صدى العرب : الإخوان المسلمون والشيعة (طباعة)
الإخوان المسلمون والشيعة
آخر تحديث: الجمعة 24/02/2017 01:43 م دكتور أحمد حسين النمكى

   استطاع الفاطميون أن يدخلوا مصر ويحتلوها باسم الإسلام وللأسف الشديد نظر إليهم أهل مصر على أنهم مسلمون وهذا يبين جهل المصريين من قديم بالمذهب الشيعي الباطني ولو علموا حقيقة الشيعة المتطرفين ـ اللهم إلا القليل منهم من المعتدلين ـ وما يضمرونه للإسلام السني ما سمحوا لهم أن يدخلوا مصر إلا على جثثهم ، فالمذهب الشيعي مذهب هدام يتستر ـ كذباً وزوراً ـ وراء الإسلام وحب أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، وصدق الحديث الشريف الذي رواه البخاري عن على بن أبى طالب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يأتي في آخر الزمان قوم ، حدثاء الأسنان ، سفهاء الأحلام ، يقولون من خير قول البرية ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم ، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم ، فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة ” .

وها أنت ترى ـ أيها القارئ ـ أن هؤلاء الذين عناهم الحديث ينطقون ويتكلمون بكلام أهل الإسلام لكن ظاهرهم عكس باطنهم ، وهذا القول ينطبق تماماً على الشيعة ، ولاسيما شيعة هذا الزمان ، وهؤلاء لا تجد منهم إلا شرذمة قليلة جداً تتفق مع أهل السنة والجماعة وهم مقهورون ومغلوبون على أمرهم ، وترجع البداية الحقيقية للشيعة كما هو ثابت تاريخياً في بلاد المشرق الإسلامي ، ولذا تجد الحديث النبوي الذي رواه البخاري ـ عدو الشيعة الأول ـ عن أبى سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدد مكان ظهور الشيعة والخوارج فيقول ـ أي الرسول ـ ” يخرج ناس من قبل المشرق ، ويقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم إلى فوقه ” ، قيل ما سيماهم ؟ قال : ” سيماهم التحليق – أو قال : التسبيد – ” أي أن يطلقون لحاهم كالوبر .

ولو قرأت قليلاً عن الدولة الفاطمية لرأيتهم ولا عقيدة لديهم يتقربون بها سوى الطعن في الأوائل من أهل الإسلام من الصحابة لاسيما أبا بكر وعمر وعثمان ومعاوية وعائشة وحفصة وغيرهم ، وما زال هؤلاء أصحاب العمائم السوداء والقلوب الحالكة يجددون عهدهم الذي ورثوه من أجدادهم وأسيادهم السبئيين والفاطميين ، فهم لا يضمرون للإسلام وأهله إلا كل شر ، كما يطعنون في كتبهم ومقدساتهم ، ولا نعلم ما بغيتهم من وراء ذلك إلا أن يشككوا الناس في عقيدة الإسلام ، فلطالما طعنوا في الصحابة الذين نقلوا إلينا الإسلام ، فمن باب أولى أنهم ـ أي الصحابة المطعون فيهم ـ غير مأمونين على نقل الوحي والسنة عن رسول الله إلينا ، وهذا يسقط الإسلام كله كتاباً وسنة ، وأي شر يضمره هؤلاء أكبر من هذا ؟

    ولسنا مع أحد ممن يقول بدعوى التقريب بين السنة والشيعة ، ومن يقول بهذا فهو رجل لا دراية له بهؤلاء القوم ولا بعقائدهم ولا قرأ كتاباً من كتبهم ولا سمع شيخاً من شيوخهم أو واحداً من آياتهم وحججهم ولا حضر مجلساً من مجالس حسينياتهم ، أما عن فتوى الشيخ شلتوت ـ شيخ الأزهر الشريف ـ التي يتشدقون بها يجب أن يضرب بها عرض الحائط ، لأن الشيخ شلتوت ـ رحمه الله ـ كانت فتواه سياسية أكثر منها دينية ، هذا إذا سلمنا بها وبنسبتها إلى الشيخ شلتوت  .

وأنظر إلى ثالثة الأثافى وهى أن المرشد العام للإخوان محمد مهدي عاكف يقول بأن القضايا التي تفرق بين السنة والشيعة قضايا تافهة ، وبأن من يفرق بين السنة والشيعة إنما هو جاهل جهلاً مطبقاً ، والواقع الذي يؤسفني أن مهدي عاكف ـ فيما أعتقد ـ لم يستطع هو يفرق بين السنة والشيعة لأنه هو ذاته يجهل الفرق بينهما ، بل وأقلب عليه التهمة التي قال بها ـ وهى الجهل المطبق ـ بأن من لم يعرف الفرق بين السنة والشيعة فهو الجاهل جهلاً مطبقاً ، وأنصح له ولأتباعه اليوم ممن تربعوا على كرسي السلطة بأن لا يدعوا السياسة تلعب بدينهم وعقيدتهم وأن لا يقبلوا على إسلامهم الدنية بأن يقولوا على من يسبون رسول الله في أزواجه وصحابته ويكذبون على أهل بيته بأنهم هم وأهل السنة سواء بسواء ، والله إنه لو حدث هذا ليكونن نقصا في دينهم  .

      وعلى كل حال أرجو من الإخوان الذين ملكوا السلطة في البلاد زمناً بأن يحترموا الشعب المصري الذي وقف بجوارهم متحدياً كل السلطات بأن يزيحوا الستار عنهم وأن يكشفوا عن الوجه الشيعي لديهم ، إن كانوا يملكون شجاعة الموقف لاسيما بعد أن زالت السلطة عنهم بإرادة من الجيش والشعب ، فهل هم فاطميون جدد ولكنهم متنكرون في ثوب إسلامي جديد ؟ وإلا فليقولوا لنا ما تفسيرهم لوجود رجال بينهم من كبار رجال التنظيم لديهم مثل محمود أبو رية ـ عدو السنة والصحابة ـ الذي اتخذ من منهج الشيعة دستوراً له في الطعن والسب على الصحابة في كتبه ـ مثل ـ أبى هريرة شيخ المضيرة ، ودفاع عن السنة المحمدية الذي هو في حقيقته اتهام بتزوير السنة ـ وهو متهم بالتشيع ولكنه يزعم أنه ليس شيعياً رغم إتباعه لمنهجهم في الطعن على الصحابة على غرار ما حدث مع ابن أبى الحديد الشيعي المعتزلي شارح نهج البلاغة ـ الذي يظنونه سنياً أيضاً وهذه تقية منهم ومنه ـ طبقاً لمبدأ التقية عند الشيعة .

     والواقع أن الإخوان عبروا عن طريق مرشدهم العام عن تقبل أفكار وتراث الشيعة ووجهات نظرهم عن طريق تأييدهم لحزب الله الشيعي ، فقد ورد عنهم ـ أي جماعة الإخوان في مصر ـ في جريدة القبس الكويتية أنهم يدعمون حزب الله اللبناني الرافضي ، ويقولون أيضاً نحن نعتبر الشيعة الجعفرية فرقة إسلامية وهم متفقون معنا في أصول العقيدة والمبادئ والعبادة والأخلاق . أضف إلى ذلك أن الإخوان صرحوا أيضاً ـ عن طريق مرشدهم مهدي عاكف ـ بأنهم لا يمانعون أن يؤسس الشيعة لهم حزباً سياسيا في مصر يعبر عن آمالهم وطموحاتهم ، وهذا للحق كان نذير خطر وغفلة كبيرة من الإخوان تنم عن أحد أمرين ، الأول أن الإخوان قنطرة شيعة تهدف إلى وصول المذهب الشيعي الباطني إلى مصر مرة أخرى مستغلين ـ كذباً وزورا ـ حب آل البيت بدون وعى منهم اللهم إلا أنهم يريدون أن يظهروا للعالم أنهم ديمقراطيون في نشر المذاهب الشيعي ـ أو الدين الشيعي ـ الأمر الذي حدا بهم إلى أن يعتبروا الشيعة رغم تطرفهم ضد الصحابة وكذبهم على أهل البيت وزوجات الرسول والإسلام كله مسلمين وهذه أولى خطوات انحراف الإخوان عن جادة الإسلام في عالم السياسة والعقيدة ، والثاني أنهم ـ أي الإخوان ـ شيعة بالفعل تستروا ـ كعادة الشيعة بمبدأ التقية ـ وراء مذهب أهل السنة طوال هذا الزمن المديد بغية الوصول إلى الحكم ، ثم يسلمون الحكم بعد ذلك للشيعة الروافض الذين يمدونهم بأموال وبنين ، وهم يمهدون بكلامهم هذا للمذهب الإمامي المختلق في غالبية آراءه على الإمام جعفر الصادق ويحاولون أن يغرروا العامة من أهل مصر متسلحين بيافطة أهل البيت على أن المذهب الشيعي هو أحد المذاهب الإسلامية  .

    ولو تتبعنا الوجه الآخر للإخوان المسلمين والآراء التي قيلت فيهم من كبار علماء أهل السنة فلربما تبين لك ـ أيها القارئ العزيز ـ أنهم فرقة من فرق الشيعة التي تتمنطق بالتقية كما قلنا في الترضي على الصحابة كلهم حتى يصلوا إلى السلطة وسدة الحكم أو قل الخلافة التي تمحورت حولها عقيدة الشيعة ، فقد قال الشيخ ناصر الدين الألباني : ليس من الصواب أن يقال بأن الإخوان المسلمين من أهل السنة ، وقد اعتبر الشيخ عبد العزيز بن باز ـ في تسجيل له سمعته بنفسي يقول ـ الإخوان المسلمون من الفرق والجماعات التي انحرفت عن الفرقة الناجية ، أي ليسوا من أهل السنة والجماعة ، وقديماً قال حسن البنا بأنهم ليسوا بإخوان وليسوا بمسلمين ، فما رأيكم في كلام قاله إمامكم ومرشدكم الأول ؟ بالله عليكم قولوا لنا من أنتم قبل جلوسكم على الكرسي وبعد زوالكم عن الكرسي ؟ من أنتم الآن ؟ أفيدونا يرحمكم الله !!!!