النشاط الرياضي في العالم لم يعد مجرد ألعاب
ترفيهية جاذبة وإنما أصبح يستغرق الشعوب ويتملك حياتهم وأصبح هدفا في حد ذاته يسعون لتحقيقه لإثبات تفوقهم
وتميزهم مقارنة بباقي الشعوب وفي مصر فإن شعبها
لا يختلف عن باقي الشعوب بل ربما يتميز بالعاطفة الجياشة التي تجعل بعض الرياضات خصوصا
" كرة القدم " ترتبط في ذهنه بالتقدير والفخر وتحقيق الذات.
وفقا للبيانات المتاحة والمعروفة فإن العوائد المتحققة من الاستثمار الرياضي
والمنعكسة على مجالات الاقتصاد المختلفة سواء
من خلال تنشيط التجارة أو الصناعة أو السياحة تمثل أضعاف الأموال المنفقة على الرياضة ولعل تصريح "رئيس الفيفا" الذي اعتبر
فيه أن كرة القدم تمثل أحد أهم مجالات الاستثمار لمشروع اقتصادي من حيث الايرادات مقارنة
بأي مجال آخر.
فدولة اسبانيا تدير أكبر وأفضل دوري كرة قدم في العالم وتجنى من وراءه عوائد جمة ولا يخفى علينا أن اسبانيا بعدد سكانها الـ 50 مليون
فإنها تجذب أكثر من 100 مليون سائح سنويا بدخل مباشر أكثر من 50 مليار دولار ودخل غير مباشر أضعاف هذا المبلغ.
وتسعى الصين حاليا لكي تصبح مقرا لأكبر دوري كرة
قدم بالعالم من خلال جذب عشرات اللاعبين نحو الأندية الصينية متخلية بطواعيه عن مليارات
الدولارات ويأتي ذلك ليس حبا في رياضة كرة
القدم بل من منظور اقتصادي بحت فالتخطيط السليم
يؤكد أن تلك المليارات المصروفة سوف تأتي بمقابلها عشرات الأضعاف.
في أغلب دول العالم المتقدم فان الاندية عبارة عن شركات مساهمة يمكن بيعها وشرائها وهو استثمار مضمون ويحقق أرباحا خيالية لأصحابه
وفي اتجاه متزايد بالرغم من الازمات الاقتصادية التي تضرب العالم بين حين وأخر.
وهذا ما جعل الغرفة التجارية بالشرقية برئاسة
اسامة سلطان تقدم ورقة عمل عن مقترح انشاء خريطة استثمارية رياضية فى مصر ولمعرفة المزيد
عن هذا الموضوع كان هذا الحوار مع ا / ياسر الشاذلى رئيس القسم االاقتصادى بالغرفة
التجارية بالشرقية والمشرف على الدراسة..
ما الهدف من هذه الدراسة؟
الهدف هو توجيه صانع القرار نحو أهمية إعداد خريطة استثمارية رياضية للقطر المصري
بمدنه وقراه موضحا بها توزيعات المنشآت والأنشطة الرياضية بأعدادها وأحجامها ونوعياتها
والقدرات الحقيقية لها بإمكاناتها المتوافرة الحالية والتي تتوافر بها امكانات للتطوير مستقبلا وبالتالي استكشاف وتحديد المشروعات الاستثمارية
في المجال الرياضي التي تمثل فرصا استثمارية واعدة سواء عامة أو خاصة وإرشاد مختلف المستثمرين حاليين أو متوقعين مصريين أو أجانب.
اهم الفوائد المتوقع تحقيقها
من وراء إنشاء هذه الخريطة؟
سوف تساعد هذه الخريطة في تحديد مواطن الضعف والخلل والمعوقات كما توضح مواطن القوة المستغلة وغير المستغلة بحيث يتم العمل على معالجة مواطن الضعف والتغلب
على المعوقات وكذلك العمل على استغلال مواطن القوة وتطويرها على نحو أمثل كذلك تساعد تلك الخريطة في استخلاص عدد من المزايا
النسبية مصنفة حسب الأماكن والأفراد في كل منطقة.
بالاضافة الى الاهتمام بالرياضة المصرية يمكن أن
يحقق زيادة في معدلات الناتج المحلي الاجمالي من 3% إلى 5% ، علاوة على المساعدة في
تحسين الصحة العامة وتحقيق الوئام الاجتماعي واحترام الذات للأفراد.
ماذا عن محتوى الخريطة الاستثمارية
الرياضية؟
تم إعداد خريطة للقطر المصري مقسمة إلى
قطاعات بالأماكن بالمحافظات المختلفة ويحدد
عليها أماكن توزيع المنشآت الرياضية بأنواعها
وأعداد الأندية ومراكز الشباب الفعالة وغير الفعالة والمتدربين وتصنيفهم حسب المهارات وإمكانيات تلك المنشآت وعدد المدربين بها وكذلك موضح بها القدرات المالية لكل منشأه يرتبط ذلك بتحديد عدد سكان كل منطقة بتصنيفاتها
السكانية من حيث العمر والمؤهلات الدراسية وغيرها
ومدى توافر الخدمات الرياضية لهم ومدى
الاقبال الحالي والمتوقع على النشاط الرياضي بكل مكان وفقا لدراسات معدة أو تعد خصيصا كما يتم تحديد الميزة النسبية لكل مكان من زاوية
توافر ملكات شخصية لدى أفراده ومدى تميزهم في رياضة بعينها ومواطن القدرات غير المستغلة
لديهم وأسباب القوة أو الضعف لديهم من خلال تحليل اجتماعي دقيق ومدى اقبال أفراد هذا
المكان على رياضة بعينها وأسباب ذلك وحصر للموهوبين
رياضيا وتصنيفهم في كل مكان وفي كل مجال من مجالات الرياضة بحيث تتحول الخريطة إلى خريطة رقمية فعالة نابضة وترمومتر الكتروني يرشد المسئولين نحو اتخاذ القرار المناسب لكل منطقة
على حدا ومن منظور جماعي أيضا وانعكاسات ذلك
في احداث تنمية اجتماعية واقتصادية أو تحديث تجاري أو صناعي يرتبط بذلك المكان وسكانه وتجيب على الأسئلة المتعلقة بدرجة الاحتياج لإحداث
طفرة من عدمه في هذا المجال على سبيل المثال
يمكن أن تساعد في اتخاذ قرار بتحويل مدينة ما الى مدينة سياحية بما يحتاجه من توافر
امكانيات ضخمة ترتبط بنظام متكامل يشمل مرافق عدة (فنادق – وسائل نقل – مطاعم ..الخ)
.
وسوف تستطيع الخريطة إذا تم اعدادها على
نحو دقيق وفعال في أن تضع معايير جودة تخضع لها العملية الرياضية وتضع أيضا أساليب قياس ذات مؤشرات عالمية محدثة
طفرة هائلة في النشاط الرياضي وكذلك تنمية
الدخل القومي.
أمثلة لبعض المشروعات المقترحة
للخريطة الاستثمارية الرياضية
تم تقسيم المشروعات المدرجة بالخريطة الاستثمارية
المقترحة إلى قسمان :
أولا / مشروعات استثمارية عامة "غير
هادفة للربح" .
ثانيا / مشروعات استثمارية خاصة
بالنسبة للمشروعات الاستثمارية عامة "غير هادفة للربح"
وهذه المشروعات يجب أن تمولها الدولة بالتعاون مع
الجهات المانحة محليا وخارجيا بغرض نشر الرياضة في ربوع مصر
المشروع الأول توفير ممشى واحد على الأقل في كل مدينة كبيرة ومتوسطة
على مستوى الجمهورية مرتبط بمشاريع الحدائق العامة حيث تمثل رياضة الجري أكثر الرياضات شعبية في العالم وفوائدها مذهلة على الصحة والمزاج العام للمواطنين كما أنها رياضة لا تحتاج إلى أي أجهزة أو أدوات
وبالتالي فهي غير مكلفة وتلائم كافة فئات المجتمع
شبابا وكبارا نساءا ورجالا .
المشروع الثاني إقامة المنشآت الرياضية في المناطق المحرومة وتزويد
مراكز الشباب والساحات الشعبية والأندية بالأدوات اللازمة لممارسة الرياضة.
المشروع الثالث انشاء مدينة رياضية تعليمية
لبعض أنواع الرياضات المميزة تتوافر بها معايير
دقيقة لاختيار الأفراد المقيمين وتحديد أساليب
للحياة بداخلها وفقا لنظام علمي بحيث يتم تهيئة
خريجيها وتدريبهم من خلال خبراء متخصصين
المشروع الرابع اقامة مركز للمؤتمرات والمعارض
العالمية المتخصصة في المجال الرياضي يتضمن مركز تسويق عالمي لماركات محلية وعالمية
مصنعة في مصر .
المشروع الخامس إنشاء بنك متخصص في تمويل
النشاط الرياضي سواء للقطاع العام أو القطاعالخاص
ويكون دوره ليس قاصرا على التمويل المادي وإنما الدخول في شراكة فعالة في إدارة
أنشطة النواد الرياضية.
اما بالنسبة للمشروعات الاستثمارية الخاصة:
يقوم بها القطاع الخاص بناء على العائد
الربحي المتوقع تحقيقه من ورائها وهذا هو الهدف
الأكبر الذي تسعى إليه الخريطة الاستثمارية
وفي الحقيقة فإن الوضع الحالي غير مشجع لجذب أي استثمارات ذات قيمة مرتفعة
.
المشروع الأول : انشاء شركة قابضة أو أكثر
للأندية والاستادات الرياضية وصالات الألعاب
كشركات مساهمة يتم طرحها بالبورصة المصرية للأوراق المالية
المشروع الثاني : تشجيع شركات الإنتاج العالمية
للأدوات الرياضية على إقامة خطوط إنتاج بمصر
المشروع الثالث : تأسيس شركة ذات طابع سياحي
رياضي تهدف لجذب الأحداث الرياضية العالمية
لكي تقام على ارض مصر