صدى العرب : باحث أثري يكشف كيفية تعامل الفراعنة مع الأمطار والسيول (طباعة)
باحث أثري يكشف كيفية تعامل الفراعنة مع الأمطار والسيول
آخر تحديث: السبت 22/02/2020 04:32 م سميرة سالم
قال الباحث الأثري أحمد عامر إن المصريين القدماء كانوا يعتمدون بشكل كبير في بناء حضارتهم علي الزراعة، وكان الفيضان يلعب دور كبير في حياتهم، بل و كان فيضان النيل بوابتهم للعالم الآخر، كما اعتقد المصريون القدماء، أيضا أن سبب فيضان النيل كل عام هو دموع "إيزيس" "ربة القمر والأمومة"، وكان المصريين القدماء يحتفلون بقدوم الفيضان كعيد سنوي لمدة أسبوعين بدءًا من 15 أغسطس، فيما يعرف بعيد "وفاء النيل"، وقد برع المصريين القدماء في إستغلال هذه المياه في الزراعة، ومع تجميع الأمطار بالسدود و الحواجز التي أقاموها، اتجهوا إلى إستغلالها في الزراعة وري الأراضي، أو حتى في الشرب، كما إبتكروا أيضاً "المزاريب" و كان الغرض منها هو تصريف مياه الأمطار، وهي عبارة عن قناة أو ماسورة عمودية يجري فيها الماء لتصريفه بعيداً عن الجدران وهو يكون أعلى المعابد وأسقف المبانى المزخرفة بالنقوش، وقد تفنن المصريين القدماء في بناءها وتشكيلها.

و تابع "عامر" أن المصري القديم إبتكر مقياساً لمياه النيل  كان يسمي ب "النيلومتر" منذ أكثر من 7 آلاف سنة، وهو ما ساعد الكهنة في مصر القديمة من التنبؤ بموسم الأمطار، وتحديد المزارعين لمواعيد زراعة المحاصيل حسب فصول السنة، كما تفنن المصري القديم في بناء ممرات وأخاديد كوسيلة للتخلص من مياه الأمطار، إيماناً منه بأهمية مياه المطر للزراعة وزيادة الخير في مدينة طيبة ، ويعتبر بناء  سد "الكفرة" أول سد في التاريخ حيث  كان يوجد في وادي "جراوي" بالقرب من مدينة حلوان جنوب العاصمة المصرية، وتم اختيار الوادي العميق بعد جفاف المياه فيه لبناء أول سد في الحضارة الفرعونية عام 2650 قبل الميلاد، بهدف الاحتفاظ بمياه فيضان النيل، كما يوجد "السد الحجري" والذي يعتبر يمثابة "حائط صد للفيضان" كونه أكبر السدود المشيدة في التاريخ القديم، حيث تم اكتشاف 400 متر منه فقط حتى الآن، نظراً لموقعه الملاصق لمعبد الكرنك.

و أشار "عامر" إلي أن هناك بعض المقولات التي إرتبطت بنزول الأمطار وهي ترجع إلي أصول مصرية قديمة منها ومن أشهر هذه الكلمات التي نستخدمها يوميًا في حديثنا وهي "يا مطرة رخي رخي"، حيث إعتاد الكبير والصغير على قولها عند نزول المطر، ويرجع أصل كلمة "رخي" إلى "رخ"، وهي كلمة ترجع إلى العصر الفرعوني واللغة الهيروغليفية، ومعناها "نزل"، أي "المطر نزل من السماء".