صدى العرب : مشهد " آل طباطبا " أحفاد سيدنا الحسن بن علي بن أبي طلب رضي الله عنهم - بالقاهرة .. (طباعة)
مشهد " آل طباطبا " أحفاد سيدنا الحسن بن علي بن أبي طلب رضي الله عنهم - بالقاهرة ..
آخر تحديث: الجمعة 12/05/2017 11:32 ص بقلم .. الإعلامي والمؤلف .. إسلام يحيى سليم ..

 

يقع مشهد آل طباطبا والذين ينتهي نسبهم الشريف إلى رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، من بحيرة عين الصيرة شمالاً بطريق مصر القديمة  بالقاهرة ، وتحديداً على بعد نصف كيلو غرب مسجد الإمام الشافعي ، حيث يكمن أثراً فريداً من نوعه ومسجل برقم 563 بوزارة الآثار ، والذي يرجع تاريخ إنشاءه إلى القرن الرابع الهجري العاشر الميلادي ، وهو تجسيد رائع للأضرحة في عمارة مصر الإسلامية ويكاد يكون الأثر الوحيد أو الأثر الوحيد بالفعل المتبقي من العصر الإخشيدي أو الدولة الإخشيدية ويرجع تاريخه إلى سنة ( 334هـ - 945م ) وإذا فُقد نكون قد فقدنا وخسرنا خسارة فادحة الأثر الوحيد الموجود في مصر من نوعه لهذه الحُقبة .

وقد أنشأه " الأمير محمد بن طغج الإخشيد " مؤسس الدولة الإخشيدية في مصر والذي تولى الحكم بين أعوام ( 323هـ - 935م ) إلى سنة ( 335هـ - 946م ) ، وملحق به مسجد يتكون من مربع يبلغ طوله 18 متر تقريبا مبنى من الطوب ( الآجر ) وفى الجدار الشرقي يوجد المحراب ، ويقسم المربع إلى ثلاثة أروقة صفان من الدعائم المتعامدة بأركانها أربعة عمد ملتصقة ، ويغطى كل المسجد تسع قباب بكل رواق ثلاث منها ، وقد كان لضريح " آل طباطبا " أو " مشهد الأطباء " ، كما هو معروف لدى السكان 9 قباب لم يتبق منهم إلا اثنتان في نهايته الجنوبية وبعض الأساسات في شماله ، وكان معروفاً لدى السكان أن به بئراً بها مياه تشفى المرضى حسب معتقدات أهل المنطقة اللذين يرونها بذكرياتهم عن المشهد ، إلا أن غرق الضريح في المياه قد أوقف هذا الأمر ، وهناك رواية شعبية متداولة عن الضريح لدى السكان أنه مدفن أطباء مشهورين عاشوا في زمن الإمام الشافعي وعددهم   سبعة ، ويقال عنه أيضا انه أقدم مستشفى أثرى في مصر .

 

ويُنسب هذا المشهد إلى : -

أبو إسحاق " إبراهيم طباطبا بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الغمر بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن على بن أبي طالب " رضي الله عنهم زوج السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها بنت رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وأمه هي السيدة محسنة بنت عمر الأشرف بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم .

وقد أُشتهر بـلقب " طباطبا " ، لأنّه كان يلفظ " القاف " طاءً ، للثغة في لسانه ، ولذلك كان يلفظ " قَبا " " طَبا " وعُرف إثر تكرار هذه الكلمة بـ " إبراهيم طباطبا " ، وقد شرفت مصر بآل طباطبا أحفاد سيدنا الحسن كباقي آل البيت في كل زمان ، حيث أحبوا مصر واستقروا بها وأوصوا بالبقاء فيها بعد الرحيل ، وهم كانوا أهل زهد وعلم وإيمان ، أحبهم أهل مصر وتقربوا منهم في حياتهم ومماتهم وأكثروا من زيارة مراقدهم الشريفة ، وقد كانوا يقضون حوائج الناس ويتشفعوا لدى الحكام لرفع الظلم عن المظلومين ، وقد شمل أحمد ابن طولون آل طباطبا برعايته ، وكذلك كافور الإخشيدي اقسم ألا يرد طلباً لأي منهم  .

والشريف إبراهيم طباطبا لم يمت في مصر ، وأما من دُفن بهذا المشهد فهم من ذريته وذرية أخيه ، وجماعة كثر من أهل العلم والصلاح والتقوى من خارج أسرة طباطبا .

 

ومن المدفونين بهذا المشهد من ذرية إبراهيم طباطبا وذرية أخيه وهم : -

1 - ولد ولده الشريف علي بن الحسن بن إبراهيم طباطبا وكانت له مكانة ومقام كبير عند أمراء مصر بلغ ماله بعد موته ثلاثة قناطير ذهب وسبعة قناطير فضة وكان قد أوصى بنصف ماله صدقة وتوفي سنة 868م /255هـ .

2 - ولد ولده الإمام أحمد بن علي بن الحسن بن طباطبا المتوفى سنة 325 هـ ، وكان من شعراء عصره ، وكان يسعى في قضاء حوائج الناس لدى أحمد بن طولون .

3 -  وبجوار احمد بن طباطبا يرقد ولده الإمام عبد الله بن احمد بن طباطبا ، وكانت تربطه علاقة وثيقة بكافور الإخشيدي ، وعرف عبد الله " بصاحب السيادة " ، توفي سنة 959م / 348هـ  .

4 - شقيق عبد الله بن طباطبا توفي صغيرا في سنة 333 هــ وقبره تحت رجلي أخيه .

5 - وممن قبر بهذا المشهد أبو القاسم يحيى بن على بن محمد بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن أبى طالب ، وكان يحيى من أكابر العلويين انتهت إليه الرئاسة في زمنه ، ومدفون معه ولده أحمد ورأسه تحت رجليه .

6 - وممن قبر بهذا المشهد أبو الحسن بن على بن محمد بن أحمد بن على بن الحسن بن طباطبا ، وهو ولد صاحب الحورية وكان من الزهاد العباد توفى رضي الله عنه في سنة 352هـ .

7 - الشريف الحسن بن محمد بن أحمد بن القاسم الرسي بن إبراهيم طباطبا .

8 - الشريف الحسن بن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن إبراهيم طباطبا .

9 - الشريف بغا الكبير أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن أحمد بن علي بن الحسن بن إبراهيم طباطبا .

10 - الشريف بغا الصغير أحمد بن محمد بن عبد الله ابن أحمد بن علي بن الحسن بن إبراهيم طباطبا المتوفى سنة 355 هــ .

11 - الشريف الحسن بن علي بن أحمد بن علي بن الحسن بن محمد بن إبراهيم طباطبا المعروف بالأزرق الكبير.

12 - ابنه الشريف علي بن الحسن الأزرق .

13 - ولده الشريف أبو محمد الحسن بن علي بن الحسن الأزرق .

14 - الشريف الأزرق الصغير محمد بن عبد الله بن أحمد بن علي بن الحسن بن إبراهيم طباطبا .

15 - الشريف الحسين بن محمد بن محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن إبراهيم طباطبا دفن هو ووالده في قبر واحد .

16 - كما دُفن به سُليمان بن علي بن طباطبا سنة 1277م /676هـ ، وكان من خدام  المشهد .

 

ومن دفن بمشهد طباطبا من الإناث : -

17 - السيدة الشريفة الزاهدة العابدة خديجة بنت محمد بن إسماعيل بن القاسم الرسي بن إبراهيم طباطبا ، دفنت عند باب القبة ، وهي زوجة عبد الله بن طباطبا ، توفيت سنة 932م / 320هــ .

18 - السيدة الشريفة نفيسة ابنة علي بن الحسن بن إبراهيم طباطبا وهي عمة عبد الله بن أحمد بن علي بن طباطبا .

19 - وبهذا المشهد قبر السيدة الشريفة آمنة ابنة الحسن بن محمد بن أحمد بن السيد على بن الحسن بن إبراهيم طباطبا وهى أخت على بن الأزرق .

20 - وبهذا المشهد أيضا السيدة الشريفة نفيسة بنت على بن الأزرق بن الحسن .

ودفن في هذا المشهد بجوار مدافن " آل طباطبا " جماعة كثر من أهل العلم والصلاح والتقوى من خارج أسرة طباطبا ، ومنهم :

 

والمدفونين من أهل العلم والصلاح والتقوى من خارج أسرة طباطبا ، ومنهم : -

21 - سهل ابن احمد البرمكي متولي الوزارة للدولة الطولونية ، وقد كتب في وصيته هذه الأبيات الجميلة :

إذا ما بكى الباكون حولي تحرقاً وقالوا جميعاً مات سهل بن احمد

فقلت لهم لا تندبوني لانحنى مع الفتية الأطهار آل محمد

22 - وممن قبر بهذا المشهد العالم الفاضل المؤرخ الشهير " ابن زولاق " الفقيه الليثي المصري المتوفى سنة 387 هـ والذي بلغ من محبته للتواريخ والحرص على جمعها انه انشد قائلاً  :-

مازلت تكتب في التاريخ مجتهداً

حتى رايتك في التاريخ مكتوباً

23 - القاضي الزاهد " أبى الطاهر محمد بن احمد " المتوفى سنة 369 هـ ، وكان إماما زاهدا عابدا مقبلا على الله سبحانه وتعالى تأتى إليه الأموال والهدايا فلا يقبلها .

24 - قبر الفقيه يحيى بن بكير وهذا عند خروجك من التربة وأنت مستقبل القبلة ، وهو راوي كتاب الموطأ عن الإمام مالك ، وهو من أجلّ كتب الحديث المتقدمة عليه وأعظمها نفعاً بلا   شك ، فيه الأحاديث الصحيحة المسندة .

25 - بجانب قبر الإمام أبى الحسن بن على بن الحسن المعروف بصاحب الحورية ، قبر به العبد الصالح فرج ، كان خادماً لهم ، توفى قبل وفاتهم ، وكان إذا اشتد عليهم الأمر في شيء قالوا : ( اللهم ببركة فرج فرج عنا ) ، فيفرج الله عنهم ببركته .