صدى العرب : ثمرة حياتنا.. إقلاع المراهقين عن التدخين (طباعة)
ثمرة حياتنا.. إقلاع المراهقين عن التدخين
آخر تحديث: الأحد 26/03/2017 12:24 م
د. هبة شعوط د. هبة شعوط

قرار الإقلاع عن التّدخين من أهم وأصعب القرارات بالنسبة للمدخنين، وحين يقرر المدخن هذا القرار يكون على يقين تمامًا بحجم الضرر الذى قد يسببه التدخين له.

 تلجأ فئة الشباب من الجنسين إلى التدخين بدأ من سن المراهقة لاعتقادهم الخاطئ بأن التدخين أحد وسائل التخفيف من الضغوط الحياتية، فيدخنون من أجل حب المغامرة، إثبات الذات، واستقلالية القرارات، كما يراه بعضهم دليلاً على اكتمال الرجولة، ولكن فى الحقيقة التدخين هو مجرد دخان بلا جدوى وبلا فائدة بل بالعكس فهو يسبب ضرر جسيم  بالصحة.

التدخين يسبب أمراض القلب، وتصلب الشرايين، وارتفاع ضغط الدم وأمراض السرطان، وبخاصة سرطان الرئة، التدخين سبب في أمراض الجهاز التنفسي، كمرض الربو، والسعال المزمن، وأيضا يسبب التدخين بعض المشاكل في المعدة، ومنها: القرحة، فنسبة الإصابة بالقرحة أكبر عند المدخنين، كما يؤثر التدخين على وظائف الدماغ، وفى النهاية يسبب التدخين الشيخوخة المبكرة، ولكى نحافظ على صحتنا يجب أخذ قرار الإقلاع.

يتحمس بعض المدخنين لأخذ قرار التوقف عن التدخين، إلّا أنّهم وبعد مرور فترات الحماس الأوليّة المُصاحِبة للقرار يشعرون بالشوق للتّدخين مرّةً أُخرى، والرجوع فى قرار الإقلاع يكون بسبب احتواء السيجارة ضمن مُكوّناتها على مادة النيكوتين التي تُسبّب الإدمان لمن يتناولها، حيثُ يطلبُها جسم المُدخِّن باستمرار مع الاعتياد عليها.

 ولكى تتم عمليه الإقلاع عن التدخين بنجاح يجب على المُدخّن أن يحزم أمره، ويُقرّر أنّه سيقوم بالإقلاع عن التّدخين، وأّلا يترك ذلك دون تحديد تاريخٍ مُحدّد، وألّا يؤخره ويُؤجّله فحينما يأخذ القرار يكون التنفيذ فوريًا وعليه أن يتخلص من كمية السجائر المتاحة أمامه كى لا تضعف إرادته وكى لا تزيد رغبته في التّدخين وأن يتجنب التواجد فى جلسات الأصدقاء المُدخّنين والمقاهي كى لا يتأثر بالبيئة المحيطة من حوله، وعليه أن يستبدل ذلك بزيارة الأماكن التى تدعمه وتقويّه مع الأصحاب أو الأقارب المشجعين لفكرة الإقلاع عن التدخين.

 على المُدخّن أيضا أن يضع في تفكيره أنّه ليس وحده في هذا القرار، بل عليه الإنصات للأشخاص المحبوبة الموثوق بها  لأخذ المُساندة النفسية والنّصيحة والدعم المعنوى، وعليه أيضا محاولة إشغال نفسه بأعمال طول اليوم قدر المُمكن كى يقلل من لحظات الملل والفراغ التى قد تؤثر على قراره، على المُدخّن أن يُتابع رحلته وهو يَعلم أنّه بعد عامٍ واحدٍ فقط من تركه للتدخين ستقلُّ لديه خطورة التعرُّض للنّوبة القلبية.

 يرى بعض المراهقين أن اللجوء إلى التدخين هو رمز للرجولة وأنا أرى أن الإقلاع عن التدخين هو قمة الرجولة والقوة والإرادة والتحكم فى النفس وفعل ما لم يستطع الكثير فعله.