صدى العرب : هل نهاية العالم بأيدٍ صينية؟! (طباعة)
هل نهاية العالم بأيدٍ صينية؟!
آخر تحديث: السبت 08/02/2020 03:21 م
سوزان جعفر سوزان جعفر
الضحكة اللى فى وشى صيني
والملح اللى فى مشى صينى
كلنا سورى معلشى مالى عينا المضروب
دلوقتى بقى معدنا صينى تعالى كل تعدمنا صينى
هنا زمانا عدمنا كدة جيم أوفر يادوب
....كلمات لبهجت قمر 

ما بين نظريات مؤامرة ينشرها البعض، وبين واقع يكشف عن عناصر عدة تلعب دوراً في جعل الصين الاسم المشترك الأكثر تكراراً في مسألة انتشار الأوبئة في العالم.

شهد العالم عشرات الأمراض والأوبئة التي كانت سبباً بالفتك بعشرات الآلاف على مر التاريخ، منها ما كوفح وتمت مواجهته، ومنها ما استعصى على الطب مجاراته والحد من انتشاره، مما جعله وباء عالمياً ينشر الهلع بين الناس وكل هذه الامراض والأوبئة أتت من الصين فقط وليس من اَي دولة اخري .

بداية من الإنفلونزا الآسيوية، إلى سارس وإيبولا ثم زيكا وإنفلونزا الطيور، وأخيراً جاء كورونا 2020، ليعلن العالم عن خوفه من تكرار مأساة تلك الأمراض مع الفيروس الجديد.

وظهر هذا الوباء في مدينة ووهان عاصمة إقليم هوبي بوسط الصين، أواخر 2019، وانتشر سريعاً بين المقاطعات الصينية وبدأ بالتجول بأنحاء العالم ظاهراً في عدة قارات حتى اللحظة، فبدأت إحصائيات الموتى بسببه تظهر، مع 41 في الصين و3 في فرنسا حتى نهاية يوم الجمعة 24 يناير، ليكون رد فعل الصين قوياً بعزل المناطق المصابة وإيقاف العمل في محطات النقل العام والموانئ

بعد أن انتشرت الأخبار والتحليلات حول كورونا الجديد في الصين، وإعلان عدد من دول العالم عن اكتشاف حالات للوباء في مناطق مختلفة من العالم تساءل الناس، لماذا تبدأ الأوبئة عادة من الصين؟

ففي الفترة بين عامي 1957 و1958 ظهرت الإنفلونزا الآسيوية في الصين وانتشرت بشكل كبير، أدت فيما بعد إلى وفاة ما لا يقل عن مليون شخص حول العالم، وتتفاوت الإحصائيات من مصدر إلى آخر بشأن ضحايا هذه الإنفلونزا، فيقدرها البعض بـ 4 ملايين، وتم حد انتشار الوباء نتيجة تطوير لقاح فعال ضده.

وظهر بعدها بـ10 سنوات فيروس آخر في هونغ كونغ عُرِف بإنفلونزا هونغ كونغ ظهر في عامي 1968 و1969، أدى لوفاة مليون إلى مليوني شخص في تلك الفترة حول العالم.

في بداية الألفية الحديثة، فزع العالم من أخبار انتشار فيروس جديد، أخذ بحصد أرواح البشر بشكل سريع، هو متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد "سارس" التي تفشت في عام 2003 في الصين أيضاً، ظهر للمرة الأولى في إقليم غوانغدونغ جنوب الصين. تسبب بأكثر من 8000 إصابة، وأكثر من 800 وفاة.

في عام 2013 أيضاً، عادت إنفلونزا الطيور للظهور، واجتاحت في بداية الأمر مزارع دجاج بهونغ كونغ قبل انتقالها إلى البشر، مما دفع فيما بعد منظمة الصحة العالمية لإعلان حالة طوارئ صحية عالمية.

ومن المعروف أيضاً أن الصين تشهد عدداً من التفاعلات غير الآمنة بين الحيوانات والإنسان، وتسبب هذه الحالة انتشار معظم الفيروسات التي تحملها الحيوانات ومن ثم تنقلها إلى البشر.

هناك الكثير من أسواق الحيوانات الحية، التي يرتادها الكثير من الناس في دولة الصين ،وتفتقر لمقومات السلامة الصحية في التعامل مع الحيوانات بطريقة إعدامها أو حفظها، مما يساهم بانتشار العدوى فور ظهورها".

وان ما حدث في عام 2003 بسوق الحيوانات في الصين، وإنفلونزا الطيور التي انتشرت في الصين في عام 2013، كان انتشارها مرتبطاً بسوق الطيور الحية.

وبطبيعة الحال، فإن انتشار الأوبئة يعتمد على عوامل، منها: قوة المرض ومدى انتقاله بين البشر، وكذلك الكثافة السكانية المرتفعة. وتركيبة الصين قد تلفت النظر أكثر من غيرها، نظراً لكونها مركزاً اقتصادياً وتجارياً وسياحياً هاماً على خريطة العالم، مما يعزز فرصة انتشار أي مرض بها أكثر من أي مكان آخر.

وأن ضعف ثقافة الوقاية في التطبيق العملي في الصين تساهم بانتشار هذه الأوبئة، فالكلام عن بعض المختبرات غير الآمنة لإجراء التجارب على الفيروسات في عدة مدن هناك، كما أن خفض التكلفة يأخذ أولوية في لدى المزارعين والمنتجين قبل التفكير بالأمن ونتائج المخاطرة التي يأخذونها.