صدى العرب : محافظ كفرالشيخ ومدير التموين يحاربان بقوة للقضاء على جشع التجار (طباعة)
محافظ كفرالشيخ ومدير التموين يحاربان بقوة للقضاء على جشع التجار
آخر تحديث: الإثنين 08/05/2017 12:11 ص كتب:وسام امين

أرتفعت الأسعار في الفترة الأخيرة بصورة رآها البعض مبالغ فيها ولا يستطيع غالبية الشعب المصري تحملها خاصة في ظل عدم زيادة المرتبات بالقدر الملائم للغلاء المستمر، فلا يوجد بيت لم يعانى من الارتفاع المفاجئ للأسعار ابتداء من الخضروات والفواكه والسلع الاستهلاكية والملابس وغيرها من الايجارات والاراضى ومواد البناء,انتهاءًا بالأدوية والسيارات وغيرها,حتى السلع التموينية  شهدت ارتفاعًا غير عاديًا فى الأسعار ونقصًا فى الكميات ظهر بوضوح فى شكاوى المواطنين دون إبداء الأسباب؟.
الإجابة على هذا الاسئلة.. قامت "صدي العرب" بفتح تحقيقات حول هذا الملف من خلال الجولات الميدانية داخل مدن وقرى محافظة كفرالشيخ، سعياً وراء معرفة أسباب هذا الغلاء، وتأثيره على الأسر المتوسطة الدخل والفقيرة.

كما حاولنا  استجواب أصحاب المحلات والمواطنين حول مدى مسؤوليتهم ومعاناتهم عن ارتفاع الأسعار،الا ان النتيجة كانت توضح ان المواطن والبائغ لا يعلمون سبباً حقيقياً لارتفاع الأسعار,بل اتفق كل البائعين على أن السبب يعود قطعاً إلى جشع الموردين والمستوردين والمنتجين،بسبب الزيادة الغير متوقعة والمفاجئة للعملات الاجنبية خاصة "الدولار" والذى وصل سعره الى 12 جنيه فى الاونة الاخيرة,وبالتالى  تراجع سعر العملة المصريّة،بما يؤدى الى ارتفاع أسعار السلع والمنتجات في الأسواق، خصوصاً الغذائية منها، نظراً لأن معظم المنتجات في مصر مستوردة، وبالتّالي يتم شراؤها بالدولار، وهذا ما يعني ان  المستوردين سيدفعون قيمة أكبر بالجنيه ثمناً لتلك السلع وسيعوضونها برفع ثمنها في السوق، وسيكون المتضرر الأكبر المواطن.

تقول ليلى ابراهيم "مدرسة" أن أسعار السلع الأساسية والضرورية فى أى بيت مصرى ،أصبحت كلها مرتفعة بنسبة تزيد عن 80% عن أسعارها منذ سنوات عديدة  حتى السلع التموينية،خاصة السكر والزيت وقلة كمياتهما المعروضة، قائله انها لجأت للبدال التموينى التابع لها لشراء ارز وسكر,الا انها فوجئت بالصدمة الشديدة عندما اخبرها لايوجد ارز ولازيت نهائيً، إنما السكر موجود ولكن سعره يعادل السعر الذى يباع فى المحلات التجارية.

أما أحمد الصاوى "مدرس"، يقول المرتب لم يعد كافيا لنفقات أسبوعين خلال الشهر، وكان من المفترض أن تزيد مرتبات العاملين بالدولة مثلما تم ارتفاع الأسعار، فالمرتب الآن أصبح لا يكفى حاجتنا، ولو استمر ارتفاع الأسعار على هذا المنوال بدون زيادة مرتبات للموظفين فلن تكون هناك طبقة وسطى، بل تكون هناك طبقة عالية وطبقة معدمة.

بينما تشتكى أم احمد، "موظفة" من ارتفاع أسعار المواد التموينية من سكر وأرز وسمن بشكل لا يتحمله أحد، وتؤكد أنه لولا عملها ما كانت تستطيع المساعدة فى تلبية احتياجات أسرتها من تلك السلع الأساسية التى لا يمكن الاستغناء عنها.

وتشير زينب عبد الله" ربة منزل"، أنها إعتادت على  شراء كميات من احتياجاتها التموينية بما يكفيها أكبر فترة ممكنة ويعفيها من عناء التسوق اليومى ،إلا أنها اضطرت إلى التخلى عن عاداتها الشرائية بعد موجات الغلاء التى طالت المواد الغذائية ، ليصبح شراؤها قاصرا على احتياجاتها اليومية الضرورية فقط.

وقالت أنيسة السيد "تاجرة"، إن أسعار الزبدة البلدى ارتفعت من 30 جنيها للكيلو إلى 65 جنيها وكذلك السمن النباتى من 28 جنيها للعبوة زنة 3 كيلو إلى 44 جنيها لنفس العبوة وارتفع سعر كيلو الزيت من 10 إلى 22 جنيها للكيلو، وكذلك البذنجان الأبيض والأسود أبو جنيه للكيلو إرتفع الى  5 جنيهات والفلفل الرومى من 3 جنيه إلى 8 جنيهات للكيلو وغيرها من الخضروات الأخرى.

ويشير ولاء عامر "موظف " إلي أن المعيشة بقت صعبة ولا يوجد دخل يكفى احتياجات الأسرة بعد الغلاء الفاحش لأسعار السلع الغذائية والخضراوات واللحوم من عدس وأرز وفول بلدى ومكرونة الأسعار ولعت والدخل محدود،لافتًا إلي أن الحكومة لم تراعى محدودى الدخل.

وتابع قائلا ان الأسعار المرتفعة لمواد البناء أعجزت الكثيرين عن القيام بالبناء الضرورى لاحتياجات الأسرة بعد أن ارتفع سعر الحديد والأسمنت والرملة والزلط وخلافه.

بينما قال أحد تجار الخضراوات والفاكهة إن تجار الجملة قاموا برفع الاسعار فمثلا الطماطم ارتفع سعرها مقارنة بالاعوام الماضية،مشيرًا كان علينا رفع السعر القطاعي خاصة أن نقل الخضراوات يكلفنا كثيراً بعد أزمة السولار ارتفعت أسعار نقل الخضراوات، خاصة بعد أرتفاع وسائل النقل التى تقوم بنقل الخضروات من اسواق الجملة الى المحلات، مؤكدين أن السبب في ارتفاع الأسعار بهذا الشكل المفاجئ هو عدم وجود رقابة حكومية علي الأسواق، معترفين إن كل بائع يقوم يرفع السعر كيفما يشاء وعلى حسب اهوائه الشخصية.

وأوضح خالد أحد تجار الأسماك واللحوم المجمدة، أن حجم المعروض من الأسماك المجمدة في السوق المصرية تراجع بنسبة 40%، خاصة في أنواع المكرونة والمرجون والأسماك البحرية مثل الجمبري بسبب قرار حكومات الصومال واليمن وإريتريا خفض تراخيص الصيد للمراكب المصرية،وبالنسبة للحوم المجمدة، ارتفعت أسعارها بطريقة جنونية لاتتناسب مع دخل المواطن البسيط.

بينما يقول على بدر، أحد الواقفين على فرشة ملابس بأحد معارض محافظة كفرالشيخ، إن حالة السوق ينطبق عليها تمامًا المثل القائل "من برة هلا هلا ومن جوه يعلم الله"، حيث يوحي الزحام الشديد في الشوارع بحالة رواج هائلة في البيع والشراء، بينما الحال عكس ذلك تمامًا، فجميع المحلات تعاني من حالة ركود لم يسبق له مثيل، وتبدو خالية من الداخل، والأرقام تؤكد ذلك، فبعد أن كان متوسط دخل المحل في مثل هذا الموسم يتراوح بين 5 و15 ألف جنيه يوميًّا، أصبح الآن يتراوح بين 2000 و8 آلاف جنيه على أكثر تقدير حسب المنطقة ومستوى البضاعة المعروضة.

فى الوقت الذى يرى فيه الخبراء والمحللون أن غياب الرقابة الحكومية وعدم محاسبة التجار في حالة تحكمهم في الأسعار، بالإضافة إلى جشعهم ورغبتهم في تحقيق أكبر مكسب وراء ارتفاع الأسعار.

يقول مصطفى القصيف مدير مركز حقوق الانسان بكفرالشيخ،إن ارتفاع الأسعار الذي تعاني منه البلاد في الفترة الأخيرة نتيجة غياب الرقابة، مشيرة إلى أن الطماطم لها وضع خاص لأسباب متعلقة بالطقس وارتفاع درجات الحرارة أدى إلى انخفاض الكمية المعروضة في السوق، مما أدى إلى تحكم التجار في الأسعار

وطالب بوجود بورصة للأسعار لتحديد السعر ولابد من محاسبة من يخالف الأسعار عن طريق الحكومة، لأننا أصبحنا نجد محلان متلاصقان لبعضهما وكل منهما يبيع بسعر مختلف، موضحا أن المستهلك هو من يدفع ثمن غلاء الأسعار لأنه آخر السلسلة الشرائية فتصل إليه السلعة بأضعاف ثمنها.

ومن جانبه وجه اللواء السيد نصر محافظ كفرالشيخ، المسئولين بفتح منافذ بيع للمنتجات الغذائية بأسعار مخفضة فى مراكز ومدن المحافظة، لمواجهة غلاء الأسعار والتخفيف عن المواطنين.

وأشار المحافظ  إلي أن فتح هذه المنافذ سوف يتم بالتنسيق مع القوات المسلحة والتجارالمحليين، لتلبية احتياجات المواطنين، من اللحوم، والأسماك، والدواجن الطازجة، والسلع الاستهلاكية المختلفة، موضحًا أنه سيتم النزول بالأسعار تدريجياً لمحاربة الغلاء، كما أنه سيتم فتح العديد من المنافذ سوف يتم شغيل الشباب،والمساهمة في توفير أفضل الخدمات المقدمة للمواطنين من محدودى الدخل، والتأكيد على اهتمام أجهزة الدولة المعنية بتوفير جميع السلع الغذائية الأساسية بأسعار مناسبة، لتخفيف الأعباء المعيشية عن الأسرة المصرية، خاصة مع اقتراب شهر رمضان المبارك.

ومن جانبه قال عماد حبيب مدير مديرية التموين بكفرالشيخ فى تصريحات خاصة لـ"صدي العرب",إنه اصدرت تعليماته الى مديرى الادارات التموينية بتكثيف حملات رقابية وتفتيشية على المحلات والاسواق،لمتابعة مدى توافر جميع السلع الغذائية وغير الغذائية وخاصة السلع الاستراتيجية، ومنها السكر والأرز والزيوت بأنواعها واللحوم والدواجن ومنتجات ألبان بأنواعها.

وأضاف "حبيب" أنه سيتم متابعة الأسواق بجميع أنواعها الجملة والنصف جملة والتجزئة، للتأكد من صلاحية السلع وجودتها ومكافحة كل ظواهر الغش التجاري والسلع منتهية الصلاحية والفاسدة والمجهولة المصدر.

وشدد "حبيب" علي ضرورة متابعة مدى التزام التجار بالإعلان عن الأسعار وعرضهم لسلع جيدة وغير منتهية الصلاحية، وتكثيف المرور على المجازر الرئيسية؛ للتأكد من سلامة المذبوحات والمرور على الثلاجات ومنافذ بيع اللحوم والدواجن والأسماك بالأسواق،ومنعا للتلاعب فى الاسعار والقضاء على جشع التجار والتأكد من صلاحية المعروض منها بالتنسيق مع هيئة الخدمات البيطرية.