صدى العرب : العودة إلى الكتابة.. (طباعة)
العودة إلى الكتابة..
آخر تحديث: الخميس 20/10/2016 06:53 م
د.يحيي عبد العظيم د.يحيي عبد العظيم
توقفت عن الكتابة الصحفية منذ أعوام عديدة؛ منذ سافرت للعمل في إحدى الجامعات السعودية أستاذا للغة العربية وآدابها. وقد طلب كثيرون مني أن اواصل الكتابة سواء لمواقع إلكترونية أو لصحف ورقية ولكنني آثرت الابتعاد انشغالا بما انا فيه من تدريس واختبارات ونتائج. 
اتصل بي ولدي وتلميذي الجميل أحمد شهاب الصحفي بالأخبار طالبا مني أن أكتب لموقع جديد يحمل اسم " صدى العرب " مقالا أسبوعيا ، فوجدتني - ولأنني أحبه - أوافق على طلبه لما بيني وبينه من مودة وحب وبين والده الصحفي الكبير زميلنا بالاخبار المسائي من صداقة قديمة.
إن فعل الكتابة في حد ذاته عبء كبير لما تحمله من أمانة وصدق عند من يقتنعون ويؤمنون بهذه الرسالة السامية التي ينبغي على كل كاتب أن يكون مقتنعا ومؤمنا بها.
وأؤكد أن مسألة الأمانة والصدق ليست موجودة في كتب الإعلام بقدر وجودها في نفوس الإعلاميين كل حسب أصله وبيئته وثقافته الموروثة والمكتسبة. إذ إن تربيته وأخلاقه هي التي تملي عليه أن يكون أمينا وصادقا في كل حرف يكتبه مقتنعا أن كثيرا من الناس حسب ثقافاتهم وبيئاتهم المتنوعة سيكونون قارئين له، وأن منهم سيتخذ من أفكاره وكتاباته مبادئ راسخة ينقلها إلى غيره من البشر.
من هنا فلابد أن تكون الآية الكريمة " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " هي النبراس الذي يضعه أي كاتب وكل كاتب نصب عينيه فلا يحيد عن جادة الحق ولا عن طريق الصواب لأنه محاسب عن كل حرف يخطه قلمه فإن أفلت من عقاب الدنيا فإن الأمر الآكد أنه لن يفلت من عقاب الآخرة.
لذلك فعلينا جميعا كتابا وصحفيين وإعلاميين ومثقفين أن نقف وقفة طويلة مع النفس لإنعام النظر فيما نكتب ولنقدم للناس خير ما يقرؤون ولأمتنا العربية ما يحملها ويعيدها إلى طريق القوة والوحدة وقطع الطريق على كل متآمر وخائن يسعى إلى تفتيتها وتفكيكها وتشرذمها؛ محذرا في الوقت نفسه من أولئك الذين يلجأون ويتنعمون في دول معادية منتظرين اول فرصة ليعودوا فوق ظهور دبابات الاستعماريين الجدد الذين لن تغمض لهم عين ولن يستقر لهم قرار حتى يحققوا ما خططوا له من إعادة تفتيت المفتت وتجزيء المجزأ تحت مسمى " الشرق الأوسط الجديد " لصالح ربيبة أمريكا والغرب إسرائيل لإعادة ترسيم حدودها بعد إضعاف العرب والمسلمين والقضاء على الجيوش العربية القوية لتكوين حدودها المزعومة في التوراة في سفر التكوين من النيل إلى النهر الكبير.
ولنا في هذا الموضوع مقال آخر إن شاء الله.