


السيرة الذكية في تاريخ السيدة حورية رضي الله عنها : -

السيدة زينب الحسينية  : ولقبت بالسيدة حورية رضي الله عنها لشدة جمالها الذي يضاهى جمال حوريات الجنة وورعها ، وقد توفيت بكر لم تتزوج .

نسبها : من جهة الأب فهي بنت الإمام الحسين رضي الله عنه ومن جهة الأم فأمها بنت كسرى ملك الفرس .

تسمى طبيبة أهل البيت : كانت تطبب المرضى في كل زمان ومكان فقد كانت في معركة كربلاء المشهودة قائدة للمستشفى الميداني وهى بنت السابعة عشر عاما أو الثامنة عشر .

سميت بزينب الصغرى : لشبهها مع عمتها السيدة زينب الكبرى .


مجيئها مصر وموتها هناك : -

جاءت إلى مصر مع من جاءوا إلى مصر مع العظيمة المشيرة السيدة زينب عقيلة بني هاشم وبصحبة أخيها الأكبر علي الأصغر زين العابدين وفي أحضان أمها فاطمة أم الغلام وبرفقة زوجة أخيها السيدة الحنونة الرقيقة فاطمة " زينب " بنت الإمام الحسن إلى أرض الكنانة مصر المحروسة .

وكانت رحالة محبة للترحال والسفر حضرت مع الفتوحات الإسلامية لمصر في موكب عظيم من آل البيت وشهدت معهم الفتوحات الإسلامية ، وكانت كثيرا ما كانت تتنقل بين قرى مصر وزائرة مستديمة لمقابر الصحابة والتابعين فكانت رحلتها الأخيرة إلى أرض البهنسا ببني مزار بمحافظة المنيا حيث بقيع مصر الكبير وما يحويه من مقامات أكثر من خمسة آلاف صحابي وتابع لرسول الله ، وكانت آخر موقعة حربية حضرتها ببلدة بهنسا بصعيد مصر ، وأثناء عودتها أصيبت بحمى شديدة توفت على أثرها ببني سويف وتم تشيد مقامها هناك وظلت معروفة لأهالي بني سويف وقد ذكرها على مبارك في خططه التوفيقية في الجزء التاسع ص 92 ، 93 ، وبجوارها مدفون الشيخ سعد الدين ، والشيخ يوسف .


إنشاء المسجد : -

فقد أتت في رؤية مناميه إلى " محمد إسلام بك " وهو من أعيان بني سيف وأخبرته عن إنشاء مسجد في هذا المكان وهو المشهد المشهور الآن بمسجد الست حورية ، ثم استكمل بناء المسجد أبنه " عثمان بك " عام 1323هـ - 1905م .


بالحث عن السيدة حورية : -

لم يذكر التاريخ أن المقام هذا للسيدة زينب بنت الحسين ، بل هو من المحتمل أن يكون " لشيخه تدعى حورية " مثلما  ذكر علي باشا مبارك في خططه ، والله أعلم .

إن جميع المصادر التاريخية والموسوعات التي عنيت بآل البيت الكرام رضوان الله عليهم قد أكدوا في سطورهم أن سيدنا الحسين كانت له ابنة تسمة زينب الصغرى على اسم عمتها الكبرى ، وأضافت بعض المصادر أنها كانت أمها أم ولد وهو لقب كان يطلق على كل " جارية يتزوجها سيدها وينجب منها الولد " ، وذكرها بعض المؤرخون في مواقف عديدة في كتبهم مثل عمدة الطالب ، وترجمة الخطيب في تاريخ بغداد الجزء الثاني وأيضا ذكر بعضهم في كتاب مختصر تاريخ دمشق لابن منظور موقفها في موكب الإباء والعزة والكرامة أمام المدعو يزيد بن معاوية بعدما ألقت كربلاء ببلائها على البلاد وسيق آل البيت كسباية إلى قصر الظلم بدمشق ودخل الموكب المهيب على يزيد وكان حاضر اللقاء أحد أتباعه فشاهد السيدة زينب الصغرى " حورية " فلفتت انتباهه لما لها من حسن لا يقاوم وطلعة غلبت فيها كل بنات جنسها وعليها من بهاء النسا ما لم تحظ به امرأة كانت أو ستكون فهي ذات العينان الواسعتين وسعا يفوق جمال عيون المها وحظيت بوجنتين شامختين كأنهما سنم الجمل وفم أجمل من خاتم النبي سليمان وشعر عالي الهامة كثيف مسدل على الكتفين كأنه شال تلفحت به ذو لون أصفر براق يأخذ العيون .. فظنها الملعون الحاضر في قصر الملعون أنها جارية في صحبتهم من سبايا الحروب ولم يكن يعلم أنها أخت الإمام على زين العابدين المعروف بعلي الأصغر وبالإمام السجاد لكثرة سجوده التي تخطت عدد ركعاته في اليوم الواحد الألف ركعة .. وقال الرجل ليزيد استنكحني هذه الجارية وهو في طريقه للاقتراب منها وكرر وألح في طلبه حتى نهرته العقيلة رئيسة دواوين آل البيت السيدة زينب رضي الله عنها ووبخته وحاضريه عن سبيهم حفيدات النبي الكريم صلى الله عليم وسلم أجمعين فانتفض يزيد وكأنه استفاق ونهر الرجل عن طلب نكاح حفيدة رسول الله وهى ليست لمثله فرد عليه الرجل وقال له وإن كانت حفيدة خاتم رسل الله وأنبيائه فكيف تسبيها ولعن يزيد فما كان منه إلا قطع رأس الرجل .

ومن الرواية السابقة يتأكد لنا أن سيدنا الحسين كانت له ابنة تدعى " زينب " من زوجته السيدة الملكة الكريمة شهربانو أو فاطمة أم الغلام كما اشتهرت بين العامة وأخت الإمام زين العابدين ولكنها " كانت مثل أمها قليلة الكلام لا تحب التدخل في الأمور ولا تحب الظهور كثيرا " ولذلك لم يذكرن كثيرا في مرويات آل البيت عن قصص وحكايات مواقف أهل بيت النبي .