صدى العرب : وزير التسامح الإماراتي: وثيقة الإخوة الإنسانية تحقق السلام والتعايش بين جميع البشر (طباعة)
وزير التسامح الإماراتي: وثيقة الإخوة الإنسانية تحقق السلام والتعايش بين جميع البشر
آخر تحديث: الإثنين 03/02/2020 10:29 ص متابعات
قال الشيخ نهيان مبارك آل نهيان وزير التسامح بدولة الإمارات، إن العالم والإنسانية تحتفل بالإمارات بمرور عام على إصدار وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية، الني نرى فيها تعبيراً مهماً، عن الثقة والأمل ، في مستقبل المنطقة والعالم، ومناسبة مواتية ، لتعزيز قيم التعارف ، والحوار ، والعمل المشترك ، ودعم قنوات التعاون ، والسلام ، والتعايش ، بين جميع البشر .

وأضاف «آل نهيان» خلال مؤتمر التجمع الإعلامي العربي، اليوم الإثنين، بالعاصمة الإمارتية بأبو ظبي، أن هذا التجمع الإعلامي العربي ، يسعى إلى التأكيد على الدور المحوري ، للإعلام العربي ، في توعية الإنسان ، والارتقاء بمعارفه ومداركه وقدراته ، بل وكذلك ، على دوره الأساسي ، في تشكيل نظرة المجتمع ، لحاضره ومستقبله ، وفي تشكيل السلوك العام ، للأفراد والمؤسسات ، بما يسهم بإذن الله ، في تحقيق الأهداف المرجوة ، في وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية .
ولفت إلى إن هذه المبادرة الكريمة ، لمجلس حكماء المسلمين ، بتنظيم هذا الملتقى ، إنما هي إعلان قوي ، بأن الأخوة الإنسانية ، وما يتصل بها من سلوكٍ متسامح ، وما يترتب عليها ، من نتائجٍ ملموسة ، في سبيل تقدم المجتمع ، ورفعة الإنسان ، هي تأكيد لتعاليم الإسلام الحنيف.

وتابع:« نعلن بكل ثقةٍ واعتزاز ، أن الإسلام ، دين يحترم الفكر والعقل ، ويدعو إلى المبادرة والعمل الجاد ، في سبيل الخير – الإسلام ، كان دائماً ولا يزال ، منبعاً لا ينضب، للقيم والمبادئ ، التي تحقق السلام ، والعدل ، والحرية ، والحياة الكريمة للفرد ، والرخاء للمجتمع ، والتنمية والتقدم للعالم كله – السلوك الإسلامي المستنير ، أيها الإخوة والأخوات ، هو سلوك الوسطية والاعتدال، الذي قوامه : المعرفة ، والعمل، والأخلاق الكريمة : سلوك يجمع ولا يفرق ، يقوم على أن الناس جميعاً ، في الإنسانية سواء».
وشدد على أن الإعلام عليه واجب ومسؤولية ، في تعريف البشر في كل مكان ، بما يقدمه الإسلام ، من نموذج متكامل ، للحياة السعيدة والمنتجة ، وللعلاقات المثمرة بين الجميع – عليكم واجب ومسؤولية ، في أن يكون نشر مبادئ التسامح والأخوة الإنسانية ، جزءاً مهماً ، في عمل وسائل الإعلام في المنطقة : تسهمون بذلك ، في تنمية العلاقات الإيجابية بين أتباع الأديان والمعتقدات – عليكم واجب ومسؤولية ، في مساعدة القُراء والمستمعين والمشاهدين، في التعرف على ثقافات الآخرين ، والانفتاح عليهم، والتعامل معهم ، بحكمةٍ وإنسانية.

 وبين أن التعددية والتنوع في خصائص السكان ، هما مصدر عزمٍ وقوة ، للمجتمعات البشرية – عليكم واجب ومسؤولية ، في تنمية قدرات الجميع ، على الحوار الصادق ، والعمل المثمر، مع بعضهم البعض ، من أجل نبذ التطرف والتشدد ، وتحقيق الرخاء والحياة الكريمة ، في كل مكان – عليكم واجب ومسؤولية، في العمل مع الجميع : الأطفال، الشباب ، الأسر ، رجال الدين ، رجال الأعمال ، المدارس والجامعات ، ومؤسسات المجتمع المدني ، كي يقوم الجميع ، بأدوارهم المرتقبة ، في هذا المسعى الإنساني الهام – وفي الوقت نفسه ، فإن عليكم واجب ومسؤولية ، في إدراك دور الأخوة الإنسانية ، في تطوير عمل وسائل الإعلام ، وفي أن يصبح الإعلاميون أنفسهم ، أكثر قدرة ، على أداء أدوارهم المهمة ، في خدمة المجتمع والإنسان .

وأضاف أنه يقدر الدور المهم ، في التعريف بوثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية ، تلك التي صدرت أثناء الزيارة التاريخية التي قام بها إلى أبوظبي ، في مطلع العام الماضي ، قداسة البابا فرانسيس ، وفضيلة الإمام الأكبر ، الشيخ الدكتور أحمد الطيب ، والتي جاءت بدعمٍ قوي ، من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان – إننا نقدر كثيراً ، دوركم المهم ، في التأكيد على ما تتضمنه هذه الوثيقة ، من أننا جميعاً ، أعضاء في " مجتمع إنساني واحد " ، يعمل فيه الجميع ، من أجل تحقيق الخير للجميع ، بل وما تتضمنه كذلك ، من دعوة كريمة ، إلى جميع سكان الأرض ، كي يعيشوا معاً ، في سلامٍ ووفاق ، وأن يعملوا معاً ، من أجل تحقيق الخير والسعادة والرخاء ، للمجتمع والإنسان ، في كل مكان .

وأوضح أن العالم ، في حاجة ماسة ، إلى السير على خطى الشيخ زايد ، وإلى الحكمة ، وبُعد النظر ، والقدرة على التفكير الصائب ، التي كان يتمتع بها ، طيب الله ثراه – إنه لمما يبعث على السرور حقاً ، أن نرى هذه الحكمة ، وهذه الرؤية الواضحة لمستقبل العالم ، وهي تتجسد في وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية : نرى في هذه الوثيقة ، إدراكاً كاملاً ، بأن الحكمة ، هي التي سوف تؤدي بالمجتمع العالمي ، إلى إطلاق ما يترتب على التسامح والأخوة الإنسانية ، من قدرة على مواجهة القضايا ، ذات الأهمية في هذا العصر ، وإلى إيجاد حلول ناجحة لها : التسامح والأخوة الإنسانية، من وجهة نظري ، هي الطريق، إلى تحقيق الرخاء الاقتصادي في كافة مناطق العالم – التسامح والأخوة الإنسانية ، هي الطريق إلى إيجاد نظم فعالة ، للتعليم والرعاية الصحية للجميع ، وهي السبيل إلى مواجهة قضايا البيئة ، وقضايا الفقر ، وقضايا الغذاء ، وقضايا التفرقة والتمييز – الأخوة الإنسانية ، هي الطريق إلى ضمان حرية الاعتقاد ، وحماية دور العبادة ، ونشر مبادئ الرحمة والمودة بين الناس – الأخوة الإنسانية ، هي كذلك ، الطريق إلى التخلص من النزاعات والصراعات ، ومكافحة التطرف والإرهاب ، ونشر السلام والعدل ، في كافة ربوع هذا العالم .
وأشار إلى أن الإعلام عليه في هذا الملتقى ، واجب ومسؤولية ، في دعم مؤسسات الإعلام العربي ، وكافة العاملين فيها ، لأداء دورهم المرتقب ، في تعميق مبادئ الأمل ، والتفاؤل ، والأخوة ، والاستقرار ، والرخاء ، في المنطقة والعالم.

وتابع إنه يقدر سبل توظيف إمكانات الحوار والمناقشة والعمل المشترك، من أجل دعم قدرات مجتمعاتنا، على أن تكون نماذج وقدوة ، في الأخوة الإنسانية.