صدى العرب : «مرحبا بكم فى إفريقيا» شعار مصر خلال عام من رئاستها للاتحاد الإفريقى (طباعة)
«مرحبا بكم فى إفريقيا» شعار مصر خلال عام من رئاستها للاتحاد الإفريقى
آخر تحديث: الأحد 12/01/2020 07:42 م ساجد النوري
أسابيع قليلة تفصلنا عن استعداد مصر لتسليم راية الاتحاد الإفريقى لجنوب إفريقيا، وذلك خلال أعمال القمة الإفريقية العادية فى دورتها الثالثة والثلاثين على مستوى الزعماء ورؤساء الدول والحكومات، والمقرر إقامتها فى أديس أبابا فى فبراير المقبل.

عام كامل مر على مصر أثناء قيادتها إفريقيا، شهد فيه مجهودا جبارا للرئيس عبدالفتاح السيسى لكى تعود إفريقيا من جديد إلى قلب العالم، وليثبت دائمًا ان إفريقيا أرض الخيرات، وأيضا سعى الرئيس السيسى لتعزيز الروابط وعلاقات التعاون مع الدول الإفريقية الشقيقة خلال 2019، وأدى كل هذا إلى تحقيق إنجازات إفريقية مميزة، وذلك من أجل تحقيق الأمن والسلام والتنمية فى انحاء القارة السمراء.

والتقى الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال العام الماضى، رؤساء دول وحكومات كل من جنوب إفريقيا، وموزمبيق، وغينيا، وكوت ديفوار، والسنغال، والصومال، وتشاد، وجيبوتى، وإريتريا، والنيجر، وبوركينافاسو، وكينيا، وسيراليون، وإثيوبيا، وغانا، ونيجيريا، ورواندا، وجزر القمر، وذلك فى إطار جولات الرئيس السيسى فى القارة أو على هامش فعاليات دولية مختلفة، فى إطار العمل على تعزيز العلاقات الثنائية مع الدول الإفريقية ودفع العمل الإفريقى المشترك.

وأيضا عقد سامح شكرى وزير الخارجية، لقاءات مع نظرائه من كل من كينيا، وجيبوتى، والصومال، وغينيا كوناكرى، وإريتريا، ورواندا، والسنغال، وغانا، وناميبيا، وسيراليون، وموزمبيق، وشاركت وزارة الخارجية فى إعداد وتنظيم الزيارات والمقابلات الثنائية بين كبار المسؤولين المصريين ونظرائهم الأفارقة بالتنسيق مع الجهات الوطنية المعنية، لتشمل لقاءات مع كل من رئيس الوزراء التنزانى، ووزيرى داخلية الصومال وتنزانيا، ووزير الصحة الصومالى، ووزير الاقتصاد التشادى، ووزير العدل الصومالى، ووزير الكهرباء التنزانى، ووزير الثقافة الأنجولى، ووزير الاتصالات الإيفوارى.

كما تم التوقيع على عدة اتفاقيات، منها 5 مذكرات تفاهم مع الصومال فى مجالات «الأمن، والتعاون الصحى، وإنشاء لجنة وزارية مشتركة، وآلية للتشاور السياسى، وبروتوكول للتعاون مع المعهد الدبلوماسى»، و3 مذكرات تفاهم مع كوت ديفوار فى مجالات «التعاون الأمنى، والصحة، والاتصالات»، وتوقيع اتفاقيتين مع السنغال فى مجالى «الإنتاج المشترك فى مجال الإعلام، والتشاور السياسى»، وتوقيع 3 مذكرات تفاهم مع موزمبيق فى مجالات «التشاور السياسى، والزراعة، والإعفاء المتبادل لتأشيرات الدخول للجوازات الدبلوماسية»، بالإضافة لتوقيع كل من عقد المزرعة النموذجية المشتركة مع أوغندا، واتفاقية التعاون فى مجال مكافحة الحرائق وخدمات الإنقاذ مع تنزانيا، و4 اتفاقيات تعاون مع غينيا كوناكرى فى مجالات «النقل البحرى، والكهرباء والطاقة المتجددة، والآثار، وحماية البيئة».

وعلى مستوى الاتحاد الإفريقى والمنظمات والتجمعات الإفريقية، شاركت مصر فى الإعداد للدورة الثانية والثلاثين لقمة الاتحاد الإفريقى «أديس أبابا- فبراير 2019»، والتى تسلم فيها الرئيس عبدالفتاح السيسى رئاسة الاتحاد الإفريقى لمدة عام، وتعتبر هذه المرة الأولى التى تتولى فيها مصر رئاسة الاتحاد الإفريقى منذ تدشينه بصورته الحالية فى 2002.

ومن اهم إنجازات مصر فى رئاسة الاتحاد الإفريقى هو تمرير قرارين مهمين خلال قمة الاتحاد الإفريقى فى فبراير 2019، الأول خاص بتولى الرئيس عبدالفتاح السيسى ريادة ملف تفعيل سياسة الاتحاد الإفريقى لإعادة الأعمار والتنمية ما بعد النزاعات، والثانى خاص باستضافة مصر لمقر وكالة الفضاء الإفريقية، كما قامت وزارة الخارجية بالإعداد للمشاركة المصرية فى قمة الاتحاد الإفريقى الاستثنائية لإطلاق منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، التى عُقدت يوم 7 يوليو 2019 بنيامى - النيجر تحت رئاسة الرئيس السيسى، بعد دخول اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية حيز النفاذ فى مايو 2019، وهى أحد إنجازات الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقى، فضلًا عن الإعداد للمشاركة المصرية فى القمة التنسيقية الأولى بين الاتحاد الإفريقى والتجمعات الاقتصادية الإقليمية، التى عُقدت يوم 8 يوليو 2019 فى نيامى، بالنيجر تحت رئاسة الرئيس السيسى، والإعداد للمشاركة المصرية فى القمة السابعة للتيكاد (مؤتمر طوكيو للتنمية فى إفريقيا)، والتى ترأسها الرئيس السيسى بشكل مشترك مع رئيس وزراء اليابان، بصفته الرئيس الحالى للاتحاد الإفريقى، وذلك فى الفترة من 28 إلى 30 أغسطس 2019، فى مدينة «يوكوهاما» اليابانية.

وساهمت مصر أيضا فى الإعداد للمشاركة المصرية فى قمة روسيا- إفريقيا الأولى، والمنتدى الاقتصادى الروسى الإفريقى، حيث ترأس الرئيس عبدالفتاح السيسى القمة بشكل مشترك مع الرئيس الروسى، ونظمت وزارة الخارجية النسخة الأولى من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة «11- 12 ديسمبر 2019» بمدينة أسوان، برعاية الرئيس السيسى، وبمشاركة عدد من الرؤساء الأفارقة، وكبار مسؤولى المنظمات الدولية والباحثين فى مجال التنمية والسلم والأمن الإفريقى، حيث قام شكرى بالتوقيع على اتفاقية استضافة مصر لمركز الاتحاد الإفريقى لإعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات، مع رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى، على هامش المنتدى.

كما حققت مصر عددًا من النجاحات خلال اجتماعات الدورة الخامسة والثلاثين للمجلس التنفيذى للاتحاد الإفريقى، والتى عُقدت فى يوليو الماضى بالنيجر، وبرئاسة وزير الخارجية، وعلى رأسها: إقرار إعادة إحياء لجنة الصياغة والتى ستتولى صياغة المقررات الصادرة عن الأجهزة السياسية للاتحاد، واعتماد ميزانية الاتحاد الإفريقى لعام 2020 بإجمالى 647 مليون دولار تقريبًا، على أن تبلغ المساهمة المطلوبة من مصر حوالى 18.5 مليون دولار بانخفاض يصل إلى 40% تقريبًا مقارنةً بعام 2018، وهو ما يعكس نجاحًا كبيرًا لجهود مصر على صعيد الإصلاح المالى والإدارى لمفوضية الاتحاد الإفريقى على مدار السنوات الأخيرة.

ومن اهم إنجازات مصر انها جعلت إفريقيا قارة شابة فاصبح عام 2019 هو عام الشباب الإفريقى وأسوان هى محافظة الشباب الإفريقى.

كما اطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى مبادرة لعلاج مليون إفريقى من فيروس سى، كما وقع الاتحاد الإفريقى اتفاق بين الاتحاد وشركة هواوى، بالإضافة إلى استضافة فعاليات الاجتماع الأول لمجموعة العمل الخاصة بالذكاء الاصطناعى.

وأيضا وجه الرئيس السيسى باستمرارية المجهود الكبير الذى بذلته الحكومة المصرية تجاه القارة الإفريقية وتوافر آلية لمتابعة تلك الأنشطة وضمان الاستمرارية، وسيكون هناك تنسيق مع الرئاسة القادمة للاتحاد لضمان استمرارية ومتابعة جهود مصر واستثمارها على المستوى الأمثل، وسيكون هناك تحرك لمصر داخل الاتحاد الإفريقى لمتابعة تلك الجهود وضمان استمراريتها فى المستقبل، وتحدث الرئيس فى جميع المحافل عن أهمية وضع إفريقيا على الخريطة الاستثمارية الدولية، وحصول شعوبها على حقوقهم أو نصيبهم من التنمية المستدامة والاستفادة من ثرواتهم الطبيعية.

كما استطاعت مصر التدخل فى بعض الأزمات السياسية بشكل إيجابى لاسيما فى جنوب السودان بما يحفظ استقرار هذا البلد كما اهتم الرئيس اهتماما خاصا بدول حوض النيل خلال فترة رئاسته للاتحاد الإفريقى، ونجحت مصر فى عرض الفرص الاستثمارية فى إفريقيا بشكل جاذب وسلط الأضواء على القارة باعتبارها منطقة آمنة وليست خطرة حسبما يتم الترويج لذلك ووجه الرئيس دعوات إلى كبرى الشركات ورجال الأعمال فى العالم إلى الاستثمار فى دول القارة، التى تتمتع بموارد طبيعية ومواد خام ضخمة.

وبعد أن رصدنا أهم إنجازات مصر فى رئاسة الاتحاد الإفريقى خلال العام الماضى، استطلعت «صدى العرب» رأى الخبراء للتعرف أكثر على نتائج مجهودات مصر خلال توليها رئاسة الاتحاد الإفريقى.

فى البداية قال الدكتور وليد جاب الله، الخبير الاقتصادى، أن ما قامت به مصر خلال رئاستها للاتحاد الإفريقى هو الأكبر على الإطلاق منذ إنشائه فلم يسبق لدولة تولت الرئاسة أن قامت بكل هذا النشاط، وقد بدأت مصر من الأجندة الإفريقية 2063 من خلال تبنيها نحو 50 مشروعا فى مجال البنية التحتية، وقامت بالترويج لها للحصول على أفضل شروط الاستثمار فى كل المحافل الدولية ومنها منتدى ألمانيا إفريقيا، ومنتدى الصين إفريقيا، ومنتدى روسيا إفريقيا ومنتدى اليابان إفريقيا حيث سيترتب على ذلك الكثير من الإجراءات التنفيذية بجانب كبير من تلك المشروعات فى الفترة القادمة.

واضاف جاب الله، فى تصريحات خاصة لـ«صدى العرب»، أن الرئيس عبدالفتاح السيسى لم يدخر جهدا فى الترويج للاستثمار فى إفريقيا، وتوضيح المزايا التى يمكن أن يجنيها المستثمرين بعد دخول اتفاقية التجارة الحرة حيز التنفيذ.

وأكد الخبير الاقتصادى، ان إعلان مصر لمدينة أسوان عاصمة للثقافة والاقتصاد الإفريقى بشكل دائم واستضافت مصر بطولة كرة القدم الإفريقية للكبار للشباب، والتى عاصرها انعقاد منتدى إفريقيا 2019 بالعاصمة الإدارية الجديدة، وغيرها من الفاعليات والأنشطة الهامة بلجان الاتحاد الإفريقى وغيرها من الأنشطة التى تمثل أساسا مهما لكى يتم البناء عليها من أجل مصلحة القارة.

وتابع قائلًا: إن مصر عادت لإفريقيا وإفريقيا عادت إليها، وسيظل الوجود والتأثير المصرى حتى بعد انتهاء فترة قيادتها للاتحاد الإفريقى.

كما أكدت الدكتورة بسنت فهمى، عضو لجنة الشؤون الاقتصادية بمجلس النواب، أن التكامل بين مصر وإفريقيا من أجل إقامة منطقة تجارة حرة يعد من أهم المكاسب الاقتصادية أثناء تسلم مصر لرئاسة الاتحاد الإفريقى. وأضافت فهمى، فى بيانها، أن الرئيس عبدالفتاح السيسى أكد احتياج إفريقيا إلى استراتيجية واضحة وكبيرة فى ظل انتشار حالة من عدم الاستقرار بالقارة.

وأشارت عضو لجنة الشؤون الاقتصادية بمجلس النواب، إلى أن اتفاق حكام قارة إفريقيا على خطة التنمية ساهم بشكل كبير فى تنمية القارة.

وفى نفس السياق قال أحمد على زين الدين، الباحث الاقتصادى، أن مصر اتخذت قرارات حاسمة فى الكثير من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية خلال ترأسها للاتحاد الإفريقى فى دورته الحالية، كما فتحت مصر نوافذ جديدة للمعاملات الاقتصادية للقارة الإفريقية، وظهرت بشكل واضح خلال المنتدى الروسى بسوتشى، كذلك مؤتمر طوكيو للتنمية الإفريقية (تيكاد)، وقمة العشرين بألمانيا.

وأضاف زين الدين فى تصريحاته لـ«صدى العرب»، أن من أهم الإنجازات المصرية التى حققتها مصر خلال رئاستها للاتحاد الإفريقى هو إنشاء صندوق ضمان مخاطر الاستثمار فى إفريقيا، وذلك لتشجيع المستثمرين المصريين لتوجيه استثماراتهم لإفريقيا والمشاركة فى تنمية القارة، والتفاوض مع المؤسسات الدولية لدعم البنية الأساسية فى قارة إفريقيا، وتحفيز وتيسير عمل الشركات الإفريقية فى مصر، لتحفيز الاستثمارات المشتركة والاستفادة من التطور المستمر فى الاقتصاد المصرى، وزيادة التعاون الفنى مع دول القارة فى مجالات الاستثمار فى رأس المال البشرى، والتحول الرقمى، وإدارة التمويلات الدولية، والحوكمة ونظم المتابعة والتقييم.

وأشار الباحث الاقتصادى، إلى أن مصر ساهمت فى إنشاء صندوق للاستثمار فى البنية التحتية المعلوماتية بهدف دعم التطور التكنولوجى والتحول الرقمى فى القارة، وذلك لبناء اقتصاديات حديثة قائمة على أحدث النظم التكنولوجية، كما وقعت الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، ومفوضية الاستثمار الإثيوبية بجمهورية إثيوبيا الديمقراطية مذكرة تفاهم فى مجال تعزيز العلاقات الاستثمارية الثنائية، كما تم توقيع اتفاقات استثمارية أخرى فى عدة دول مثل مالى وجيبوتى.

بينما قال الدكتور على الادريسى، الخبير الاقتصادى، ان مصر كان لها رؤية واضحة خلال عام 2019 فى خلال رئاستها للاتحاد الإفريقى، وكانت متمثلة فى مجموعة من النقاط الأساسية، وأهمها ضرورة التمسك بالوحدة الإفريقية، والعمل على العديد من الملفات الأساسية مثل مكافحة الإرهاب ونشر السلم والأمان فى القارة ومكافحة الهجرة غير الشرعية ومكافحة الفساد، والعمل على وحدة إفريقيا مثل إنشاء منطقة التجارة الحرة الإفريقية، والعمل على توفير فرص عمل للشباب فى إفريقيا.

وأضاف الادريسى، فى تصريحاته لـ«صدى العرب»، إن رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى وضعت القارة بشكل كبير على الخريطة الاقتصادية والسياسية على مستوى العالم، حيث كانت الكثير من دول العالم تتعامل مع إفريقيا بمفهوم التبعية الاقتصادية، ولكن الآن أصبح هناك مفهوم جديد، ومعنى جديد للعلاقات وهو الشراكة.

واكد الخبير الاقتصادى، أنه كان لابد من وجود قائد يوصل هذا المعنى، وأن يتفق الزعماء الأفارقة على منطقة للتجارة الحرة تدخل حيز التنفيذ، وهذا أمر لم يتخيله الكثير من المتفائلين، ويعتبر هذا من اهم إنجازات الرئيس السيسى أثناء توليه رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى.